مهارات التفاوض هي أدوات هامة للنجاح في الحياة العملية وحتى في حياتك الشخصية، فما هي مهارات المفاوض الناجح؟
ربما تعتقد أنها سمة طبيعية يتمتع بها بعض الأشخاص المحظوظون، ولكن في الواقع، يمكنك اكتساب هذه السمة.
كغيرها من المهارات، القدرة على إقناع الآخرين برأيك والحصول على المكاسب التي ترغب بها هي سمة تحتاج إلى التعلم والتمرين حتى تصبح مهارة متأصلة فيك.
تعرف على أهم المفاهيم والمتطلبات التي تحتاجها لاكتساب هذه المهارات.
مهارات أساسية تمكنك من التفاوض بنجاح
القدرة على التفاوض بنجاح تختلف كثيرا عن التواصل الاجتماعي المعتاد.
وذلك بسبب وجود طرفين يسعى كل منهما إلى حسم الموضوع لصالحه واكتساب أكبر قدر ممكن من المكاسب.
كثيرًا ما نحتاج إلى مهارات المفاوض النجاح في حياتنا اليومية، حتى أثناء التعامل مع أطفالنا.
ولكن في الحياة المهنية وعالم المال والأعمال، تصبح هذه المهارة واحدة من مفاتيح النجاح الحقيقية.
تعرف على المقومات المطلوبة للمفاوض الناجح، وكيف تكتسب مهارات الإقناع، وتعلم كيف يمكنك استخدام هذه المهارات عند الحاجة وبشكل طبيعي وليس مفتعل.
الاستعداد المسبق من مهارات التفاوض الأساسية
في أي مهمة تتسم بالتحدي وغموض النتائج، أنت بحاجة إلى الاستعداد والتحضير لها مسبقًا.
عليك أن تكون ملمًا بالنتيجة المرجوة من هذه المفاوضات، وما هو المقبول وما هو غير المقبول بالنسبة إلى الطرف الذي تنتمي إليه.
كما أن مهارات التفاوض تتضمن معرفة الحد الأدنى الذي يمكن الموافقة عليه.
إذا تركت الأمور بدون استعداد مسبق قد تجد أنك مجبر على الموافقة على ما لا تريده.
عليك أولًا تجميع المعلومات المطلوبة والحصول على أكبر قدر من المعلومات عن الطرف الآخر ووجهة رأيه في المسائل المطروحة للنقاش.
ثم معرفة ما يمكنك كشفه وما تحتاج إلى إبقائه في طي الكتمان، مع الالتزام بأدبيات الحوار وانتقاء العبارات المهذبة واللطيفة.
هذا سوف يسهل عليك تبادل المعلومات أثناء المفاوضات وتوضيح موقفك بالتفصيل، مما يوفر الكثير من الوقت وسوء الفهم المحتمل.
المفاوض الناجح مستمع جيد
إذا كنت تريد اكتساب مهارات التفاوض والإقناع، فالخطوة الأولى هي التمتع بمهارة الاستماع بفعالية إلى الطرف الآخر.
الاستماع الجيد والتركيز مع ما يقوله الطرف الآخر ولغة جسده وطرق التواصل اللفظي التي يستخدمها هي أمور لا تقدر بثمن؟
كن على ثقة أن المفاوض الأكثر مهارة هو الأكثر قدرة على الاستماع للطرف الآخر بفعالية.
المقصود بالفعالية هي الانتباه لكل التفاصيل الدقيقة التي يكشفها الطرف الآخر دون قصد.
الذكاء اللغوي من مهارات التفاوض الهامة
لكي تتمكن من إقناع الآخرين بوجهة نظرك أو بمنحك ما ترغب، عليك أن تكون قادرًا على التواصل اللغوي بذكاء.
يجب أن تمتلك مهارة الذكاء اللغوي والقدرة على المناقشة اللفظية بشكل واضح ودقيق.
يمكنك التدرب على هذه المهارة وستجد أنك أصبحت أكثر قدرة على استحضارها أثناء النقاش.
يساعد الذكاء اللغوي على توضيح وجهة نظرك بشكل أفضل مما يمنع إساءة الفهم أو عدم الانتباه لبعض التفاصيل أثناء النقاش.
التحكم في الذات
القدرة على السيطرة على الانفعالات هي مهارة أساسية من مهارات التفاوض الناجح.
ينبغي أن يكون المفاوض قادرًا على إخفاء مشاعره الحقيقية وانفعالاته، حتى لا يكشف ثغراته للطرف الآخر.
كما أن الشعور بالإحباط حول القضايا الخلافية وفقدانك لأعصابك أثناء النقاش يؤدي إلى نتائج غير مرضية على الإطلاق.
لذلك، حاول أن تتمرن على التحكم في تعبيرات وجهك حتى لا تكشف مشاعرك الحقيقية أثناء المفاوضات.
مهارات التفاوض تتطلب حل المشكلات
المفاوضات تهدف في النهاية إلى التوصل إلى حل مرضي بقدر الإمكان، أو الحصول على أكبر قدر من المكاسب.
لا ينبغي للمفاوض الناجح أن يسعى فقط إلى المكسب، بل عليه أن يكون قادرا على حل المشكلات التي تطرأ أثناء النقاش.
السعي إلى تعقيد الأمور أو عدم طرح حلول مفيدة ورفض التعاون كلها عوامل قد تؤدي إلى انهيار التواصل وفشل الإجراءات بالكامل.
عليك أن تتمتع بسرعة البديهة والذكاء، وأن تجيد اقناع الطرف الآخر بأن هدفك هو المنفعة المشتركة.
وهذا يتطلب منك القدرة على حل المشكلات وطرح الحلول الذكية والخطط العملية التي تسهل سير الأمور.
القدرة على اتخاذ القرار
من مهارات المفاوض الناجح أن يتمتع بالقدرة على اتخاذ القرارات اللحظية عندما يتطلب الأمر ذلك.
لذلك، تبحث الشركات عمن يمتلك هذه المهارة، ومن يجيد تحليل الموقف بشكل سريع وفعال وإيجاد الحل المطلوب.
في بعض الأحيان قد تصل المفاوضات إلى مرحلة جمود أو نقطة تتأزم فيها الأمور، وهنا هي النقطة التي تظهر فيها أهمية مهارات التفاوض.
كما قد يتطلب الأمر تقديم المزيد من المساومات أو الترتيبات، وقد لا يسمح للفريق المختص بالتفاوض يمناقشة الأمور مع بعضهم أو مع رؤسائهم.
لذلك، يحتاج الفريق إلى قائد قادر على اتخاذ هذه القرارات اللحظية وإنهاء حالة الجمود التي قد تفسد الأمر بالكامل.
مهارات التفاوض تشمل القدرات الشخصية
قدراتك الشخصية وكونك شخص جدير بالثقة كلها أمور تلعب دورًا هاما في مهارات المفاوض الناجح.
ينبغي أن يكون المفاوض الناجح ذي شخصية قوية مؤثرة في الآخرين.
كما أنه يحتاج إلى أن يكون متمكنا من مهارات التواصل الاجتماعي والقدرة على إقامة علاقات جيدة مع الأطراف الأخرى في المفاوضات.
قد تكتشف أنك بحاجة إلى هذه المهارات الشخصية والعلاقات العامة لتنجح في إقناع الآخرين بقضيتك.
كما أن هالة الثقة بالنفس والشخصية القوية تمنح الآخرين انطباعا بأنك شخص ملتزم بوعوده واتفاقاته.
وهذا ما يجعلهم أكثر ميلًا إلى تصديقك ويسهل عليك النجاح في مهارات التفاوض.
القدرة على قراءة الآخرين بدقة
إذا كنت تمتلك القدرة على تحليل شخصية الآخرين ومعرفة الأمور التي تهمهم، فقد قطعت شوطًا كبيرًا في طريقك لتمتلك مهارات المفاوض الناجح.
يحتاج كل طرف من أطراف المفاوضات لمن يحدثه عمن يهمه هو، وليس ما يهم الآخرين.
فالهدف من التفاوض هو ملاقاة حاجات الآخرين وتلبيتها، وفقًا للقنوات الصحيحة والبيئة المناسبة للمكان.
لذلك، عليك أن تعرف كيف تحقق هذا الهدف بطريقة صحيحة.
على سبيل المثال إذا كنت بصدد اتخاذ قرار هام بشأن الشركة وترغب في الحصول على موافقة أعضاء مجلس الإدارة، فقد تحتاج إلى إقناع كل منهم بالطريقة التي تناسبه.
إذا تحدثت إليهم بشكل جماعي قد يصل إليهم شعور بأنك قد اتخذت قرارك مسبقًا واعتبرت أن موافقتهم ودعهمهم من المسلمات.
لذلك، فأنت بحاجة إلى التمكن من استخدام مهاراتك الاجتماعية وذكائك لتصل لكل طرف من أطراف المفاوضات بالطريقة التي تناسبه.