الباراسيتامول هو من أكثر الأدوية شيوعا واستخداما حول العالم. فالكثير من الناس يفضل اختيار هذا المسكن لكونه أكثر أمانا من غيره. ولكن هل هو حقا آمن للاستخدام؟
عرف دواء باراسيتامول أو الأسيتامينوفين منذ ما يقرب من قرن، ولكن بدأ استخدامة كمسكن للألم في الخمسينيات وذاع انتشاره بشكل كبير.
يعد هذا الدواء أحد الأدوية المسكنة غير المخدرة، وهو فعال في تسكين الآلام الخفيفة والمتوسطة. كما أنه يستخدم لخفض درجة الحرارة المرتفعة.
جزء كبير من شهرة هذا العقار ترجع إلى كونه أكثر أمانا وأقل في الأضرار الجانبية من الكثير من المسكنات الأخرى. ولكن هل هذا الإدعاء حقيقي؟
هذا ما سوف نعرفه في هذا المقال.
ما هي استخدامات الباراسيتامول؟
الأسيتامينوفين هو دواء مسكن وخافض للحرارة، وهو لا ينتمي لمجموعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAID.
يعمل هذا العقار عن طريق منع إطلاق المواد التي تسبب الشعور بالألم، وبذلك يخفف الآلام والأوجاع الطفيفة.
كما أنه يساعد على خفض حرارة الجسم، ولذلك فهو من أكثر العلاجات شهرة في علاج ارتفاع درجة حرارة الأطفال على وجه الخصوص.
تعرف على المزيد عن علاج ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال.
ولكنه ليس من الأدوية المضادة للالتهابات، لذلك فهو لا يستخدم لعلاج التورم أو الالتهابات.
يستخدم الأسيتامينوفين في علاج الحالات المرضية التالية:
- الصداع والصداع النصفي
- نزلات البرد
- احتقان الحلق
- آلام الجسم والعضلات
- آلام المفاصل
- وجع الأسنان
- عسر الطمث أو تشنجات الحيض
الأسيتامينوفين أم البروفين؟
ينتمي البروفين لمجموعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAID، ولذلك فهو يستخدم كمضاد للتورم والالتهاب.
كل من هذين العقارين يستخدم كمسكن للألم وخافض للحرارة. ولكن عادة ما ينصح الأطباء باستخدام الباراسيتامول أو يعتقدون أنه أكثر أمانا.
يتميز الأسيتامينوفين بكونه آمن للأطفال منذ اليوم الأول، بينما البروفين لا يمكن استخدامه قبل بلوغ الطفل شهره السادس.
كما أنه آمن في الاستخدام للحوامل والمرضعات، ويعد النوع الوحيد من المسكنات الذي يسمح باستخدامه أثناء الحمل.
وبالإضافة إلى ذلك، تختلف الأعراض الجانبية لكل منهما عن الآخر والتداخلات الدوائية مع الأدوية الأخرى.
ما هي آثار الباراسيتامول الجانبية؟
يعد هذا الدواء من الأدوية الآمنة إلى حد كبير. وهذا هو السبب الذي جعله من أكثر الأدوية استخداما حول العالم.
عادة لا يسبب الأسيتامينوفين أي أعراض جانبية مزعجة. ولكن قد يلاحظ بعض الأشخاص آثار جانبية بسيطة مثل الشعور بالغثيان والقيء بعد تناول الأقراص.
كما أن الإفراط في استخدامه قد يسبب الصداع واضطرابات النوم والإمساك.
آثار الباراسيتامول الجانبية غير الشائعة
هناك بعض الأعراض الجانبية التي قد يسببها هذا العقار، ولكنها تحدث فقط في نسبة 1-10% من الأشخاص.
من هذه الأعراض:
- آلام في البطن
- طفح جلدي
- ضيق التنفس
- اضطراب ضغط الدم ونبضات القلب
- الصداع والدوار
- فقر الدم
- الإسهال
- انخفاض سكر الدم
- الأرق والتوتر
قبل استخدام الأسيتامينوفين احذر هذه الأمور
بالرغم من أنه يعد آمنا إلى حد كبير، إلا أن هناك بعض الأمور التي عليك أن تحذرها قبل استخدام هذا العقار.
يستخدم الأسيتامينوفين في فترة الحمل والرضاعة دون خطر ولكن يفضل استشارة الطبيب أولا.
إذا كنت تعاني من حساسية تجاه مادة الأسيتامينوفين، ينبغي عليك تجنب استخدام الباراسيتامول بأي من صوره الدوائية.
كما أن عليك عدم الإفراط في تناول المسكنات بشكل عام، لأنها تؤثر على الكبد والكلى.
ولكن بشكل خاص إذا كنت تعاني مسبقا من أي أمراض في الكبد أو الكلى ينبغي عليك إخبار الطبيب قبل تعاطي هذا الدواء.
كما أن الأسيتامينوفين يتعارض مع بعض الأدوية مثل:
- أدوية علاج الدرن أو السل
- الأدوية المضادة للصرع والتشنجات
- مميعات الدم من مجموعة الوارفارين
لذلك، إذا كنت تتناول أي من هذه الأدوية، عليك إبلاغ الطبيب قبل استخدام الأسيتامينوفين.
استخدام الباراسيتامول للأطفال
يعد الأسيتامينوفين هو خافض الحرارة الرئيسي مع الأطفال، فهو آمن منذ اليوم الأول من العمر.
كما أنه يتوفر في شكل نقط بالفم أو تحاميل ليصبح أكثر سهولة في الاستخدام مع الأطفال، ويمكن الحصول عليه بسهولة ودون وصفة طبية.
ولكن بشكل عام، تحتاج أدوية الأطفال إلى تحديد الجرعة بدقة لتفادي إعطاء الطفل جرعة زائدة.
لذلك، احرصي على الرجوع إلى الطبيب لمعرفة الجرعة الصحيحة التي تتناسب مع عمر طفلك ووزنه.
أخطاء شائعة تسبب إعطاء الأطفال جرعة زائدة
ربما تعتقدين أن إعطاء الأدوية للأطفال أمر سهل. ولكنه في الواقع قد يكون تحديا حقيقيا في بعض الأحيان.
قد تكونين في عجلة من أمرك وتخطئين قياس الجرعة الصحيحة، كما أن الطفل في كثير من الأحيان يرفض الدواء أو يصيبه القيء بعد إعطاء الدواء فتلجأ الأم إلى تكرار الجرعة.
ومن الأمور الشائعة للغاية خاصة لدى الرضع أن يقوم الرضيع بإخراج فضلاته بعد إعطائه التحاميل. وبذلك تقع الأمر في حيرة هل تكرر الدواء مرة ثانية أم لا؟
إليك الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه المواقف:
إذا كان طفلك قد قام بالتبرز بعد مرور أكثر من 20 دقيقة من إعطائه اللبوس أو التحاميل، لا تكرري الجرعة فقد تم امتصاصها بالكامل.
أما إذا أصاب طفلك الغثيان والقيء فور تناول الدواء، انتظري لمدة ثلث ساعة على الأقل قبل محاولة إعطائه الجرعة مرة ثانية.
بينما إذا قام بالقيء بعد مرور وقت كافي لامتصاص الدواء من معدته، لا تكرري الجرعة مرة أخرى.
كيف تعطين طفلك الدواء بطريقة صحيحة؟
قبل إعطاء طفلك أي دواء بما في ذلك الباراسيتامول، لا بد من أن تكوني متأكدة من أنه بحاجة لهذا الدواء.
من المؤكد أنك تصابين بالهلع عندما ترتفع حرارة طفلك، ولكن تذكري أن ارتفاع الحرارة هو نوع من طرق الجسم لمكافحة العدوى.
ولذلك، فإن الهدف من استخدام خافض الحرارة هو جعل طفلك يشعر بالراحة، وليس منع الحرارة من الارتفاع فقط. وتذكري أن رجوع درجة حرارة الجسم إلى طبيعتها قد يستغرق بعض الوقت.
تأكدي من وزن طفلك أولا قبل حساب الجرعة، وإذا وجدت أن حساب الجرعات معقدا نوعا ما استعيني بالطبيب أو الصيدلي.
قومي بحساب الجرعة بواسطة الغطاء المعياري الذي يأتي مع الأدوية وليس باستخدام الملعقة والتي تتفاوت في الحجم.
أما إذا كان طفلك أقل من شهرين من العمر، لا تقومي بإعطائه أي دواء دون استشارة الطبيب أولا.
تأكدي أن طفلك لا يتناول أي أدوية أخرى تحتوي على الأسيتامينوفين في نفس الوقت، وتحققي من إعطائه الأدوية المخصصة للأطفال وليس البالغين.
وفي النهاية، تأكدي من أن الأدوية جميعها مغلقة جيدا وبعيدة عن متناول الأطفال، وذلك لحمايتهم من أي خطر محتمل.