“شعرت بالكثير من الحرج عندما انعقد لساني أثناء إلقاء كلمتي في مؤتمر العمل. هذا الأمر كثيرًا ما يتكرر خاصة عندما أقابل أشخاص للمرة الأولى. أخبرني صديقي أن هناك حلول لمشكلتي، فهل هذا صحيح؟” إذا كنت ترغب في معرفة كيف تتخلص من الخجل الاجتماعي، فهذا المقال هو ما تحتاج إليه.
يعاني كثير من الأشخاص من مشكلة الخوف من التجمعات العامة، أو مقابلة الناس للمرة الأولى.
فيصيبهم الارتباك وينعقد لسانهم، حتى أن البعض منهم قد يتهرب من اللقاءات العامة خوفًا من رهبة الموقف أو ما يشعره به من خجل مفرط.
ولأن الثقة بالنفس ومهارات التواصل هي مهارات مكتسبة، فهناك بعض الحلول التي تمكنك من التغلب على هذه المشكلة.
تعرف أولًا على أسباب الخجل الاجتماعي
قد يمنعك الخجل من إقامة علاقات صحية مع الآخرين، كما أنه يرتبط بنظرتك لنفسك وانخفاض تقديرك لذاتك.
قد يكون هذا الخجل ناتجًا عن عوامل بيولوجية وبيئية، ومن أهم هذه العوامل:
العوامل الوراثية
الصفات الوراثية من أهم أسباب الخجل الاجتماعي والارتباك الزائد في المواقف العامة.
رغم أن الطريقة التي تؤثر بها الجينات على ثقتنا بأنفسنا وتقديرنا لذاتنا لا تزال غير واضحة، إلا أن من الواضح أن هذه الصفات تنتقل عن طريق الوراثة.
البيئة المحيطة من أسباب الخجل الاجتماعي
قد يكون شعورك بالاضطراب في المواقف العامة هو سلوكًا مكتسبًا تتعلمه من البيئة المحيطة بك أو الخبرات الحياتية السابقة.
من الممكن أن تبدأ هذه المشكلة بعد التعرض لموقف محرج مما يؤثر في نفسية الشخص إلى حد كبير.
كما أن الآباء لهم أثر كبير على نفسية أبنائهم، عادة ما يكون الأبناء الخجولين بشكل زائد هم أبناء لآباء مسيطرين بشكل كبير.
كذلك التدليل المبالغ فيه، أو القسوة على الأبناء. كل هذا يؤدي إلى تربية طفل ذي شخصية هشة عرضة للاضطرابات النفسية.
تركيب الدماغ
يتكون الدماغ من أجزاء متناغمة تعمل معًا لتوفر المهارات الإدراكية والمعرفية التي نحتاجها.
أحد هذه الأجزاء هو اللوزة الدماغية، هي المسؤولة عن شعورنا بالخوف.
لذلك، عندما يحدث ما يحفز اللوزة الدماغية، يشعل الشخص بالمزيد من الخوف. هذا ما يدفعه إلى الشعور بالقلق في المواقف الاجتماعية.
كيف تتخلص من الخجل الاجتماعي؟
يتراوح الشعور بالخجل في المواقف العامة ما بين مشاعر عدم الراحة والتي يمكن التغلب عليها مع الوقت، إلى الشعور بالخوف الحاد الذي يعيق إقامة علاقات قوية مع الآخرين.
لحسن الحظ، يمكنك اكتساب مهارات الذكاء الاجتماعي وتحسين علاقاتك مع الآخرين، ببعض التدريب والثقة بالنفس.
1- تدرب مع أقرب الناس إليك
لكي تتغلب على مشكلة الخجل الاجتماعي، أنت بحاجة للمزيد من التدريب والتعرض للمواقف العامة.
وحتى تتفادى الشعور بعدم الراحة في هذه المواقف، يمكنك البدء بالأشخاص المقربين إليك.
اختبر مهاراتك الجديدة أمام أصدقائك أو أفراد عائلتك، غير لغة جسدك حتى تظهر مدى ثقتك بنفسك.
تدرب على ما ترغب في الحديث عنه حتى تتفادى اللعثمة وانعقاد اللسان، واختبر قدرتك على إدارة الحوار واختيار الموضوعات التي يدور حولها النقاش مع الآخرين.
2- التفاعل مع الآخرين للتخلص من الخجل الاجتماعي
إذا سمحت لشعورك بالخجل وعدم الراحة بالتحكم فيك وإدارة حياتك، ستجد أنك أصبحت شخصًا منطويًا بمرور الوقت.
يميل الكثيرون من المصابين بهذه المشكلة إلى التهرب من لقاء الآخرين خوفًا من التعرض للتنمر أو المواقف المحرجة.
ولكنك بحاجة إلى كسر هذه الرهبة. ابدأ بالاختلاط مع الغرباء وإلقاء السلام عليهم والابتسام في وجههم.
جرب الاتصال بأصدقائك القدامى واقترح عليهم إعادة روابط الصداقة، وشيئًا فشيئًا ستجد أنك أصبحت أكثر جرأة في المواقف الاجتماعية.
اخرج للتنزه في أماكن مزدحمة، فهذا يساعدك على تخطي رهبة التواجد مع الغرباء ويكسبك القدرة على التواصل معهم وتخطي الخجل الاجتماعي.
3- الهوايات تعلمك كيف تتخلص من الخجل
ابحث عن الهوايات والألعاب الرياضية التي تساعدك على الاندماج مع الآخرين وتنمية الجانب الاجتماعي لديك.
كثير من الهوايات تتطلب المشاركة مع الآخرين، اختر من بينها ما يناسبك وجرب أن تنضم لفريق هذه اللعبة أو الهواية.
الألعاب الرياضية الجماعية مثل كرة القدم أو السلة تنمي جانب التواصل مع الآخرين.
كما أنها تساعدك في التخلص من الخجل الاجتماعي وتجعلك تشعر بالإنجاز والثقة بالنفس وتكسبك روح الفريق.
4- ثق بنفسك وتغلب على الخجل الاجتماعي
انخفاض الثقة بالنفس وتقدير الذات هو أحد أهم أسباب اضطراب الخجل وفقدان مهارات التواصل الاجتماعي.
اعمل على تنمية ثقتك بنفسك. ضع أهدافًا صغيرة وصمم على تحقيقها فهذا سوف يشعرك بقدرتك على تحقيق النجاح.
كن شخصًا مطلعًا على الأحداث العامة والثقافات الأخرى، لكي تكتسب المزيد من الثقة بقدرتك على المشاركة في الحوارات الاجتماعية.
كلما زادت معرفتك بموضوع النقاش زادت ثقتك وقدرتك على المشاركة، وتغلبت على جزء كبير من الخوف والرهبة.
5- لا تهتم برأي الآخرين بك
لا تجعل كلام الناس عنك هو شغلك الشاغل.
أكثر ما يسبب انعقاد اللسان والارتباك في المواقف الاجتماعية هو تفكير الشخص في رأي الناس به عندما يتملكه الخجل الاجتماعي.
هذا ما يدفعك إلى دائرة مفرغة، فالخوف يزيد من ارتباكك وهذا بدوره يزيد من خوفك وهكذا حتى يتعقد الأمر تمامًا وتتدمر قدرتك على الثقة بالنفس في المواقف العامة.
ركز طاقتك على ما تفعله، إكمال كلمتك مثلًا أو أداء الدور المطلوب منك.
ولا تهتم برأي الناس، فإرضاء الناس غاية لا تدرك. كما أن جميعنا نقع في مواقف محرجة في بعض الأحيان.
إلا أن التدريب والإصرار يجترح المعجزات، وستتمكن في النهاية من تخطي هذه العقبة.
6- ثق بقدرتك على التخلص من الخجل الاجتماعي
أنت لست خجولًا! هذا ما عليك قوله لنفسك وتكراره حتى تقتنع به ويدركه عقلك الباطن.
تدرب أمام المرآة على طريقة الكلام والتعبير بلغة الجسد. قم بتمثيل الموقف الذي تشعر بالرهبة منه وتدرب على طريقة التصرف المثالية في هذا الموقف.
اختبر نفسك في مواقف بسيطة، مثلًا جرب أن تطرح على مديرك سؤالًا أثناء الاجتماع.
ستجد أن التدريب قد أتى بثماره وأنك أصبحت أكثر ثقة وانطلاقًا في الحوار.
7- العناية بمظهرك الخارجي
المظهر الخارجي يؤثر على الثقة بالنفس. جميعنا نرغب في أن نبدو في أفضل صورة.
وكلما كنت راضيًا عن مظهرك الخارجي كلما تعززت ثقتك بنفسك وزاد تقديرك لها.
اهتم باختيار الملابس التي تناسب بنية جسمك وتخفي عيوبه، ولا تقع في فخ أخطاء تنسيق الملابس.
كما أن العناية بالنظافة الشخصية وتصفيفة الشعر لهما دور كبير في رضاك عن مظهرك الخارجي.
احرص على اكتساب كل ما يساعد على زيادة ثقتك بنفسك، فهذا يساعد لتعرف كيف تتخلص من الخجل الاجتماعي.