علياء اليزيدية لـ” أناقتي”
مطعم هود هود .. رسالة المطبخ العُماني إلى العالم
تتميز الأكلات الشعبية في سلطنة عُمان بخصوصية نكهتها القادمة من غنى المطبخ العُماني الحافل بالعديد من الأطباق الخاصة التي تميزه عن المطابخ الأخرى، و التي تكتسب شهرتها الخاصة انطلاقا من التوابل العُمانية التي تعطيها مذاقها المميز اللذيذ، وللحفاظ على المطبخ العُماني لإبراز خصوصياته المتميزة على الصعيد الخليجي والعالمي والتي يجهلها الكثير. جاءت انطلاقة وافتتاح مطعم “هود هود ” ليقدم المطبخ العماني الغني بالوصفات والأطباق الشهية في أبهى صورة وخير ممثلٍ للمطبخ العماني عالميا.
” أناقتي” التقت مع رائدة الأعمال “علياء خميس اليزيدية” صاحبة مطعم ” هود هود” لتطلعنا علي فكرة المطعم وأهم ما يميزه، والكثير من أسرار المطبخ العماني في الحوار التالي:-
كيف جاءت بدايتك في عالم الطبخ والطهي؟
أحببت المطبخ وفنون الطهي منذ صغري وبدأت بمشروع صغير داخل المنزل لتقديم أكلات منزلية للأقارب والأهل والأصدقاء، ثم زاد الإقبال على أكلاتي مما حفزني لتوسيع المشروع وتأسيس مطعم خاص بي.
لم يكن الطريق أمامي مفروشاً بالورود، ولكن تحديت العديد من الصعاب ومن أهمها البحث عن جهة تمويل للمشروع. وبفضل الله حصلت على دعم مادي من صندوق الرفد لتمويل المطعم بتكلفة 50 ألف ريال عُماني.
التحقت بدورات تدريبية في عدة مجالات لأهئ نفسي لهذه الخطوة، ثم بدأت مع أفراد عائلتي الخطوات الأولى لتأسيس مطعم “هود هود”.
من أين استلهمت “علياء اليزيدية” اسم المطعم “هود هود” ؟
استلهمنا الاسم من خصوصية المطبخ العماني الذي ينتج وصفات وأكلات كثيرة، حيث تنتج بلدنا الطيبة رطبا وقمحا وكرما، كما تنتج جوزا ورمانا وحبورا، وتنتج لبانا وفطرا وحضورا، تنتج طلحا ووردا وعطورا، من خبزات الموقد وشاي الزعتر ومن نفحات دخاخين التنور ورؤوس الذبائح.
كانت تنعم بالخير في كل دار من فنجان القهوة وحبات ومن شياط مضبي البوش، وقدر الحليب وقدح اللبن، مغموسة كل لقمة بفرح وابتسامة ترحاب مكللة بحق الضيف في كل ربوع البلاد. توافدت على هذا الموقد الكثير من البلدان وامتزجت به الكثير من الحضارات وأصبح أكثر استيعابا لمطابخ العالم وبقيت نكهة كرمه فوّاحة.
وكان طريق الوصول إلى هذه الضيافة هو الطرق على باب المطعم والنداء بعبارة «هوووود هوود» بمعنى الاستئذان لدخول المنزل . من هنا جاء مطعمنا، ومن هذا المزيج ولد لكي يُكمّل الحكاية.
كما يستقبل المطعم زائريه بلوحة فنية رائعة لكورنيش مطرح، تجسد أشهر المعالم حول العالم. وتم اختيار هذه المنطقة بالأخص لأنها بمثابة ملتقى للعديد من الحضارات والجنسيات المختلفة لوجود ميناء السلطان قابوس.
ماأسرار تميز مطعم “هود هود” وشهرته ؟
مطعمنا مزيج بين الأصالة العمانية والعراقة العالمية، كما نتميز بتقديم الوجبات العمانية الشعبية بنكهة عالمية وبطريقة خاصة بها وأيضا نقدم الأكلات العالمية بالنكهات العمانية. فنجد بعض السندوتشات الإيطالية ممزوجة بالتوابل والنكهات العمانية.
كما أن معظم الأطعمة التي تطهى ولا يتم الاستعانة فيها بالمنكهات والمعززات والأصباغ الاصطناعية. كما كوني صاحبة المشروع فأقوم بالطبخ والإشراف الكامل على الوجبات المقدمة، وهذا بحد ذاته يجب أن يشكل حافزا لزبائننا ليتمتعوا بوجبة شهية تماثل في جودتها ما يحضر منزليا.
ويتميز المطعم بتقديم الأطعمة طازجة، وأيضا يمكن تقديم أكلة واحدة بعدة نكهات مثل ورق العنب الذي يمكن تقديمه بالطريقة الخليجية أو المصرية أو السورية أو التركية.
ماالفئة التي يستهدفها مطعم “هود هود” ؟
مطعمنا يستهدف فئة العائلات وتلبي قائمة الطعام لدينا طلبات كل أفراد الأسرة، كما تم تجهيز ديكور المطعم لاستقبال العائلات أيَّا كان عددها، كما أن المطعم مجهزلتنظيم الحفلات والمناسبات الصغيرة. فالطابق الثاني يتسع إلى 60 شخصاً.
كيف يتم تدريب الشيفات وطاقم العمل لدى العمل؟
فور تعيين العاملين بالمطعم، أدرس مهاراتهم ونقاط قوتهم وأقوم بإعداد خطة لتدريبهم وتطوير أدائهم. حتي يكونوا مستعدين لإعداد قائمة الطعام التي يقدمها مطعم “هودهود”. فالشيف الناجح من وجهة نظري لابد أن يتميز بحاسة التذوق، مما يسهل عليه عملية الإبداع والابتكار في تقديم الأكلات المختلفة.
ماهي الأكلات الأكثر إقبالا على المطعم؟
– الشوى العماني الأصيل.
– الأستيك.
– باستا ألفريدو.
– البرجر silder
ماأهم طموحاتك الفترة المقبلة في تطوير المطعم؟
المشروع تحت إداراتي حيث أقوم بالإشراف عليه بالكامل ويعمل معي أفراد عائلتي، كل يعمل على حسب طاقته وكفاءته ولدينا ثلاثة عمال للمساعدة.
لدي مع فريقي حلم بأن نسعى إلى جعل المطعم ضمن القائمة العالمية وافتتاح أفرع له في مختلف أنحاء العالم، ونتمنى أن نحقق ذلك في المستقبل القريب.
برأيك ماالنصائح التي تقدمينها للمرأة العمانية لكي تكون رائدة أعمال؟
– السعي والبدء بتنفيذ الأفكار مهما كانت بسيطة، والعمل والاجتهاد والاعتماد على النفس.
– التحلي بروح المغامرة والجرأة، كونهما من الصفات المطلوبة في عالم التجارة.
– السوق العماني في حاجة للمنتجات التي تقدمها المشاريع الصغيرة التي تكون بدايتها من المنزل.
ماسر تميز المطبخ العماني وتفرده وتنوعه من وجهة نظرك؟
تتنوع الأصناف حسب المناطق و حسب الفصول و المناسبات و الأعياد ، ففي فصل الشتاء يكون الأكل دسماً و يغلب عليه العسل و السمن و التمر و الدبس . أما في فصل الصيف فيكون الأكل قليل الدسم أحياناً ، خالياً من الدسم في أحيان أخري، حيث تكثر فيه الأسماك المجففة والمملحة و الحمضيات و تقل اللحوم .
عبق البهارات العُمانية، أما خلطات البهارات العُمانية فهي مميزة و تختلف باختلاف الأطباق و المناسبات أيضاً وهي تضاف إلى جميع الأطباق العمانية الحلوة و المالحة، و تستعمل أيضاً في صنع الشاي و القهوة. كما يستعمل بعضها كدواء لتخفيف بعض الآلام مثل خلطة الشوني التي يتم فيها خلط جميع البهارات بعد تحميصها على النار و طحنها وإضافة النحل المصنوع من التمور العُمانية، و هذه تستخدم لفترة طويلة ولا تحتاج إلى حفظ في الثلاجة، هنالك أيضاً خلطة بهار القبولي والمرق .