ربما أخبرك أحد أصدقائك من قبل أنه يتبع حمية الكيتو أو كيتو دايت، أو صادفت منتجات مخصصة للكيتو دايت في أحد المطاعم أو مراكز التسوق.
هل تفكر بتجربة كيتو دايت لخسارة الوزن؟ تعرف أولا على المزيد من المعلومات عن هذه الحمية الرائجة هذه الأيام، ثم اتخذ القرار.
ما هو كيتو دايت؟
نظام كيتو دايت هو نظام غذائي يعتمد على تقليل استهلاك الكربوهيدرات بنسبة كبيرة. ولتعويض احتياج الجسم من الطاقة، يتطلب منك رفع استهلاكك من الدهون.
إذا قل استهلاكك للكربوهيدرات عن 50 جراما في اليوم، ذلك سوف يدفع الجسم للدخول إلى حالة تعرف بالحالة الكيتوزية (Ketosis).
في هذه الحالة يصبح جسمك يعتمد اعتمادا أساسيا على حرق الدهون للحصول على الطاقة بدلا من الكربوهيدرات.
كما يقوم بتحويل الدهون في الكبد إلى أجسام تسمى كيتونات، وهي المسئولة عن توفير الطاقة للدماغ.
مما تتكون وجبة كيتو دايت؟
يعتمد نظام الكيتو على الدهون كمصدر أساسي للطاقة، لذلك تكون 70% من الغذاء اليومي. بينما يجب ألا تتعدى نسبة الكربوهيدرات 5%، والبروتين 20% للحفاظ على الكتلة العضلية.
ولأن نظام الكيتو هو نظام عالي الدهون، ينبغي استهلاك الدهون الصحية فقط لتجنب المخاطر الصحية.
بالإضافة للدهون الحيوانية، يسمح الكيتو بالدهون الصحية غير المشبعة مثل الأفوكادو والمكسرات مثل اللوز وعين الجمل، وزيت الزيتون.
يسمح نظام الكيتو بالبروتين ولكن يمنع البقوليات. لاحظ أن زيادة نسبة البروتين اليومية عن المطلوب قد تضر بالحالة الكيتونية.
يمنع الكيتو دايت معظم الفواكه ما عدا الفراولة والتوت، لاحتواء الفاكهة على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات.
أما بالنسبة للخضروات، تعد الخضروات الورقية عنصرا أساسيا في وجبة الكيتو. ولكن يمنع تناول الخضروات عالية المحتوى النشوي مثل البطاطس والبطاطا والبازلاء.
ما هي مميزات كيتو دايت؟
خسارة الوزن
يعد نظام كيتو دايت من أكثر الأنظمة فعالية في خسارة الوزن. أثبتت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتبعون نظام كيتو دايت، يفقدون الوزن أكثر من الأنظمة الصحية الأخرى نحو 2.5 مرة تقريبا.
ورغم أن الكثير من أنظمة التخسيس تفضل تقليل الدهون، إلا أن نتائج كيتو دايت تتفوق عليهم.
بخلاف خسارة الوزن، لوحظ تحسن مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الحميد أيضا. كما أنك تفقد الوزن دون الشعور بالجوع.
ربما يكون سبب تفوق الكيتو دايت على الأنظمة منخفضة الدهون هو زيادة استهلاك البروتين، وما يتبعه من فوائد.
وأيضا نتيجة انخفاض سكر الدم وتقليل مقاومة الأنسولين، تتناقص الشهية ويزيد معدل الأيض في الجسم.
خفض سكر الدم
تتميز الأنظمة منخفضة الكربوهيدرات والتي ينتمي إليها كيتو دايت، أنها تسبب انخفاضا كبيرا في سكر الدم والأنسولين.
تساعد حمية الكيتو على فقدان الدهون المخزنة في الجسم، والتي تلعب دورا كبيرا في مرض السكري ومتلازمة التمثيل الغذائي.
كما أن هذا النظام يساعد على زيادة حساسية الجسم للأنسولين بنسبة 75% وتقليل مقاومة الأنسولين.
ولذلك، فمن الممكن أن يكون كيتو دايت مفيدا لمرضى السكري من النوع الثاني أو الأشخاص في مرحلة ما قبل السكري.
علاج بعض الحالات المرضية
تم استخدام كيتو دايت في البداية مع حالات الصرع، خاصة لعلاج الصرع عند الأطفال.
لوحظ أن بإتباع حمية منخفضة الكربوهيدرات عالية الدهون يقل معدل نوبات الصرع.
وحديثا، مع ازدياد رواج حمية الكيتو، تم إجراء العديد من الدراسات التي أثبتت فعاليته في بعض المشاكل الصحية مثل:
- السرطان: يستخدم العلماء الآن كيتو دايت لعلاج بعض أنواع السرطان، حيث يعمل على إبطاء نمو الورم.
- الألزهايمر: يعمل نظام الكيتو على تقليل أعراض الألزهايمر و يبطئ من تقدم المرض.
- أمراض القلب والأوعية الدموية: يرتبط اتباع نمط الغذاء الكيتوني بانخفاض مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم. بينما يرتفع نسبة الكوليسترول الحميد.
- مرض باركنسون أو الشلل الرعاش: ساعد نظام الكيتو على تحسن أعراض الشلل الرعاش.
- متلازمة تكيس المبيض: يقلل الكيتو دايت مقاومة الأنسولين، التي تعد من أهم مسببات متلازمة تكيس المبيض.
- حب الشباب: نتيجة لتقليل استهلاك السكر والأطعمة المصنعة، يحسن نظام الكيتو من مشكلة حب الشباب.
ورغم كل هذه الفوائد المحتملة، إلا أن النتائج النهائية على المدى الطويل لا تزال قيد الدراسة.
هل هناك مخاطر لنظام كيتو دايت؟
يعد الكيتو دايت من الأنظمة الغذائية الحديثة، ولذلك لا توجد دراسات كافية عن آثاره الجانبية على المدى الطويل.
يتفق العلماء على فاعلية كيتو دايت في خسارة الوزن، ولكن يفضلون ألا يستمر لفترة طويلة أو يصبح أسلوب حياة.
من الممكن أن تتسبب الدهون في العديد من الأضرار الصحية إذا اعتمدت على مصدر غير صحي للدهون.
بالإضافة لذلك، هناك بعض الأخطار المحتملة مثل:
نقص العناصر الغذائية
نتيجة لمنع الكثير من الخضر والفاكهة وأيضا الحبوب وبعض منتجات الألبان، قد يتسبب ذلك في نقص المغذيات الدقيقة.
يتسبب نقص المغذيات الدقيقة كالفيتامينات مثل نقص فيتامين ب و سي، والمعادن مثل الماغنسيوم والفوسفور والسيلينيوم في العديد من الأضرار.
لذلك لا بد من التأكد من حصولك على المكملات الغذائية المناسبة لتعويض نقص العناصر الغذائية أثناء إتباع حمية الكيتو.
مشاكل الكليتين
يؤدي نظام الكيتو إلى فقد الجسم العديد من الأملاح، بالإضافة لزيادة نواتج حرق البروتين والدهون.
هذا من شأنه أن يمثل إرهاقا على الكليتين خاصة إذا كنت تعاني من أي من أمراض الكلى.
أمراض الكبد
إذا كنت تعاني من أي مشكلة في الكبد، لن يناسبك كيتو دايت. مع زيادة كمية الدهون في نظامك الغذائي يمكن أن تزيد حالة الكبد سوءا.
مشاكل الجهاز الهضمي
نظام الكيتو هو نظام منخفض الألياف نتيجة منع الحبوب والبقوليات والكثير من الخضر، لذلك قد يتسبب في حدوث الإمساك.
كما أن الألياف تمثل الغذاء الأساسي للبكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي تعمل على حماية الأمعاء من الميكروبات وتقلل الالتهابات.
انخفاض سكر الدم
رغم الآثار الإيجابية للكيتو دايت لمرضى السكري من النوع الثاني، إلا أنه لا يتناسب مع مرضى السكري من النوع الأول.
من الممكن أن يسبب كيتو دايت انخفاضا كبيرا في نسبة السكر، خاصة إذا كنت تعتمد على الأنسولين كعلاج لمرض السكر.
ضعف العظام
من الممكن أن يؤدي نقص المعادن المرتبط بالكيتو دايت إلى هشاشة العظام، حيث يؤثر على كثافة العظام.
تقلبات المزاج
يعتمد الدماغ على الجلوكوز كمصدر أساسي للطاقة. في الحالة الكيتونية يستبدل الجلوكوز بالأجسام الكيتونية، وهذا من الممكن أن يؤدي للارتباك أو تغير المزاج.
كيتو دايت هو نظام غذائي فعال لخسارة الوزن وله العديد من الفوائد الصحية على المدى القصير.
إلا أنه قد يسبب بعض المشكلات إذا تم الاعتماد عليه لفترة طويلة نتيجة افتقاره إلى العديد من العناصر الغذائية.
ولذلك، إذا كنت تعاني من أي مشكلة طبية، عليك استشارة الطبيب قبل أن تحاول تجربة نظام الكيتو.
أما إذا كنت قد قررت تجربة الكيتو دايت، ننصحك بتخطيط وجباتك جيدا للتأكد من أنها وجبات مناسبة غنية بالعناصر الغذائية.
كما ينبغي ألا تهمل تناول المكملات الغذائية وأن تقوم بمتابعة قيم الدم ومستوى المعادن في جسمك.