الحياة الزوجية السعيدة هي هدف يسعى إليه جميع الأزواج حول العالم، فجميعنا نقبل على الزواج ونحن نتمنى أن نعيش حياة سعيدة مليئة بالحب مع شريك حياتنا. وأن تكون الحياة الأسرية المستقرة هي السكن الذي نلجأ إليه في كل الأوقات.
ولكن هذه الحياة المثالية قد يكون من الصعب الحصول عليها، خاصة إذا لم يتعلم الزوجان كيف يحلان مشاكلهما، ويتغلبان على الصعوبات التي قد تواجههم.
لذلك، إليك أهم المفاتيح التي تساعدك على الحصول على حياة أسرية أكثر سعادة واستقرارا.
الوازع الديني هو مفتاح الحياة الزوجية الناجحة
الزواج الناجح يقوم على المودة والرحمة بين الزوجين، كما قال الله تعالى: ” وجعل بينكم مودة ورحمة”.
تحث الكثير من النصوص الدينية في جميع الأديان على المعاملة الحسنة بين الزوجين، وأن يكون كل منهما للآخر السكن والأمان.
لذلك، إذا التزم الزوجان بتعاليم الدين، واتخذها منهاجًا في تعامله مع شريك حياته، فبالتأكيد ستصبح الحياة الأسرية أكثر استقرارا.
ترسم تعاليم الدين حقوق وواجبات كل طرف، وتؤكد على ألا ننسى الفضل بيننا.
هذا يعني أن نحتفظ لشريك الحياة بالرصيد الذي يسمح لنا بالتغاضي عن الهفوات الصغيرة، لتظل العلاقة بين الزوجين مستقرة وهادئة.
الحب دعامة قوية للحياة الأسرية السعيدة
عادة ما تكون النساء أكثر اهتماما بالعواطف والرومانسية، فالمرأة كائن رومانسي بطبيعته تحب إظهار عواطفها والتعبير عنها.
لذلك، كثير من السيدات تشكو إهمال زوجها لهذا الجانب من الحياة الزوجية، فالزوج لا يدرك مدى اهتمام المرأة بالحب والمشاعر.
كما أنه قد يعتقد أنه ليس بحاجة للتعبير عن حبه لها، فقد تزوجا بالفعل ومضت أيام الخطبة والتودد.
لا تقع في هذا الفخ، عزيزي الزوج. تذكر أن زوجتك عطشى لاهتمامك بها، ربما بدرجة تفوق أيام الخطبة.
فهي بحاجة لمعرفة أن حبك لها لا زال حيًا، وأنك لا زلت تترقب مكالماتها وتسعد بالخروج معها والتعبير لها عن حبك.
الحياة الزوجية تقوم على الصراحة المتبادلة
السنة الأولى من الزواج قد تكون هي الأصعب، نتيجة للاختلاف في الطباع والميول ووجهات النظر والتربية المختلفة.
ومن هنا تظهر أهمية الصراحة المتبادلة، حتى يتمكن الزوجان من التوصل إلى التفاهم وتلافي المشكلات في المستقبل.
لذلك، ينبغي عليهم طرح أسباب الخلاف والنقاش باحترام متبادل والاتفاق على الحلول بوضوح وصدق.
وتذكرا أن المشاحنات الزوجية ليست دليلًا على سوء اختيار شريك الحياة، فهي أمور طبيعية تحدث في أي زواج.
ولكن بالصراحة والنقاش المثمر ستتمكنان من تخطي هذه العقبات والتوصل لتفاهم متبادل.
الثقة أساسية للتغلب على الغيرة
كثير من المشكلات التي تواجه الحياة الزوجية سببها الغيرة، خاصة في بداية الزواج أو بين الأزواج صغار السن.
ولأن الثقة هي أمر يكتسب، فإن كل من الزوجين مطلوب منه أن يكسب ثقة شريك حياته.
الثقة هي دعامة قوية للحياة الأسرية، وإذا اهتزت هذه الثقة ولو مرة واحدة، فإن هذه العلاقة تصاب بجرح لا يندمل بسهولة.
كما أن الكذب هو مؤشر سيء لمدى اضطراب العلاقة الأسرية، فقد يكون طريق سهل للحل المشكلات، إلا أنه وصفة مؤكدة لخسارة ثقة شريك حياتك.
الاحترام والتقدير أعمدة الحياة الزوجية الناجحة
الاحترام المتبادل صفة لا غنى عنها إذا كنت تحلم بالحصول على الحياة الأسرية السعيدة.
ففقدان الاحترام بين أفراد الأسرة يسبب الكثير من المشاكل، كما أنه يؤثر على الأبناء إلى حد كبير ويمتد هذا التأثير ليصبح عقدة نفسية تؤثر على حياتهم الزوجية المقبلة.
المشاحنات الأسرية قد تحدث في أي علاقة، ولكن لا ينبغي أن نسمح لهذه المشاحنات بالوصول إلى مرحلة عدم الاحترام أو تبادل الإهانات والشتائم.
كما ينبغي على الزوجين عدم إلقاء اللوم على الطرف الآخر أو محاولة استمالة الأبناء إليهم بما يؤثر على صورة الأب والأم في نظرهم.
فالحياة الزوجية مليئة بالتضحيات، ومن أهم هذه التضحيات أن تتعلم ضبط النفس خاصة أمام الأبناء.
الحياة الأسرية تقوم على المشاركة
ليس المقصود بالمشاركة هنا المشاركة في الأعمال المنزلية أو الأمور المادية فقط.
بل الأهم من ذلك هي المشاركة المعنوية، فالأسرة هي وحدة واحدة تشارك بعضها البعض في الأفراح والأحزان.
يحتاج المرء دائما إلى دعم أسرته. فهم أول من يلجأ إليهم إذا واجهته صعوبات الحياة، وأول من يرغب في مشاركتهم لحظات السعادة.
كما أن المشاركة في الأنشطة والهوايات تولد لحظات جميلة من الترابط، بدلًا من أن يتحول البيت إلى جزر منفصلة كل منها له اهتماماته المستقلة.
هذه المشاركة تقوي أواصر الحب والتفاهم بين أفراد الأسرة، خاصة بين الزوجين حيث يشعر كل منهما أن الأخر هو سند حقيقي له.
الحياة الزوجية تزهر بالكلمة الطيبة
الكلمة الطيبة لها تأثير السحر على أقسى القلوب، فكيف نهمل استخدامها مع شركاء حياتنا؟
لا تحتاج الزوجة أكثر من كلمة طيبة أو عبارة حب رقيقة لتلين قلبها وترتسم ابتسامتها وتكسب حبها إلى الأبد.
لا تقلل من تأثير عبارات الحب والاهتمام على زوجتك، فلو عرفت كم تشتاق لهذه العبارات لما نسيتها يومًا.
كما أن الكلمة الطيبة وقت الخصام لها مفعول السحر.
فبدلًا من تبادل الاتهامات والعبارات الجارحة، من الممكن احتواء الخلاف بسهولة أكبر مع بعض العبارات الرقيقة من أي طرف من أطراف الخلاف.
استخدم الكلمات الحانية والعبارات الرومانسية كدرع يحمي علاقتكم الزوجية من النزاعات والاضطراب.
معرفة الحقوق والواجبات
الحياة الزوجية تقوم على العطاء المتبادل، فكل طرف من الطرفين له حقوق وعليه واجبات يطلب منه أداؤها.
تنشأ الخلافات في كثير من الأحيان من إهمال أحد الأطراف واجباته أو مطالبته بما يفوق حقوقه.
ورغم أن الزوجين ليس عليهما أن يعاملا بعضهما بالورقة والقلم كما لو كانا شريكين في شركة أو مشروع تجاري، إلا أن كثير من النزاعات قد تنتهي إذا ما كان كل طرف مدركًا لحقوقه وواجباته.
ثم يأتي بعد ذلك أهمية العطاء والإيثار، ففي كثير من الأحيان سيكون عليك التضحية ببعض حقوقك أو التنازل عنها لكسب ود الطرف الآخر.
إلا أن هذه التضحيات يجب أن تكون متبادلة، حتى يشعر كل طرف أنه في علاقة متوازنة، لا أنه ضحية للطرف الآخر.
الحياة الزوجية قد يقتلها الملل
مع زيادة المسؤوليات وهموم الحياة، قد يقع الزوجين في فخ الملل والخرس الزوجي.
وتتفاقم المشكلة إذا ما كان أحد الأطراف غير مدرك لها، فربما لن يستفيق إلا إذا وصلت بهم العلاقة إلى طريق مسدود.
لذلك، لا غنى عن التجديد في الحياة الأسرية. فمن حين لآخر أنتم بحاجة إلى مغامرة جديدة أو تحدي جديد.
أو حتى الابتعاد عن نمط الحياة اليومي المألوف، وعيش لحظات من السعادة مع شريك الحياة.
جربا أن تعطيا أنفسكما ولو ساعة واحدة من الوقت بعيدًا عن الأشغال اليومية، لتحاولا فيها تجديد علاقتكما واستعادة لحظات الحب والمودة.
اقرأ أيضًا:
أفكار بسيطة لعلاقة رومانسية رائعة بين الشريكين