مهارات التحدث والاستماع هي مهارات لا غنى عنها في الحياة.
فاللغة هي وسيلة التواصل الأساسية بين الناس، خاصة التواصل الشفوي الذي يمكنك عن طريقه نقل مشاعرك وانفعالاتك بطريقة أوضح.
ولكي تتمكن من التأثير في الآخرين وفهمهم والتواصل معهم بشكل فعال، أنت بحاجة للتمكن من هذه المهارات.
فن التحدث قد يكون أمرًا فطريًا يمتلكه بعض المحظوظين، كما يمكن تعلمه واكتسابه أيضا من خلال التدريب المستمر.
كيف تكتسب أهم مهارات التحدث؟
يقصد بهذه المهارات أن تمتلك القدرة على التحدث في أي وقت باللغة المناسبة لهذا الموقف.
قد يكون من السهل عليك التواصل مع أصدقائك وعائلتك، ولكن تجد صعوبة في التحدث أمام جمهور أو أشخاص غرباء بالكامل عنك.
لذلك، فإن الهدف من هذا التدريب هو تحسين القوة اللفظية والتخلص من الخجل الاجتماعي، وتعلم كيفية التعبير عن النفس والتأثير في الآخرين.
وسع نطاق ثقافتك ومعارفك
لكي تتمكن من إجراء حديث متنوع يجذب انتباه الآخرين وتطور مهارات التحدث، أنت بحاجة لأن تكون ملمًا بما تتحدث عنه.
اكتساب المزيد من المعلومات والثقافة هو استثمار لا يفشل أبدا، فالقراءة والإطلاع ستكسبك معلومات عن الكثير من الموضوعات المتنوعة.
لا تنسى أن أكثر الناس نجاحا لا يتوقفون أبدا عن اكتساب المزيد من العلم، فالتعلم هو عملية تستمر مدى الحياة.
القراءة المتنوعة ستضاعف معرفتك باستمرار، وكلما زادت معارفك زادت المواضيع التي يمكنك التحدث فيها.
كما أنها تمكنك من الاستدلال بأقوال المشاهير أو أحدث الإحصائيات، مما يضفي المزيد من الثقل على حديثك.
حاول أن تكون على إطلاع بالقضايا العالمية والأخبار الأخيرة، وتعرف على معلومات عن مجالات مختلفة وثقافات أخرى.
قد تكتشف أن هذه القراءة الموسعة فتحت لك مواضيع جديدة تهتم بها بشغف، وليست فقط تنمي مهارات التحدث والاستماع لديك.
كما أن الإطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى ومجالات العمل الأخرى يغير منظورك عن العالم والحياة.
تعديل الحوار من مهارات التحدث
يمتلك أشهر المتحدثين القدرة على استشعار الجو المحيط بهم.
هذا ما يمكنهم من قراءة ردود أفعال الآخرين والإشارات التي يصدرونها، وتعديل مواضيع الحوار بناء على هذه الإشارات.
من أهم المهارات التي عليك تنميتها واكتسابها هي مهارة سماع ما لا يقال.
يمكنك ذلك عن طريق مراقبة وضع الجسم ولغة الجسد، الإيماءات التي يقوم بها الشخص وتعبيرات وجهه وحركات عينيه.
عن طريق هذه الإشارات يمكنك معرفة ما إذا كان مخاطبك مهتمًا بما تقول أو أنه يجد صعوبة في فهم الموضوع.
لا تنسى الحفاظ على تواصل بصري مع الشخص الذي تحدثه، والابتسام في وجهه.
بالتدريب المستمر سوف تصبح أكثر قدرة على فهم الإشارات غير اللفظية والتي لا تقل أهمية عن الكلام.
اختيار اللغة المناسبة
إذا كنت تتحدث عن موضوع علمي وسط مجموعة من العلماء، فقد يكون من السهل عليهم فهم المصطلحات العلمية المعقدة ومتابعة الحوار.
ولكن قد تكون هذه اللغة غير مناسبة إذا كنت تتحدث إلى مجموعة من غير المتخصصين.
اختيار لغة الحوار المناسبة والمفردات الصحيحة هي من أهم مهارات التحدث، لذلك عليك التدرب عليها جيدا.
حاول أن تكون ملمًا بحال المستمع إليك، وفطنا إلى حقيقة شعوره حول ما تتحدث.
إذا لاحظت أنه يجد صعوبة في متابعة ما تقول أو فهمه، فعليك اعتماد لغة ومفردات أكثر بساطة وسهولة.
لذلك، فالمتحدث الجيد هو من يمتلك مفردات لغوية واسعة وقدرة على استخدامها لإيصال المعنى الذي يرغب فيه إلى الآخرين.
مهارات التحدث الإيجابية وليس الجدال
كثير من المحادثات يكون الهدف منها هو التمتع والتعلم، وليس إثبات من هو صاحب وجهة النظر الصحيحة.
كن إيجابيا وابتعد عن الجدال والحدة في النقاش، فليس من الضرورة أن تكون وجهات نظركم كلها متشابهة.
إذا وجدت أن مخاطبك لا يتفق معك في الرأي، حاول أن تفهم وجهة نظره وتعرف سبب تبنيه لها، بدلًا من أن تحاول إقناعه بأفكارك الخاصة.
مهارات التحدث لا تعني أن عليك موافقة الآخرين في كل ما يقولون، ولكن يمكنك أن تعبر عن عدم اتفاقك معهم ولكن دون الاندفاع في الجدال والحرب الكلامية.
تجنب الحكم المسبق على الآخرين، واحترم وجهات النظر المختلفة فهذا ما يجعلك متحدثًا لا تنسى.
المتحدث الجيد هو مستمع جيد
يعتقد الكثير من الناس أن الاستماع لا يحتاج إلى مهارة، فهو أمر مفروغ منه لا يحتاج إلى تعلم.
ولكن في الواقع، أصبحت هذه المهارة فن ضائع في هذه الأيام، رغم أنك قد تكسب بالاستماع الجيد ما لا تكسبه من ساعات النقاش الحار والجدال المستمر.
يبحث الجميع عن فرصة لمشاركة أفكارهم ومشاعرهم مع الآخرين، ويهملون أن الطرف الآخر يرغب في التحدث بدوره.
لذلك، إذا كنت مهتمًا بتنمية مهارات التحدث لديك، عليك أن تكون منتبها لما يقوله الآخرين وتمنحهم الفرصة للتحدث.
شجع الناس على التحدث عن أنفسهم، وهذا ما يجعلهم يشعرون بالرضا والراحة.
سوف يربط الناس هذه المشاعر الجيدة بك وبحوارهم معك، وبالتالي تكسب صداقتهم بسهولة.
وإذا ما اكتشفت نقاط ضعف في حجة الطرف الآخر، لا تتوقف عندها كثيرا أو تركز عليها، حتى لا تضعه في موقف محرج.
نبرة الصوت لها تأثير كبير
يهمل كثير من المحاضرين أهمية نبرة الصوت وطريقة الإلقاء، رغم أنها من أهم مهارات التحدث.
تخيل أنك مضطر إلى الاستماع إلى محاضرة أو خطبة تدوم لمدة ساعة كاملة، يتحدث فيها المحاضر بنبرة صوت ثابتة لا تتغير؟
من المؤكد أنك سوف تشعر بالملل بعد مرور بعض الوقت، والأهم من ذلك أنك ستفقد تسلل أفكارك وتتوقف عن متابعة ما يقول.
عندما تبدأ في إلقاء حديثك عليك أن تنتقل بين نبرات صوت مختلفة متفاوتة في الارتفاع والانخفاض، لكي تتمكن من جذب انتباه المستمعين.
ينبغي أن تكون نبرة الصوت متناسبة مع موضوع الحوار، فلن تتحدث بطريقة ضاحكة بينما أنت تنقل خبر حزين أو سيء.
كما أن عليك مراعاة سرعة الكلام، فلا تتحدث بسرعة لا يمكن معها تفسير كلماتك ولا ببطء شديد يجعل المستمع إليك يشعر بالملل.
ابتعد عن التعبيرات التي تحمل أكثر من معنى، أو التي يمكن أن يساء تفسيرها، واستخدم مصطلحات مألوفة وبسيطة.
لكي تكسب ثقة المستمع إليك، اعمل على توصيل المعلومة بشكل واضح وبسيط، بينما أنت تنظر إليه وتتواصل معه بصريًا.
اكتساب مهارات التحدث ليس بالأمر الصعب أو المستحيل، ببعض الممارسة والتدريب ستتطور مهاراتك بشكل سيدهشك أنت شخصيا.