سرطان الثدي هو أحد أكثر السرطانات شيوعا لدى النساء. إذا كنت قلقة بشأن الإصابة به أو إصابة أحد أفراد أسرتك، ستساعدك معرفة أعراض سرطان الثدي وطرق الاكتشاف المبكر والوقاية في تهدئة هذا القلق.
شهدت الألفية الجديدة تقدما كبيرا في فحص وعلاج السرطان، مما أدى إلى تحسن معدلات الشفاء بشكل كبير. زادت أعداد المحاربات اللواتي قهرن السرطان بشكل مستمر.
قيل قديما إعرف عدوك. تساعدك المعرفة على الاستعداد المسبق والتحضير للمقاومة. لذلك فإن الوعي بالأعراض وكيفية الاكتشاف المبكر هي إحدى أهم الطرق لتقليل المخاطر.
أعراض سرطان الثدي
عادة ما يكون أول عرض لوجود مشكلة في الثدي هو الإحساس بوجود كتلة من الأنسجة السميكة في الثدي أو الإبط. من الممكن أن يتم اكتشاف هذه الكتلة عن طريق الصدفة أو من خلال الفحص الذاتي للثدي.
علامات سرطان الثدي
من الممكن أن تتضمن الأعراض أي من العلامات التالية:
- تغير في شكل الثدي أو حجمه، أو وجود اختلاف بين شكل الثديين
- ألم مستمر في الإبط أو الثدي غير مرتبط بموعد الدورة الشهرية
- تغير شكل جلد الثدي، من الممكن أن يحاكي جلد البرتقالة
- تغير شكل الحلمة لتصبح غائرة أو مقلوبة أو ظهور طفح جلدي عليها
- خروج الإفرازات خاصة المدممة من الحلمات
لاحظي أن معظم أورام الثدي هي أورام ليفية عادية وليست سرطانية. ولكن يفضل دوما القيام بالفحص الذاتي ومراجعة الطبيب إذا لاحظت وجود أي كتل أو أورام في الثدي.
أسباب سرطان الثدي
يتكون الثدي من أنسجة ضامة ودهون وآلاف الغدد اللبنية التي تنتج الحليب المطلوب للرضاعة الطبيعية.
يحدث السرطان عندما تختل دورة حياة الخلايا. هذا يؤدي إلى تكاثر الخلايا بشكل خارج عن السيطرة، كما أنها لا تموت في الوقت المعتاد وبذلك تكون النتيجة وجود عدد زائد من الخلايا يستهلك الطاقة والمغذيات ويحرم الخلايا الأخرى منها.
لاحظ الباحثون أن بعض العوامل تؤثر على نسبة الإصابة بسرطانات الثدي. رغم أن بعض الأشخاص يصابون بالسرطان دون وجود أي عامل خطر، بينما لا يصاب أشخاص يمتلكون الكثير من عوامل الخطر.
عوامل الخطر لظهور أعراض سرطان الثدي
هذه العوامل قد تكون هرمونية أو بيئية أو حتى عوامل مرتبطة بنمط الحياة، من المفيد معرفتها لمحاولة التحكم في هذه العوامل.
تقدم العمر
وفقا للإحصائيات، يزداد معدل الإصابة بسرطانات الثدي كلما تقدمت المرأة في العمر. تصل نسبة الإصابة في سن السبعين إلى 3.8% مقارنة بنسبة 0.06% في سن العشرين.
الوراثة و سرطان الثدي
يرث الناس الجينات من والديهم.
يعتقد الأطباء أن 5-10% من حالات الإصابة بسرطانات الثدي مرتبطة بالعوامل الوراثية. استطاع العلماء تحديد الجينات المسئولة عن ذلك.
إذا كانت عائلتك لديها تاريخ للإصابة بأي نوع من السرطان، قد يكون من المستحسن إجراء فحص للتحقق من وجود الطفرات الجينية التي ترجح ظهور السرطان.
التاريخ المرضي لظهور أعراض سرطان الثدي
تكون النساء اللواتي أصبن في الماضي بأورام الثدي الخبيثة أكثر عرضة لتكرار الإصابة به من اللواتي ليس لديهن تاريخ مرضي من الإصابة بالسرطان.
كما أن وجود بعض أنواع أورام الثدي الحميدة أو غير السرطانية قد يزيد من فرصة الإصابة لاحقا بسرطانات الثدي.
لذلك ينبغي استشارة الطبيب بشأن تاريخك المرضي والاهتمام بمواعيد الفحص الدورية.
علاقة سرطان الثدي بالهرمونات
يؤدي التعرض الطويل لهرمون الإستروجين إلى زيادة خطر الإصابة بالأورام الخبيثة في الثدي.
يحدث التعرض الطويل نتيجة البلوغ المبكر أو دخول سن اليأس في وقت متأخر. هذا يعني زيادة المدة التي تكون فيها مستويات الإستروجين مرتفعة.
نتيجة لذلك، فإن النساء اللاتي يلجأن لتناول العلاج الهرموني التعويضي لعلاج أعراض انقطاع الطمث تزداد لديهن فرصة الإصابة بسرطانات الثدي. يحتوي العلاج التعويضي على الإستروجين بالإضافة للبروجستيرون.
الحمل والرضاعة تقلل نسبة الإصابة
تساعد الرضاعة الطبيعية في تقليل فرصة الإصابة بسرطان الثدي، خاصة إذا زادت مدة الإرضاع عن العام. ربما يكون السبب هو انخفاض مستوى الإستروجين في فترة الرضاعة.
كما يعتقد الأطباء أن النساء اللواتي لم يسبق لهن الحمل أو أنجبن طفلهن الأول بعد سن الثلاثين تكون لديهن احتمالية أكبر للإصابة بأورام الثدي الخبيثة من غيرهن،
السمنة
تكون السيدات اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو أصيبوا بالسمنة بعد الوصول لسن اليأس أو انقطاع الطمث أكثر عرضة للإصابة.
قد يكون تناول السكر بكميات كبيرة أو زيادة مستوى هرمون الإستروجين عاملا في حدوث ذلك.
هل يمكن اكتشاف أعراض سرطان الثدي مبكرا؟
يساعد الفحص الشهري الذاتي للثدي على التعرف على الملمس الطبيعي والتكوين الطبيعي للثدي. هذا سيمكنك من معرفة أي علامات أو أعراض غير عادية فور ظهورها.
إذا لاحظت أي تغير أو وجود كتل أو أي علامات غير طبيعية، عليك التحدث فورا مع الطبيب.
ناقشي مع الطبيب مواعيد الفحوص الدورية المطلوبة، بما في ذلك التصوير الإشعاعي أو فحص الموجات فوق الصوتية.
كيف يمكن الوقاية من سرطان الثدي ؟
يمكنك إجراء بعض التغييرات في حياتك اليومية لتساعد في حمايتك من الإصابة بأورام الثدي الخبيثة بشكل كبير.
ممارسة الرياضة بانتظام
حاولي ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة يوميا على الأقل معظم أيام الأسبوع.
إذا كنت غير معتادة على ممارسة الرياضة، يمكنك البدء بالتدريج ببعض الرياضات الخفيفة لوقت أقل حتى تستطيعي الاعتياد على المعدل المطلوب.
هذا سوف يفيدك في الوقاية من أعراض سرطان الثدي.
حافظي على وزنك الصحي
أو حاولي خسارة الوزن إذا كنت تعانين من الوزن الزائد أو السمنة.
من المهم الحفاظ على الجسم في وزن صحي بقدر الإمكان. يمكنك حساب الوزن الصحي المناسب لك عن طريق حساب معامل كتلة الجسم، ثم معرفة عدد السعرات الحرارية التي تحتاجين إلى تناولها.
تساعدك الرياضة أيضا على رفع معدل الحرق وزيادة كتلة العضلات مما يساعدك في الحصول على جسم سليم.
تبني نظام غذائي صحي
بعض الأنظمة الغذائية تمتلك فائدة تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي مثل حمية البحر المتوسط.
تعتمد هذه الحمية على تناول الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات، كما تعتمد بشكل كبير على الخضروات والفاكهة مع الحبوب الكاملة والبقوليات. وتحد من تناول اللحوم الحمراء والسكريات البسيطة.
الحد من تناول العلاج الهرموني
تعاني بعض النساء من أعراض انقطاع الطمث بشكل مزعج للغاية، مما يدفعهن لاستخدام العلاج الهرموني التعويضي.
ولأن العلاج الهرموني يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، عليك التحدث مع طبيبك وقياس المزايا والمخاطر قبل تناول العلاج.
إذا كانت الأعراض محتملة ولا تؤثر على نمط الحياة، ربما لن يختار الطبيب أن يصف لك العلاج الهرموني.
أما في حالة احتياجك لهذا العلاج، سيكون من الأفضل استخدام أقل جرعة ممكنة لأقصر مدة زمنية ممكنة. لحسن الحظ أن فرص الإصابة تنخفض مع التوقف عن العلاج الهرموني.