يعتقد البعض أن المكملات الغذائية هي بديل للطعام، فهو توفر لك العناصر التي يحتاجها جسمك.
ولكن في الواقع، لا تستطيع هذه المركبات توفير جميع العناصر الغذائية الموجودة في الطعام، والتي يحتاجها الجسم للقيام بوظيفته على النحو الأكمل.
إلا أنه في بعض الحالات يكون من الضروري تناول مكمل غذائي بهدف تعويض نقص بعض العناصر، ولكن هذا لا يعني أنها تغني عن الطعام.
هل المكملات الغذائية هي بديل للطعام؟
يعمل النظام الغذائي الصحي على تلبية احتياجات جسمك الرئيسية وتوفير العناصر الهامة والكثير من المنافع الأخرى.
كما أن هناك ثلاث فوائد أساسية للطعام لا يستطيع أي مكمل غذائي توفيرها لك:
التغذية السليمة
فالطعام، خاصة الأنواع الصحية مثل الفواكه والخضروات، يحتوي على مجموعة واسعة ومتنوعة من المغذيات الدقيقة التي لا غنى عنها.
كما أنه هو المصدر الرئيسي للسعرات الحرارية، وهي وحدات الطاقة التي يستخدمها الجسم لتوفير الطاقة لأعضائه المختلفة حتى تقوم بوظائفها.
وبالتالي، يمنحك الطعام القدرة على القيام بأنشطتك اليومية، ويحافظ على صحة وسلامة جسمك بالكامل.
الألياف الغذائية
رغم أن هناك ألياف في صورة حبوب أو كبسولات، إلا أن الطعام الكامل يوفر لك الألياف الهامة لصحة الجهاز الهضمي.
الطعام الصحي مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات، وأيضا البقول هي مصادر هامة للألياف. تعمل الألياف على حفظ توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء.
كما أنها تساعد في الوقاية من بعض الأمراض مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني، وتساعد في علاج الإمساك أيضا.
مضادات الأكسدة
ميزة أخرى تتوفر في الطعام هي أنه غني بمضادات الأكسدة القوية.
مضادات الأكسدة هي مواد تساعد على إبطاء عملية شيخوخة الخلايا ومحاربة تلف الأنسجة.
كما أنها تحارب الجذور الحرة التي تنتج عن الملوثات والعوامل البيئية.
ورغم وجود مكمل يحتوي على مضادات الأكسدة بجرعات عالية، إلا أنها لم تثبت فعاليتها مثل مضادات الأكسدة الموجودة في الطعام.
هل أنت بحاجة إلى تناول مكمل غذائي؟
إذا كان طعامك متنوع بشكل كاف ويحتوي على الفواكه والخضروات والبقوليات، مع الكربوهيدرات المعقدة ومنتجات الألبان واللحوم الصحية والأسماك، فأنت على الأرجح لست بحاجة إلى تناول أي مكمل إضافي.
الصحة الجيدة هي دليل واضح على التغذية السليمة، فإذا كنت تتمتع بصحة جيدة بشكل عام فهذا دليل على انتظام سير العمل داخل جسمك.
ولكن في بعض الحالات، قد يحتاج الأصحاء إلى تناول المزيد من الفيتامينات والمعادن، كما في هذه الحالات:
- يحتاج البالغون ممن تخطوا عمر الخمسين عاما إلى تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين ب12 أو الأطعمة المعززة بهذا الفيتامين. كما قد يحتاجون إلى تناول حبوب فيتامين ب بشكل منفصل.
- أما البالغون ممن تجاوزوا عمر 65 عاما، فهم بحاجة إلى تناول 800 وحدة دولية من فيتامين د بشكل يومي، لتقوية العظام وتقليل مخاطر الكسور وهشاشة العظام.
- كما تحتاج النساء في فترة الحمل إلى تناول فيتامينات خاصة بمرحلة ما قبل الولادة والتي تحتوي على الحديد والكالسيوم، أو تناول حبوب الحديد بشكل منفصل.
ما هي الحالات التي تستلزم تناول حبوب الفيتامينات والمعادن؟
قد تكون بحاجة إلى تعزيز جسمك بالمزيد من الفيتامينات والمعادن وغيرها من المغذيات الدقيقة المتوفرة في المكملات الغذائية.
وخاصة إذا كانت تنطبق عليك أي من هذه الشروط:
- الأشخاص النباتيون الذين يمتنعون عن تناول أطعمة معينة، أو الأشخاص الذين يتبعون حميات تحظر تناول فئات متعددة من الطعام تماما، مثل حمية الكيتو على سبيل المثال.
- إذا كنت تعاني من سوء التغذية أو لا تأكل شكل جيد.
- الأشخاص الذين لا يأكلون الأسماك والمأكولات البحرية التي تحتوي على أحماض أوميجا 3. فأنت بحاجة إلى حصتين أو ثلاث حصص أسبوعيا للحفاظ على صحة قلبك. وإلا فقد تحتاج إلى تناول كبسولات الأوميجا 3.
- إذا كنت تعاني من حساسية الألبان أو عدم تحمل اللاكتوز، أو تفضل عدم تناول منتجات الألبان.
- الأشخاص الذين يعانون من سوء الهضم وسوء الامتصاص، أو من خضعوا لجراحات الجهاز الهضمي.
- السيدات اللواتي يعانين من النزف بغزارة خلال فترة الدورة الشهرية.
كما أن هناك بعض الحالات الصحية التي تؤدي إلى صعوبة امتصاص جسمك للمغذيات التي تتناولها في الطعام، مثل حالات الإسهال المزمن أو حساسية الطعام أو عدم تحمل بعض أنواع الطعام.
وكذلك أمراض الكبد والبنكرياس والمرارة والأمعاء، والجهاز الهضمي بشكل عام.
فهي تؤثر على مدى استفادة جسمك من الطعام وقدرته على توظيف هذه المغذيات بالشكل المطلوب.
هل الأطفال يحتاجون إلى تناول الفيتامينات؟
يحتاج الأطفال الأصحاء إلى الحفاظ على عادات صحية في اختيار الطعام.
وعليهم الحرص على اتباع نظام متنوع يحتوي جميع العناصر التي تحتاجها أجسامهم خاصة في مراحل النمو.
ولكن في بعض الأحيان قد يوصي الطبيب بإعطاء الطفل مكمل غذائي أو فيتامينات.
فالأطفال الرضع الذين يعتمدون بشكل كلي أو جزئي على الرضاعة الطبيعية، هم بحاجة إلى إعطائهم 400 وحدة دولية يوميا من فيتامين د.
أما المراهقين وخاصة إذا ما كانوا يتبعون حمية نباتية فهم بحاجة إلى تعويض بعض العناصر مثل الكالسيوم والحديد والزنك وفيتامين ب وفيتامين د.
لاحظ أن الأطفال يمرون بمراحل نمو تحتاج إلى التغذية بشكل سليم حتى تنمو أجسامهم بالمعدل الطبيعي.
كيف تختار النوع الأفضل والأكثر ملائمة لك؟
هناك الكثير من أنواع المكملات الغذائية، وبالتالي فإذا اخترت تناولها جميعا فقد تجد أنك بحاجة إلى تناول عدد كبير من الحبوب والكبسولات.
كما أن لها أيضا بعض المخاطر لذلك لا بد من الحذر عند اختيار النوع، ويفضل اتباع هذه النصائح أولا:
تحدث إلى طبيبك
قبل تناول أي نوع من العلاجات أو الحبوب ينبغي عليك التحدث إلى طبيبك الخاص أولا.
فحتى إذا كانت هذه الحبوب تحتوي على فيتامينات أو معادن، فهي لا زالت قادرة على إحداث الضرر. خاصة إذا كانت تتعارض مع أدوية أخرى أو كنت بصدد الخضوع لجراحة أو أي إجراء طبي آخر.
تحقق من الطعام الذي تأكله
الكثير من الأطعمة التي نبتاعها من المتاجر أصبحت معززة بالفيتامينات والمعادن، خاصة حبوب الإفطار والحليب والمشروبات.
لذلك فقد تفي هذه الأطعمة باحتياجات جسمك من المعادن أو الفيتامينات وتغنيك عن تناول أي مكمل.
فحص ملصقات الأدوية
بداخل أي علبة دواء تجد كتيبا صغيرا يحتوي على تركيب هذا الدواء أو مكوناته الفعالة، بالإضافة إلى الجرعة المطلوبة وما إلى ذلك.
ينبغي عليك قراءة هذه الأوراق جيدا قبل تناول أي دواء، حتى تعرف تركيب هذا النوع من المكملات الغذائية وما هي العناصر الموجودة فيه وكميتها في كل جرعة.
كما ينبغي عليك ألا تزيد في تناول الحبوب بما يفوق الجرعة اليومية الموصى بها، حتى لا تعرض نفسك لأي آثار جانبية.