هل اقترب موعد ولادتك؟ هل تفكرين في إرضاع طفلك طبيعيا؟ يعد حليب الأم هو الغذاء الأمثل للطفل، وله دور كبير في تعزيز صحته ونموه. تعرفي على فوائد الرضاعة الطبيعية لك ولطفلك في هذا المقال.
يعد حليب الأم هو أفضل غذاء للطفل في الشهور الستة الأولى من حياته، وله تأثير كبير على سلامة نموه وتقوية المناعة.
كما أن الرضاعة الطبيعية لها فوائد كبيرة للأم والطفل على حد سواء. ولذلك يوصي الأطباء بالاكتفاء بحليب الأم في الشهور الأولى من حياة الطفل. مع استمرار الرضاعة حتى بعد إدخال الغذاء الصلب.
فوائد الرضاعة الطبيعية
يحتوي حليب الأم على العناصر الغذائية اللازمة للطفل بالكمية المناسبة له، ويتغير تركيبه مع تقدم الطفل في العمر ليناسب تطوره.
إضافة إلى كونه أسهل في الهضم بالنسبة للطفل، له الكثير من الفوائد الأخرى.
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
حليب الأم هو غذاء متوازن بشكل مثالي
يتميز حليب الأم بتركيبة متوازنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة للطفل بنسب تناسب احتياجاته وتتطور بتقدم العمر.
حليب السرسوب أو اللبأ
اللبأ هو اللبن الذي يفرزه الثدي في الأيام الأولى بعد الولادة، وهو سائل غني بالبروتين والمركبات الغذائية وقليل السكر.
يعد اللبأ هو الغذاء المثالي في الأيام القليلة الأولى، حيث يسهل على معدة الطفل الرضيع هضمه وامتصاصه بسهولة.
تحمي الطفل من مشاكل الهضم
يحتوي حليب الأم على مركبات نافعة (Probiotics and Prebiotics)، والتي تشجع نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء.
كما أن من فوائد الرضاعة الطبيعية أنها تتحسن عمليات الهضم الطبيعية لدى الطفل بفضل الإنزيمات الهاضمة الموجودة في الحليب.
تعزيز المناعة من فوائد الرضاعة الطبيعية
حليب الأم غني بالأجسام المضادة التي تعزز مناعة الطفل وتساعده على مقاومة البكتيريا والفيروسات، خاصة حليب اللبأ.
كما أن الأجسام المضادة الموجودة في جسم الأم تفرز في حليب الثدي وتنتقل للطفل وتمنحه مناعة ضد الأمراض.
ويحتوي حليب الأم على الجلوبيولين المناعي أ (IgA)، والتي تقوم بتكوين طبقة واقية في الأنف والحلق والجهاز الهضمي للطفل.
الوقاية من الأمراض
من أهم فوائد الرضاعة الطبيعية المطلقة أنها تحمي الطفل من قائمة كبيرة من الأمراض، منها:
- التهابات الجهاز التنفسي
- التهاب الأذن الوسطى
- نزلات البرد
- أمراض الحساسية
- متلازمة موت الرضع المفاجئ
- التهابات الجهاز الهضمي
- داء السكري
ومن المثير للانتباه أن هذه الفوائد في الوقاية من الأمراض يمتد لما بعد سن الطفولة، وحتى مرحلة النضج.
الوزن الصحي للأطفال والوقاية من السمنة
يكون الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية أقل عرضة للسمنة مقارنة بالأطفال الذين يعتمدون على الحليب الصناعي.
عادة ما تكون الرضاعة الطبيعية أكثر تنظيما، لأن الطفل يتوقف عند الشعور بالشبع، مما يحفز إفراز هرمون اللبتين المسئول عن تنظيم الشهية، ولذلك عادة ما يكونون أكثر التزاما بنمط غذاء صحي.
كما أن حليب الأم يحتوي على بكتيريا نافعة بكميات كبيرة، تتعاون مع هرمون اللبتين على تنظيم تخزين الدهون في الجسم.
زيادة معدل ذكاء الطفل
تؤثر الرضاعة الطبيعية على تطور دماغ الطفل، خاصة لدى الخدج والذين هم أكثر عرضة لمشاكل النمو.
كما أن الدراسات تشير أن الأطفال الذين تلقوا رضاعة طبيعية أظهروا معدلات ذكاء أعلى وكانوا أقل عرضة لصعوبات التعلم.
ربما يكون عامل التواصل البصري والتلامس أثناء إرضاع الطفل وراء هذا التأثير على نمو الطفل العقلي والعاطفي.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
توطيد العلاقة بينك وبين طفلك
الرضاعة الطبيعية قد تكون هي التفسير للرابطة العاطفية الفريدة بين الأم والطفل، احتضانك لطفلك قريبا من قلبك يقلل من التوتر.
كما تساعدك على التغلب على المشاعر السلبية وتخطي القلق، بإفراز هرمونات البرولاكتين والاوكسيتوسين أثناء الرضاعة واللذان يؤثران على الجهاز العصبي.
عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي
يساعد هرمون الأوكسيتوسين على تقليص الرحم وتحفيز انقباضه، مما يسهل عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي.
كما أنه يحميك من مضاعفات ما بعد الولادة، حيث تقل معدلات الإصابة بنزيف ما بعد الولادة.
خسارة الوزن المكتسب أثناء الحمل
يساعد المجهود المبذول أثناء الرضاعة على حرق الكثير من السعرات الحرارية، مما يسهل فقدان الوزن الزائد.
تأخير الحمل
من الممكن أن تتسبب الرضاعة الطبيعية المطلقة في تأخير التبويض، مما يعد وسيلة لتأخير الحمل لبعض الوقت.
ولكن إذا كنت ترغبين في منع الحمل لا يمكن الاعتماد على الرضاعة فقط، عليك استشارة الطبيب بشأن الوسائل المناسبة لك.
مقاومة اكتئاب ما بعد الولادة
تقل معدلات الإصابة بالاضطراب النفسي بعد الولادة عند الأمهات المرضعات مقارنة بالأمهات اللاتي لا يرضعن.
ربما يكون السبب في هذا أن الرضاعة الطبيعية تساعد على تأقلم الأم وارتباطها بالطفل وشعورها بالمسئولية تجاهه بشكل أسرع.
الوقاية من الأمراض
من فوائد الرضاعة الطبيعية للأم أنها تحميك من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، خاصة كلما طالت فترة الرضاعة.
كما تحميك من بعض الأمراض مثل:
- متلازمة التمثيل الغذائي
- ارتفاع ضغط الدم
- أمراض القلب
- السكري من النوع الثاني
- هشاشة العظام
- ارتفاع مستوى الدهون في الدم
أكثر راحة وموفرة للوقت والمال
حليب الأم هو غذاء جاهز في أي وقت وفي درجة الحرارة المناسبة للطفل وليس بحاجة إلى تعقيم أو تحضير مسبق.
بالإضافة لكونه موفرا للمال مقارنة بالحليب الصناعي، والذي يتطلب الكثير من المال والوقت والجهد لتحضير الوجبة وتعقيم الرضاعات.
نصيحة أخيرة
إذا كان لديك ما يمنعك من الرضاعة الطبيعية، فلا تشعري بالقلق. الحليب الصناعي معد ليناسب الأطفال ويلبي احتياجات طفلك من العناصر الغذائية الهامة.
ولكن إذا كنت قادرة على الرضاعة الطبيعية، احرصي على الاستفادة من فوائد الرضاعة الطبيعية لك ولطفلك.
كما أن الرضاعة الطبيعية ستمنحك وقتا خاصا مع طفلك، يزيد من الرابطة بينكما ويمنحك فرصة للاسترخاء معا.
إذا وجدت أن الرضاعة الطبيعية أصعب مما تظنين، فلا تشعري بالفشل. ربما يكون الأمر مرهقا في البداية.
الاستيقاظ لإرضاع الطفل كل بضع ساعات، أو الشعور أن حليبك لا يكفيه وأنه لا يشعر بالشبع. كل هذه الصعوبات يمكن التغلب عليها.
تذكري أنه كلما قام طفلك بالرضاعة طبيعيا، كلما زاد إنتاج الحليب وكلما شعرت أن الأمر أكثر سهولة وتأقلمت عليه.
إذا شعرت أن الرضاعة مؤلمة أو أن طفلك لا يستطيع الرضاعة بشكل مريح، يمكنك الاستعانة باستشاري الرضاعة الطبيعية.
سيقوم بإرشادك إلى الوضع الصحيح للرضاعة الطبيعية الذي يمكن طفلك من الرضاعة بهناء ودون أن يسبب لك الألم.