فيروس كورونا المستجد رغم حداثة ظهوره في العالم مقارنة بغيره من الفيروسات، إلا أنه تفشى ليصبح وباء عالميا تحاول جميع الدول التصدي له.
ينتمي هذا الفيروس إلى مجموعة فيروسات الكورونا – وهي مجموعة من الفيروسات تتسبب بأمراض الجهاز التنفسي مثل الزكام والالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرز)- ومثل هذه المجموعة، فهو ينتقل عن طريق الرذاذ عندما يسعل المصاب أو يعطس .
كما ينتقل عن طريق ملامسة الأسطح التي تساقط عليها الرذاذ.
وتتراوح أعراض الإصابة بفيروس كورونا ما بين أعراض شبيهة بنزلات البرد العادية وبين الالتهاب الرئوي الشديد، ولا يتوافر له لقاح حتى الآن.
ولذلك تقوم الجهات العالمية المختصة كمنظمة الصحة العالمية وغيرها بالتوعية باعراض فيروس كورونا وإصدار التوصيات حول طرق الوقاية والعلاج.
كيف ينتشر فيروس كورونا المستجد؟
تعد الطريقة الرئيسية لانتقال فيروس كورونا المستجد هي عن طريق الرذاذ أو القطيرات الصغيرة التي تنتقل من الشخص المصاب.
عندما يسعل المصاب أو يعطس أو يتكلم، يخرج الرذاذ من أنفه وفمه.
ولأن حجم قطيرات الرذاذ كبير نسبيا، فإنها لا تستطيع الانتقال إلى مكان بعيد بل تسقط على الأرض سريعا.
لكن إذا كنت على مقربة من المصاب فمن الممكن أن تصاب بالعدوى.
كما قد يسقط هذا الرذاذ على الأسطح المحيطة بالمصاب، أو الأشياء التي يستخدمها.
لذلك قد يصاب الناس بالعدوى عند ملامسة الأسطح المحيطة بالمصاب مثل مقبض الباب أو السلم أو الطاولة المقربة منه .
ثم يقومون بفرك أعينهم أو ملامسة الأنف أو الفم.
لذلك، عليك دوما الحفاظ على مسافة لا تقل عن متر واحد من الآخرين.
كما ينبغي عليك المواظبة على غسل الأيدي بالماء والصابون باستمرار ولوقت كاف .
أو يمكنك استخدام مطهر يحتوي على الكحول لفرك اليدين.
ما هي اعراض فيروس كورونا المستجد ؟
تبدأ اعراض فيروس كورونا في الظهور خلال مدة تتراوح بين يومين إلى 14 يوما بعد التعرض للعدوى .
و تشمل:
الحمى
● السعال الجاف
● صعوبة في التنفس
تعد هذه الأعراض هي الأكثر شيوعا.
وغالبا ما تظهر بالترتيب السابق .
ولا تعني وجود تلك الأعراض انك قطعا قد أصبت بالفيروس حيث أنها تتشابه مع أعراض الفيروسات الأخرى الأكثر شيوعا كالأنفلونزا الموسمية والبرد.
كما تشمل بعض الأعراض الأقل شيوعا ولكن قد تصيب بعض المرضى مثل:
الشعور بالألم والوجع
● احتقان الأنف
● التهاب ملتحمة العين
● الصداع
● آلام الحلق
● الإسهال
● فقدان حاسة الشم أو التذوق
● ظهور طفح جلدي
عادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ بشكل تدريجي .
وقد لا تصاحبها حمى.
لذلك فقد لا يتعرف المريض على إصابته بالعدوى وتمر الإصابة دون أي مشاكل أو مضاعفات.
معظم الإصابات تكون بسيطة تشبه نزلات البرد .
كما يتعافى أغلب المصابين ( نحو 80% ) دون الحاجة إلى علاج خاص.
إلا أن كبار السن و مرضى الأمراض المزمنة ( مثل الربو والسكري وأمراض القلب ) هم الأكثر عرضة للإصابة الشديدة بفيروس كورونا المستجد.
كما قد تشتد الأعراض لدى شخص واحد من بين كل 5 أشخاص مصابين بالمرض .
مما يجعله يعاني من صعوبة التنفس أو ألم وضيق في الصدر.
لذلك عليك دوما بالتماس الرعاية الطبية واستشارة الطبيب بشأن حالتك وما إذا كانت مستقرة أم بحاجة إلى الذهاب إلى المستشفى.
متى عليك طلب المساعدة الطبية؟
في أغلب الحالات تكون الأعراض بسيطة ويمكن السيطرة عليها دون المساعدة الطبية.
فيصاب أكثر من 80% من المرضى بالكحة البسيطة أو ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
في هذه الحالة لا داعي لطلب المساعدة الطبية، فقط التزم بالعلاج المناسب و بتفعيل إجراءات العزل المنزلي.
أما في حالة إذا شعرت بأحد الأعراض التالية، فعليك فورا طلب المساعدة الطبية:
صعوبة التنفس
● ضيق أو آلام في الصدر
● تشوش ذهني غير معهود
● الخمول الشديد وعدم القدرة على الاستيقاظ
● ظهور زرقة على الشفتين أو الوجه
سيقوم الطبيب بإرشادك إلى المكان المناسب لتذهب إليه.
عندما تتوجه إلى المستشفى التزم بوضع الكمامة .
وحافظ على مسافة مناسبة بينك وبين الآخرين لا تقل عن متر.
كما عليك تجنب لمس الأسطح المحيطة بيديك وغسل الأيدي باستمرار.
كم تستمر أعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد؟
بالنظر للإحصائيات التي أجريت على الحالات المثبتة للمصابين بفيروس كورونا المستجد .
وجد أن عادة ما يتعافى المصاب بأعراض طفيفة خلال فترة أسبوعين تقريبا.
أما في حالة وجود أعراض شديدة، فقد تستمر الأعراض نحو 3-6 أسابيع.
هل الشخص الذي لا تظهر عليه الأعراض يمكنه نقل العدوى؟
تشير الدراسات التي أجريت حتى الآن أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن ينتقل عن طريق الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أي أعراض أو مصابين بأعراض خفيفة.
وذلك لأن طريقة الانتشار الرئيسية هي الرذاذ .
فقد يكون الشخص مصابا بأعراض خفيفة مثل السعال الخفيف أو العطس أو في المراحل الأولى من المرض. ومع ذلك يظل قادرا على نقل العدوى.
ما هي طرق الوقاية من فيروس الكورونا المستجد؟
تتميز السلالة الحديثة من فيروس كورونا بقدرة فائقة على الانتشار السريع، وحتى في حالة خلو المريض من أية أعراض يظل قادرا على نقل العدوى. ينتقل الفيروس عن طريق التعرض للرذاذ الناتج عن سعال المصاب أو العطس، أو ملامسة الأسطح التي تحمل هذا الرذاذ. ومن هنا تأتي أهمية اتباع طرق الوقاية الموصى بها.
و يعد غسل الأيدي من أهم وأسهل طرق الوقاية من فيروس كورونا. لذلك توصي منظمة الصحة العالمية بغسل الأيدي بالماء والصابون أو المطهرات التي تحتوي على الكحول لمدة 20 ثانية على الأقل بعد لمس أي سطح يرجح وجود الفيروس عليه و قبل تحضير الطعام أو تناوله.
كما توصي بالآتي:
● تجنب الاقتراب من المصابين بالعطس أو السعال، حيث أن الفيروسات التنفسية تنتقل بالرذاذ. مما يستلزم الابتعاد عن المصابين مسافة لا تقل عن متر واحد.
● تغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال بالذراع أو بمنديل ثم يتم غسل اليدين جيدا أو إلقاء المنديل مباشرة في القمامة.
● تجنب لمس العين، الأنف أو الفم باليد بعد ملامستها لأي سطح قد يحمل الفيروس، فقد ينتقل الفيروس إلى الجسم من خلال الأنسجة الموجودة في هذه المناطق.
● في حالة الشعور بأي أعراض للاصابة يجب البقاء بالمنزل وعدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو المناطق العامة.
● تنظيف الأسطح التي تلمسها باستمرار كمقابض الأبواب والطاولات ولوحة مفاتيح الكمبيوتر أو الهاتف المحمول بمواد مطهرة.
● تجنب الأماكن المزدحمة والمغلقة، والحرص على تحسين تدفق الهواء في المنازل.
كم يطول بقاء الفيروس على الأسطح المختلفة؟
أظهرت الدراسات أن فيروس كورونا المستجد يمكنه البقاء على الأسطح المصنوعة من البلاستيك والفولاذ المقاوم للصدأ لمدة تصل إلى 72 ساعة. بينما يستطيع البقاء على الورق المقوى أو الكرتون لمدة أقل من 24 ساعة.
من المهم معرفة أن الفيروس يمكنه الانتقال عن طريق ملامسة الأسطح التي يتناثر عليها الرذاذ. ولذلك عليك تطهير الأسطح دوما بواسطة محاليل التعقيم المنزلية والتي لها القدرة على القضاء على الفيروس.
ثم بعد ذلك لا تنسى غسل يديك جيدا بالماء والصابون، أو فركها بمطهر كحولي. وتجنبي لمس عينيك أو أنفك أو فمك.
كيف أقوم بالتسوق بطريقة آمنة؟
لم تسجل حتى الآن أي حالات مؤكدة للإصابة بفيروس كورونا المستجد عن طريق الأطعمة أو المعلبات. لكن عليك الحذر من الزحام والحفاظ على مسافة لا تقل عن متر على الأقل بينك وبين الآخرين في مركز التسوق. تجنبي دوما لمس عينيك أو أنفك أو فمك. يمكنك القيام بتعقيم يد سلة التسوق باستخدام مطهر كحولي.
وعند العودة إلى المنزل، لا تنسي غسل اليدين جيدا بالماء والصابون.
هل ينبغي علي تعقيم المشتريات والمأكولات؟
كما ذكرنا سابقا، لم يثبت انتقال فيروس كورونا المستجد عن طريق الطعام. ولكن، عليك غسل الخضروات والفاكهة كما تفعلين عادة. اغسليها بمياه جارية لفترة كافية، خاصة إذا كانت تؤكل نيئة.
تعد الخضروات والفاكهة عنصرا أساسيا في النظام الغذائي الصحي، وتمنحك احتياجاتك من الفيتامينات والمعادن اللازمة لرفع مناعتك ومساعدتك على مقاومة الأمراض.
هل يجب تطهير الهواتف وغيرها من الأجهزة الإلكترونية؟
يمكن تطهير الهواتف المحمولة عن طريق استخدام المناديل المطهرة التي تحتوي على الكحول بتركيز لا يقل عن 70%. وكذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية والأجهزة اللوحية وغيرها من الأجهزة التي نلامسها باستمرار.
باستخدام المنديل المطهر، قومي بمسح جميع جوانب الهاتف أو الجهاز مع التركيز على المناطق التي يكثر لمسها عادة. ثم اتركيه ليجف في الهواء. بعد ذلك يجب غسل اليدين بالماء والصابون جيدا.
هل يؤثر التوتر النفسي على الإصابة بفيروس كورونا المستجد؟
يسبب التوتر النفسي المستمر آثارا سلبية على جهاز المناعة، ويجعلك أكثر ضعفا في مواجهة المرض. ورغم أن الشعور بالقلق والتوتر شائع أثناء جائحة وباء كورونا، إلا أننا ننصحك بمحاولة التأقلم وتلقي الدعم للتخلص من التوتر النفسي.
كما ننصحك باتباع نمط حياة صحي ليرفع مناعتك.
يمكنك إتباع النصائح التالية:
تبني نظام غذائي صحي يحتوي على الكثير من الخضروات والفاكهة.
● ممارسة الرياضة بانتظام ولو لمدة نصف ساعة يوميا.
● القيام بتدريبات التأمل والاسترخاء أو اليوجا.
● الابتعاد عن مصادر التوتر، بما في ذلك متابعة الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي وتقصي أخبار انتشار الجائحة.
● ممارسة أنشطة محببة ومثيرة للمتعة مثل القراءة أو الاستماع للموسيقى.
● يمكنك التواصل مع الأقارب والأصدقاء عبر العديد من وسائل التكنولوجيا الحديثة.
هل يوجد علاج لمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد؟
حتى الآن لا يوجد علاج معتمد فعال لعلاج مرض كوفيد-19. لكن لا زالت التجارب السريرية سارية على العديد من العلاجات المحتملة. كما أن بعض الأدوية المخصصة لآمراض أخرى قد أثبتت فعاليتها ولذلك صرح باستخدامها في علاج مرض كوفيد-19.
في أغلب الحالات قد لا يكون المصاب بحاجة إلى علاج متخصص. قد تكون الأعراض خفيفة للغاية وتمر بدون ملاحظة أو مضاعفات.
كما يستهدف العلاج تخفيف الأعراض، ولذلك فإن بروتوكول العلاج يشمل:
● مسكنات الألم مثل الباراسيتامول
● أدوية علاج السعال
● الإكثار من تناول السوائل
● الراحة
لا تستخدم المضادات الحيوية في حالات الإصابة بالعدوى الفيروسية، ولكن تستخدم في حالة العدوى البكتيرية فقط. لذلك لا تستخدم في علاج مرض كوفيد-19، ولكن قد يصف الأطباء المضادات الحيوية في المستشفى في حالة كان المريض مصابا بمضاعفات لفيروس كورونا المستجد الوخيمة مثل الإصابة بعدوى بكتيرية ثانوية أو الوقاية من حدوث مضاعفات محتملة. ولا تستخدم المضادات الحيوية كوسيلة للوقاية من المرض.
في حالة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، هل سيتم إدخالي إلى المستشفى؟
يعاني أغلب المصابين بفيروس كورونا المستجد من أعراض خفيفة لا تحتاج إلى دخول المستشفى. إذا كانت أعراضك خفيفة، فمن المرجح أن الطبيب سوف يوصيك بالتعافي في المنزل. عليك إتباع إرشادات العزل المنزلي لتجنب نقل المرض للآخرين.
وتشمل هذه الإرشادات:
البقاء في غرفة منفصلة جيدة التهوية مزودة بمرحاض والمستحضرات المستخدمة في تطهير اليدين.
● في حالة لم تتوفر غرفة منفصلة، عليك إبعاد أسرة النوم عن بعضها مسافة متر على الأقل.
● استخدام الكمامة عند تواجد الآخرين أو الحيوانات الأليفة.
● الحفاظ على مسافة من الآخرين لا تقل عن متر واحد، بمن في ذلك أفراد الأسرة.
● البقاء في الحجر الذاتي المنزلي لمدة 14 يوما حتى إذا شعرت بتحسن.
● مراقبة الأعراض يوميا، واستشارة الطبيب إذا حدث صعوبة في التنفس.
سيقوم الطبيب بمتابعة حالتك بانتظام، كما سيعلمك بالوقت المناسب لإنهاء العزل المنزلي. عليك المحافظة على إيجابيتك ومعنوياتك مرتفعة. والبقاء على اتصال مع أحبتك والمقربين منك. كما عليك الإكثار من شرب السوائل والراحة التامة.
أما في حالة الأعراض الشديدة، فمن المرجح أن يوصي الطبيب بالذهاب إلى المستشفى وتلقي الرعاية الطبية.
هل تم إنتاج لقاح لفيروس كورونا المستجد؟
حتى الآن لم يتم إنتاج لقاح للوقاية من مرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد. لكن لا يزال الباحثون يبذلون جهودا متواصلة لصنع اللقاح، حيث يظن الباحثون أن إيجاد لقاح لمرض كوفيد-19 سيكون أفضل وسيلة للقضاء على هذا الوباء.
كما أظهرت المحاولات السابقة وجود بعض التحديات التي تؤخر إنتاج اللقاح، فأولا لا بد من التأكد من سلامة اللقاح واختباره على الحيوانات. والتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات قبل استخدامه مع البشر.
كما لا بد أن يوفر اللقاح مناعة طويلة الأمد ضد العدوى، وخاصة لكبار السن. يعد كبار السن من الفئات المعرضة للإصابة الشديدة بمرض كوفيد-19. كما أن استجابتهم للقاحات تكون عادة أقل كفاءة من الفئات الأصغر سنا.
هل من الممكن تكرار الإصابة بـ فيروس كورونا المستجد ؟
إذا كنت أصبت بالفعل بفيروس كورونا المستجد وتم التعافي من الإصابة، فعلى الأرجح أن جسمك قد قام بإنتاج أجسام مضادة قادرة على حمايته من تكرار العدوى لفترة طويلة.
لكن يعتقد بعض الباحثون أن تكرار العدوى بفيروس كورونا المستجد ليس مستبعدا جدا. لكن لحسن الحظ فإن الأعراض في هذه الحالة عادة ما تكون بسيطة، ويتم التعافي منها سريعا. بينما يعتقد البعض الآخر أن التحليل الإيجابي لا يعني بالضرورة تكرار الإصابة بفيروس كورونا، وإنما قد يكون هناك بقايا أجزاء الفيروس من الإصابة السابقة.
لا يزال وباء كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد يوفر مادة علمية خصبة للأبحاث والتجارب. يعمل العلماء في كافة أنحاء العالم على اكتشاف الجديد عن هذا الوباء ومحاولة إيجاد اللقاحات والعلاجات النافعة له.
لا يستطيع أحد الجزم بموعد انتهاء جائحة فيروس كورونا المستجد، لكن ما نعلمه أنها سوف تنتهي يوما ما. فكم من جائحات وأوبئة شهدها كوكب الأرض قديما وانتهت. علينا فقط أن نتمسك بالأمل ونحافظ على إجراءات الوقاية الموصى بها.