أصبح استخدام مكملات البروبيوتيك ذائع الصيت في الآونة الأخيرة، وذلك بعدما أثبتت الدراسات العلمية فوائد البروبيوتك للقولون والصحة العامة.
البروبيوتك هي كائنات حية دقيقة تعمل على تعزيز التوازن الصحي لبكتيريا الأمعاء.
تتواجد هذه الكائنات الحية في الأطعمة المخمرة، مثل الزبادي والكيفير والمخللات، كما يمكنك الحصول عليها عن طريق المكملات الغذائية.
نظرًا لأن عدم توازن بكتيريا الجهاز الهضمي هو العامل المحفز لكثير من الأمراض، فقد تكون هذه المكملات هي الحل الأفضل لمثل هذه الحالات.
هل جسمك بحاجة إلى البكتيريا؟
ما نعرفه عن البكتيريا أنها من مسببات الأمراض أو المشاكل، ولكن هناك بعض أنواع البكتيريا قد يكون نافعًا.
تنتمي البروبيوتيك إلى هذه المجموعة، فهي تساعد على تعزيز صحة الأمعاء ونمو البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي.
كما أنها تكافح البكتيريا السيئة التي تسبب المرض أو التهاب الأمعاء، وتستبدلها ببكتيريا نافعة مفيدة للجسم.
فوائد البروبيوتيك للقولون
قد يؤدي استخدام المضادات الحيوية وسوء التغذية وبعض الحالات المرضية إلى اختلال توازن البكتيريا في الأمعاء وزيادة نشاط البكتيريا السيئة.
هذا الاختلال بدوره يؤدي إلى مشاكل الجهاز الهضمي والحساسية، كما قد يؤثر بشكل سلبي على الصحة العقلية ويسبب زيادة الوزن.
تساعد مكملات البروبيوتيك على علاج الإسهال، خاصة إذا كان ناتجًا عن استخدام المضادات الحيوية.
كما تساعد في علاج نوبات الإسهال المعدي عند الأطفال، وتقلل من مدة المرض وشدته.
تمتلك البروبيوتك أيضا القدرة على تقليل خطر الإصابة بالإسهال ومدته بنسبة تصل إلى 57%.
تساعد البكتيريا النافعة أيضا في تخفيف أعراض القولون العصبي، مثل آلام المعدة والغازات والانتفاخ وتناوب الإسهال والإمساك.
كما أنها تكافح أمراض التهاب الأمعاء مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي.
يظهر ذلك في صورة الحفاظ على المرض في حالة هدوء ومنع نشاط المرض، وبالتالي فهي تمنع الانتكاس وتفاقم الحالة.
تعزز صحة القلب
من المثير للاهتمام أن بعض سلالات البكتيريا النافعة لها القدرة على تعزيز صحة القلب.
تعمل البروبيوتيك على حماية القلب، وذلك لأنها تعمل على خفض الكوليسترول الضار.
بعض هذه الميكروبات تنتج حمض اللاكتيك، الذي يقوم بتكسير العصارة الصفراوية في الأمعاء.
تتكون العصارة الصفراوية من الكوليسترول في معظمها، وهي سائل طبيعي يساعد على الهضم ويقوم الجسم بإعادة امتصاصه ليدخل الدم على صورة كوليسترول.
عندما يقوم حمض اللاكتيك بتكسيرها، فهذا يقلل من نسبة الكوليسترول الكلي والضار.
كما أن هذه المكملات قد تقلل ضغط الدم ولو بنسبة قليلة، وتساعد في السيطرة على ارتفاع الضغط.
البروبيوتيك وعلاج الحساسية والإكزيما
يعتقد أن هذه المكملات قد تكون فعالة في تقليل شدة الإكزيما خاصة عند الأطفال والرضع.
فقد لاحظ بعض الباحثين أن الرضع الذين يتغذون على لبن معزز بسلالات معينة من الكائنات الحية المجهرية أو البروبيوتك، قد أظهروا تحسن ملحوظ في أعراض الإكزيما.
كما أن النساء اللاتي تناولن هذه المكملات أثناء الحمل، كان أطفالهن أقل عرضة للإصابة بالإكزيما بنسبة تصل إلى 83%.
أظهرت بعض الدراسات أيضًا أن هذه الكائنات المجهرية قد تقلل من أعراض الالتهاب لدى المصابين بحساسية الألبان أو عدم تحمل اللاكتوز.
رغم أن الأدلة على هذه النتائج لا تزال ضعيفة، إلا أن المزيد من الدراسات سوف تثبت فعالية هذه المكملات.
علاج الاكتئاب والأمراض النفسية
هل تعلم أن فوائد البروبيوتيك للقولون وتأثيرها الإيجابي على صحة الجهاز الهضمي، لها دور بارز في تحسين الصحة العقلية والتغلب على الاكتئاب والقلق؟
كثير من الدراسات الموثوقة تربط بين صحة الأمعاء والحالة النفسية والمزاجية للشخص.
ولأن مكملات البروبيوتك الغنية بالميكروبات المجهرية تحسن صحة الأمعاء، فقد أظهرت فعالية في تحسين أعراض القلق والاكتئاب.
كما ساهمت في علاج التوحد واضطراب الوسواس القهري، والتغلب على الشعور بالتوتر.
تعزيز جهاز المناعة
من فوائد البروبيوتيك المثبتة علميًا أنها تحفز جهاز المناعة وتقلل الالتهابات، فهي ليست مفيدة للقولون فقط ولكن للجسم بالكامل.
تساعد هذه الميكروبات النافعة على تعزيز إنتاج الأجسام المضادة في جسمك، التي تحارب الميكروبات الضارة والأمراض.
كما أنها تزيد من قدرة الجسم على إنتاج الخلايا المناعية والخلايا اللمفاوية والخلايا القاتلة الطبيعية.
لذلك، تعمل هذه المكملات على تقليل خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وشدة تواتر النوبات.
إحدى السلالات تعرف باسم Lactobacillus crispatus ساعدت بشكل خاص على تقليل خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية بنسبة 50% لدى النساء.
فوائد البروبيوتيك للتخسيس
قد تكون هذه الكائنات المجهرية الدقيقة هي ما أنت بحاجة إليه للتخلص من دهون البطن.
تعمل البكتيريا النافعة على منع امتصاص الدهون الموجودة في الطعام أثناء مروره في الأمعاء.
هذا يعني أن الجسم يتخلص من الدهون الزائدة، بدلًا من امتصاصها وتخزينها.
كما أنها تساعد على الشعور بالشبع لفترة طويلة، مما يمنح الجسم الفرصة لحرق السعرات الحرارية الزائدة واستهلاك الدهون بدلًا من تخزينها.
يرجع هذا التأثير إلى أن البروبيوتيك تحفز هرمونات معينة، كما أنها تعمل على إنقاص الوزن بشكل مباشر.
لحسن الحظ أن هذا التأثير فعال بشكل خاص على دهون البطن، فقد يسبب انخفاض نسبة الدهون بنسبة 8.5%.
ولكن بعض سلالات البكتيريا قد ترتبط بزيادة الوزن، مثل Lactobacillus acidophilus.
ما هي المصادر الطبيعية للبروبيوتيك؟
يمكنك الحصول على كمية مركزة من البكتيريا النافعة عن طريق المكملات الغذائية، كما يمكنك الحصول عليها من بعض أنواع الطعام.
الأنواع الغنية بالبروبيوتك توفر للجسم المقدار الذي يحتاجه من البكتيريا النافعة، لذلك، جرب تضمين هذه الأنواع في نظامك الغذائي:
الزبادي
يعد الزبادي واحد من أفضل هذه الأطعمة وأكثرها سهولة لإضافتها إلى نظامك الغذائي.
يتكون الزبادي من الحليب المخمر بالبكتيريا النافعة مثل بكتيريا حمض اللاكتيك، وهو يرتبط بالكثير من الفوائد الصحية.
تناول الزبادي يساعد على تحسين صحة العظام وخفض ضغط الدم، كما أنه يقلل الإسهال عند الأطفال.
كما أنه يوفر فوائد البروبيوتيك للقولون العصبي، وهو مناسب لمن يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
الكفير
الكفير هو مشروب هندي يتكون من حليب متخمر ذو طعم حامض مليء بالبكتيريا النافعة.
يتميز هذا المشروب بأنه فعال للغاية في تقليل أعراض الجهاز الهضمي، كما أنه يعزز صحة القلب.
المخللات
تعد المخللات مثل مخلل الخيار والملفوف مصدر رائع للحصول على البكتيريا النافعة.
عند تحضير المخلل عن طريق وضعه في محلول الماء والملح، يحدث التخمر نتيجة لتكاثر بكتيريا حمض اللاكتيك.
تساعد هذه الأطعمة على علاج مشكلات المعدة وتعزيز صحة الجهاز الهضمي.
هناك مصادر أخرى للبروبيوتيك مثل الكيمتشي والثوم، وكذلك بعض أنواع الجبن مثل جبن الجودة والروكفور.