المذيع الشاب سيف الفوري سطع اسمه بقوة على الساحة الإعلامية الاونة الأخيرة، فهو شعلة نشاط متوقدة داخل التلفزيون العماني أهّلته إلى تقديم أهم وأبرز البرامج «قهوة الصباح» والذي نجح في أن يكون عنوانا ثابتا لكاريزما التألق والإبداع التي تنتجها شاشة التلفزيون العماني مؤخرا.
يتميز الفوري بحسن الإلقاء والحضور القوي،وصوته بجمال الشجن ولأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة فقد حاز الفوري على العديد من الدورات في الإلقاء والتقديم ، وأخذ يتحف الجمهور بإبداعاته المتواصلة وبأسلوبه الشيق الممتع الذي جعله يأخد بمجامع قلوب كل من يتابعه .
« أناقتي» التقت مع المذيع الشاب سيف بن يوسف بن سليمان الفوري ليطلعنا عن بدايته في المجال الإعلامي، وكيف يجهز نفسه يوميا لبرنامج قهوة الصباح ، فضلا عن أهم المهارات والمقومات التي يجب أن يتسم بها المذيع الناجح.
متى ظهرت موهبة التقديم الإذاعي والتلفزيوني للمذيع سيف الفوري؟
أيام الدراسة الأولى والإذاعة المدرسية تعد بالنسبة لكثير من الإعلاميين بمثابة نقطة الإنطلاقة الأولى نحو مجال التقديم الإذاعي والتلفزيوني، أما بدايتي الحقيقية كانت في الصف الحادي عشر ومن خلال متابعتي لحفل تخرج جامعة السلطان قابوس وجدت أمنية والدي أن أقف مكان المذيع راشد السعدي وأقدم الكلمة الرئيسية للحفل.
وكيف عمل المذيع سيف الفوري على تحقيق أمنية والده؟
عملت بجد واجتهاد خلال الصف الثاني عشر للالتحاق بجامعة السلطان قابوس، ومنذ اليوم الأول بالجامعة تقدمت إلى إدارة شؤون الطلبة للتسجيل وخضعت لاختبارات تقديم حفل التخرج لجامعة السلطان قابوس. وبفضل الله قمت باجتياز جميع الاختبارات التي وضعتها لجنة الحكام المعنية بهذا الجانب، وتشرفت بالمشاركة مع المذيع الرئيسي في تقديم حفل التخرج للجامعة خلال أول عام دراسي.
وفيما بعد تم اختياري المقدم الرئيسي لحفل تخرج جامعة السلطان قابوس لمدة 4 سنوات متتالية، لتعد بذلك المرة الأولى التي تسمح فيها الجامعة لطالب أن يقدم حفل التخرج لأكثر من عام.
ثم جاء «أفضل يوم في حياتي ،، يوم تخرجي في 2014» لأقوم بأكثر من دور في الحفل، حيث توليت مهمة التقديم الرئيسي للحفل ومذيع الربط مع المذيع خالد الزدجالي في استديو مفتوح للتلفزيون العماني ، فضلا عن إلقاء كلمة الخريجين واستلام شهادة التخرج، وأيضا تقديم هدية تذكارية لمعالي راعي الحفل ، وتعد هذه الواقعة الأولى من نوعها فى اختيار إدارة الجامعة لطالب يقدم الهدية التذكارية.
المسيرة المهنية داخل التلفزيون العماني متى وكيف بدأت مع المذيع سيف الفوري؟ وما أبرز التحديات التي واجهتك خلال تلك الفترة؟
أثناء الدراسة الجامعية وقبل التخرج بعامين شاركت في مسابقة «مشروع مذيع» على مستوى مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة ، وحصلت على المركز الأول في قراءة نشرة الأخبار، وقد تم اختياري وقبولي من قبل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بعد اجتياز عدة اختبارات.
بدأت مسيرتي المهنية في التلفزيون العماني كمراسل خارجي يقدم تقارير خارجية عن المعارض والمؤتمرات لمدة شهرين، عملت خلالها على تقديم تقارير خارجية لمعرض الكتاب وبرنامج عمان اليوم.
وبفضل الله نجحت في إثبات ذاتي وإمكاناتي خلال أول شهرين من العمل داخل التلفزيون العماني، ليتم ترشيحي لتقديم برنامج « هنا عمان» والذي تغير اسمه بعد ذلك إلى «صباح ومسا». ثم انتقلت للعمل في برنامج قهوة الصباح كمذيع ربط مع المذيع المشهور عبد الله السباح، وتجولت وقتها في جميع أرجاء السلطنة بمحافظاتها وولاياتها ونجحت في تكوين علاقات اجتماعية مميزة خلال تلك الفترة.
ثم رشحت لتقديم برنامج أسبوعي عـُرف بـ «المسابقة العمانية» ليعد أول برنامج خاص بي، ثم قدمت برنامج السهرة الرمضانية وبرنامج السهرة العربية المشتركة وبعض البرامج في الإذاعة، وعقب تخرجي تم توظيفي رسميا لأكون المقدم الرئيسي لبرنامج قهوة الصباح منذ أكثر من عام حتى الآن.
وفي البداية واجهتني تحديات عديدة أبرزها صعوبة التنسيق بين الدراسة الجامعية والعمل داخل التلفزيون العماني، فضلاً عن السفر المتكرر لعدد من المحافظات والولايات بالمواصلات العامة وخلال فصل الصيف.
«قهوة الصباح» من البرامج الرائدة داخل التلفزيون العماني منذ 25 عاما، كيف يستعد سيف الفوري في تقديم أشهر البرامج يوميا؟
قهوة الصباح هو برنامج حواري متنوع يقدم إطلالة سريعة على أهم الأخبار المحلية، كما يُعنى بتقديم الموضوعات الاجتماعية والثقافية والصحية ومناقشة قضايا الأسرة وشؤون المرأة والطفل وغيرها ويتضمن البرنامج مجموعة من الفقرات الترفيهية المنوعة.
ولا يعد تقديم برنامج قهوة الصباح بالأمر البسيط، حيث تناوب على تقديم البرنامج عملاقة الإعلام في السلطنة. ولذلك يجب أن أوجه كل الشكر والتقدير للزميل المذيع عبد الله السباح الذي استفدت منه الكثير في حياتي المهنية وأطمح دائما إلى الوصول إلى المكانة التي يتميز بها عبد الله السباح.
وفيما يخص الأسلوب أو المنهجية التي اعتمدت عليها في تقديم برنامج قهوة الصباح يوميا تركزت على :-
العفوية والسهولة والبساطة في تقديم وتوصيل المعلومة، خاصة أن البرنامج خفيف يلامس أفراد الأسرة كلها.
الاطلاع والقراءة والثقافة في جميع القطاعات والمجالات.
الاستعداد للضيوف من خلال الاطلاع والتجهيز بفترة مسبقة لا تقل عن 12 ساعة قبل البرنامج.
عدم الاعتماد على الأسئلة التي يعدها قسم الإعداد فقط ، بل أضع نفسي مكان المشاهد الذي يرغب في الحصول على معلومات تفصيلية.
ما أهمية التنسيق بين مقدم البرامج وبين فريق الإعداد والتصوير والإخراج؟
نعمل جميعا داخل برنامج «قهوة الصباح» كخلية نحل بقلب واحد وهدف واحد، كما أن هناك اجتماعات دورية لمناقشة الاقتراحات والأفكار الجديدة وتحديد آلية العمل. وأيضا أشارك قسم الإعداد في بعض الأفكار والموضوعات ونوعية الضيوف، لأن الجميع يعمل على هدف الارتقاء ببرنامج قهوة الصباح.
ومن جانبي أتقبل الملاحظات والانتقادات التي قد تأتي من مخرج البرنامج أو فريق الإعداد أو طاقم التصوير، خاصة أن بعضهم لديه الخبرة الكبيرة في هذا المجال والجميع يعمل على إظهار مقدم البرنامج في أبهى صوره ، فدائما أبلغ طاقم العمل بأنني ما زلت في مرحلة التطور والنماء وفي حاجة دائما إلى الملاحظات والانتقادات لتطوير أدائي أمام الشاشة.
من وجهه نظرك ما أهم المهارات والمقومات التي يجب أن يتسم بها المذيع الناجح؟
الثقافة مهمة للمذيع تعززها القراءة والاطلاع، فالاطلاع على مستجدات الأحداث والأمور أمر مهم للمذيع الناجح حيث يتابع الخبر الجديد ويبحث عنه وفيه.
إتقان ومعرفة مخارج الحروف دون أن يتأثر المذيع بلهجة معينة من خلال بيئته.
فصاحة اللسان وجمال نبرة الصوت وأن يكون جهورياً عند الرجال.
الكاريزما أو الحضور وهي موهبة من الله سبحانه وتعالى غير أن الإنسان يمكن أن يتدرب لكي يكون لديه هذا الحضور.
الذكاء فلابد للمذيع أن يكون ذكياً ولماحاً وسريع البديهه لكي يواجه المواقف المحرجة حين يكون على الهواء، ويحسن التعامل معها ، كما يلزمه أن يكون شجاعاً واثقاً من نفسه.
أن يكون طبيعياً غير متكلف في ملامح الوجه و الصوت
حسن المظهر فمن المهم للمذيع التليفزيوني ان يحسن اختيار ملابسه في غير تكلف وبهرجة ، ويعرف كيف يكون أنيقاً وبسيطاً في نفس الوقت.
التفاعل والتجاوب مع الكل وتقبل الانتقادات والملاحظات فيما يخص الأداء .
يسعى بقدر الإمكان إلى تطوير مهاراته ومتابعة كافة البرامج الإعلامية، خاصة إن المشاهد أصبح لديه القدرة الكافية على الحكم على المذيع وأدائه . كما أن التجديد والتطوير وتغير المنهجية التي يركز عليها المذيع من أساسيات نجاحه.
كيف تقيم برامج التلفزيون العماني خلال الفترة الحالية ؟ وهل المحتوى الإعلامي في حاجة إلى تجديد وتطوير؟
الفترة الحالية تتميز بتنوع كبير في البرامج التلفزيونية المقدمة والتي تتناول جميع المجالات، فنجد البرامج الاجتماعية والثقافية والدينية والسياسية والإقتصادية وغيرها، ولكن دائما يكون المشاهد متعطش لأكثر من ذلك ويحتاج إلى برامج تلامس أكثر تفاصيل حياته اليومية.
بشكل عام نحتاج إلى التجديد التنوع في الأفكار التي تلامس أغلب الشارع العماني، وبنظرة تفائلية ومشرقة للقادم يمكن القول بأن العاملين في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لديهم الكفاءة والإمكانات لكي تقود عملية التجديد والتطوير في التلفزيون العماني . كما أن البيئة المحيطة مشجعة للغاية حيث نجد الإستديوهات المجهزة بأحدث الأجهزة والكاميرات والكوادر الفنية المؤهلة ذات الخبرة.
ما أهم النصائح التي تقدمها للشباب العماني ليحذو حذو المذيع الشاب سيف الفوري؟
السعي والعمل بجد وإجتهاد ، وعدم كثرة الشكوى والتذمر.
السعي وراء تحقيق حلمك.
العمل على تطوير مهاراتك وإمكاناتك، والتعرف على كيفية تسويقها بالشكل المناسب.
المذيع الشاب المشهور سيف الفوري له اهتمامات كبيرة بالشعر وحصل على عدة جوائز، أطلعنا عليها؟
حبي وشغفي للشعر بدأ منذ الصف الخامس الإبتدائي، فحصلت على المركز الثاني على مستوى الباطنة في مسابقة الإلقاء الشعري ، بينما في دراستي الجامعية رُشحت للمشاركة في مسابقة شعرية بجامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية ، وحصلت على المركز الثالث في المساجلة الشعرية بين 28 جامعة في الأسبوع الثقافي الخليجي لجامعات دول مجلس التعاون.
وقامت جامعة السلطان قابوس بتكريمي وتم إرسالي إلى ماليزيا وأسبانيا للمشاركة في مسابقات شعرية أخرى.
وقت كبير يقضيه سيف الفوري في الحملات التطوعية، هل يؤثر ذلك على وظيفتك كمقدم برامج؟
المسؤولية الاجتماعية دور أساسي يجب أن يقدمه كل إعلامي في المجتمع، فالحملات التطوعية أنتمي إليها منذ الدراسة الجامعية وأبذل جهداً كبيراً في تأسيس وإدارة الحملات والفرق التطوعية حبا في خدمة المجتمع والوطن.
ومن أهم الفرق التطوعية التي أسستها حملة « ولهم علينا تطوعي» ونظمت العديد من الفعاليات والمناشط التي توعي وتثقف المجتمع بأهمية فئة المسنين والأطفال في بلادنا الحبيبة.