القهوة هي المشروب المفضل للكثير من الناس حول العالم، ولكن البعض منهم يلجأ إلى القهوة بدون كافيين أو منزوعة الكافيين نتيجة لأسباب صحية أو تفضيلات شخصية.
ولكن ما هي الآثار الصحية لهذا النوع من القهوة؟ وهل يفتقر إلى فوائد القهوة العادية؟ أم يعد بديلًا ممتازًا لها؟
في هذا المقال سوف نستكشف الاختلافات بين هذين النوعين المتشابهين في المذاق والشكل.
ما هي القهوة منزوعة الكافيين؟
كما هو واضح من الاسم، هذا النوع هو نوع من البن يحتوي على كمية قليلة للغاية من الكافيين، قد تصل إلى 3% فقط.
يقوم المصنعون بنقع حبوب البن غير المحمصة أو تبخيرها باستخدام الماء وبعض المواد الكيميائية الأخرى مثل الفحم النشط أو ثاني أكسيد الكربون.
الكافيين هو مادة قابلة للذوبان في الماء، لذلك فإن النقع أو التبخير له قدرة على إزالة الكافيين. إلا أنه قد يزيد مركبات أخرى مثل البروتين والسكر وبالتالي يؤثر على نكهة البن.
لذلك يتم استخدام مواد أخرى لتسريع هذه العملية وتقليل فقدان المركبات الأخرى، مما يسمح بالحفاظ على نكهة القهوة المميزة.
فوائد القهوة بدون كافيين
قد تكون القهوة هي أكبر مصدر منفرد لمضادات الأكسدة في نظامك الغذائي، خاصة إذا كنت تتبع النظام الغذائي الغربي.
رغم كونها تتهم بالكثير من الاتهامات، إلا أن استهلاك القهوة بمعدل معتدل يحمل الكثير من الفوائد الصحية لجسمك.
لحسن الحظ، القهوة منزوعة الكافيين تحتوي على 85% على الأقل من مضادات الأكسدة الموجودة في القهوة العادية.
مضادات الأكسدة القوية مثل البوليفينول وأحماض الهيدروسيناميك هي مركبات فعالة في التخلص من الجذور الحرة التي تسبب الإجهاد التأكسدي.
هذا بدوره يساعد في الوقاية من الأمراض المزمنة خاصة أمراض القلب والسكري من النوع الثاني والسرطان.
كما أن القهوة تحتوي على كميات صغيرة من العناصر الغذائية الهامة لصحة جسمك.
الوقاية من الأمراض المزمنة والوفاة المبكرة
يرتبط شرب القهوة بأنواعها المختلفة بتقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة.
كوب يوميًا من القهوة يقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 7%.
كما أنها تساعد على الوقاية من تلف الكبد، فهي تسبب انخفاض مستوى إنزيمات الكبد وتعزز صحته العامة.
يرتبط شرب هذا النوع من القهوة بانخفاض خطر الوفاة المبكرة أيضا، وكذلك الوفاة الناتجة عن السكتة الدماغية أو أمراض القلب.
كما أنها تقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع من السرطان خاصة:
- سرطان الجلد.
- سرطان الكبد.
- اللوكيميا أو سرطان الدم.
- سرطان البروستات.
- أورام بطانة الرحم الخبيثة.
- سرطان الفم.
القهوة بدون كافيين حرقة المعدة
أحد الأضرار الجانبية الشائعة لشرب القهوة هو الارتجاع الحمضي أو حموضة المعدة، فالكثير من الناس يعانون من هذه المشكلة.
سواء كنت تعاني من مشكلة صحية أو كان ذلك نتيجة لشرب القهوة، قد يفيدك تغيير النوع في علاج هذه المشكلة.
البن منزوع الكافيين يسبب ارتجاع حمضي أقل بكثير من البن العادي.
كما أن شرب كوبين أو أكثر يوميًا من هذا النوع من القهوة يقلل من خطر الإصابة بسرطان المستقيم بنسبة تقارب 50%.
تحميك من الأمراض العصبية والشيخوخة
تتميز القهوة بأنواعها أن لها آثار إيجابية على صحة العقل خاصة في الوقاية من التدهور العقلي المرتبط بالعمر.
تساعد القهوة بدون كافيين في حماية الخلايا العصبية في الدماغ.
هذا يعني أنها قد تمنع تطور الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض ألزهايمر وداء باركنسون.
ترجع هذه الفوائد إلى حمض الكلوروجينيك وليس الكافيين فقط، بينما يساعد الكافيين في الوقاية من الخرف والأمراض التنكسية العصبية أيضًا.
التخلص من أضرار الإفراط في الكافيين
إذا كنت تتطلع إلى تقليل جرعتك اليومية من الكافيين ولا تتمكن من التغلب على حبك لكوب من قهوتك المفضلة، فالقهوة بدون كافيين قد تكون حل مناسب.
الاستهلاك المفرط للكافيين له أضرار جانبية تشمل:
- اضطرابات النوم أو الأرق.
- الإصابة بالصداع وآلام الرأس.
- الغثيان واضطراب المعدة.
- العصبية والقلق.
- اضطراب معدل نبضات القلب.
- الشعور بالتعاسة وسوء المزاج.
كما أنها مناسبة للحوامل والمرضعات اللاتي لا يمكنهم تناول القهوة بإفراط خوفًا من تأثير ذلك على أطفالهن.
إذا كنت تعاني من صعوبات النوم أو أمراض القلب والأوعية الدموية، أو مشاكل الجهاز الهضمي أو القلق والتوتر، فقد ينصحك الطبيب بالحد من استهلاكك للكافيين.
كما أن بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب والمضادات الحيوية تتفاعل مع الكافيين، لذلك فهذا لنوع من القهوة سوف يناسبك في هذه الحالة.
القهوة العادية أم القهوة بدون كافيين
تتفوق القهوة العادية ببعض المزايا والفوائد الصحية، فهي تشتهر بآثارها المنشطة وتقلل من شعورك بالتعب.
كما أنها تحسن المزاج والذاكرة وتزيد من قدراتك العقلية وسرعة اتخاذ رد الفعل.
بالإضافة إلى ذلك، فهي تزيد من معدل حرق الدهون وتحسن الأداء الرياضي، وتخفض من خطر الإصابة بتليف الكبد.
ترتبط معظم هذه التأثيرات بشكل مباشر بالكافيين، فهو المادة المنشطة الموجودة في البن.
ولكن في بعض الأحيان، قد يكون من الأفضل لصحتك استهلاك البن منزوع الكافيين.
ينصح الأصحاء البالغين بعدم استهلاك أكثر من 400 مجم من الكافيين يوميًا أو ما تقريبا 4 أكواب من القهوة.
زيادة الاستهلاك قد تسبب لك بعض الأضرار، خاصة إذا كنت لا تتحمل الكافيين أو لديك حساسية منه قد تجعل الكوب الواحد يبدو مفرطًا.
كما أن الأطفال والمراهقين والحوامل والمرضعات يُنصحون بالحد من تناول الكافيين.
وكذلك الأشخاص المصابون بالقلق أو صعوبات النوم.
في هذه الحالات، قد يكون استخدام البن منزوع الكافيين أكثر أمانا لصحتك.
ما هي أضرار القهوة منزوعة الكافيين؟
استهلاك البن منزوع الكافيين بحد ذاته لا يبدو أن له آثار صحية ضارة.
ولكن عملية إزالة الكافيين من حبوب البن قد تشمل استخدام بعض المركبات الضارة مثل كلوريد الميثيلين.
استنشاق هذه المادة ولو بكميات صغيرة للغاية يمكن أن يؤثر على انتباه الشخص وقدرات جهازه العصبي المركزي.
كما أن التعرض الخفيف قد يسبب بعض الأعراض مثل:
- الصداع.
- النعاس.
- السعال أو ضيق الشعب الهوائية.
- الدوار.
- بطء التنسيق بين اليد والعين.
يسبب كلوريد الميثيلين تهيج الأنف والحنجرة والجهاز العصبي، كما أنه قد يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي أو أمراض القلب.
لذلك، يتم التأكيد على عدم استخدام هذه المادة بكمية تفوق الحد المسموح به عند إزالة الكافيين من حبوب البن.
كما أن القهوة بدون كافيين قد تؤدي إلى زيادة نسبة الكوليسترول في الدم، وذلك لأنها تصنع عادة من حبوب تحتوي على نسب أعلى من الدهون.
ورغم ذلك، تعد هذه الأضرار غير شائعة، مما يجعل هذا النوع من القهوة بديلًا جيدًا للنوع العادي.