“الربط بين الناس وتحسين الحياة” هي مهمة شركة DHL العالمية، وفي ظل الأزمة الصحية العالمية انتشار فيروس كورونا ، تلعب الخدمات اللوجستية والشبكة العالمية للشركة دورًا مهمًا في إنقاذ الأرواح سواء كان ذلك عن طريق إرسال معدات وإمدادات طبية طارئة إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية ،أو توريد لقاح كورونا إلى دول العالم.
كما كشركة عالمية ، تعد سيناريوهات مخاطر الأوبئة والجائحة جزءًا لا يتجزأ من التخطيط المستمر للمخاطر لمجموعة DHL، ولذلك تتبع المجموعة عملية إدارة شاملة تمكن جميع الأقسام بالشركة من تقديم أفضل العمليات الممكنة للعملاء حتى في حالات الطوارئ.
قطاع الشحن في ظل أزمة كورونا
مع مزيد من التفاصيل تلتقي ” أناقتي” بالفاضل “مصطفى عثمان” مدير عام شركة DHL في سلطنة عمان ليطلعنا على مزيد من المعلومات عن أداء الشركة وأعمالها في الفترة الراهنة.
– جائحة كورونا وتداعياتها على أداء شركة DHL في سلطنة عمان؟
فرضت القيود والتدابير الاحترازية التي فرضتها دول العالم منعاً لتفشي فيروس «كورونا» المستجد واقعاً مغايراً لما كان عليه قطاع الشحن واللوجستيات في السابق، الأمر الذي دفع بالشركات المتخصصة في توصيل الشحنات والمنتجات لعملاء «الميل الأخير» إلى إعادة التكيف مع المتغيرات والمستجدات الجديدة.
كما وخلقت تداعيات انتشار كورونا ارتفاعات مستمرة في حركة الشحن والإمداد، وقد غير ذلك من شكل وخريطة التجارة العالمية.
حيث بات من الضروري جداً التوجه نحو المنصات الرقمية والتجارة الإلكترونية تفادياً لمثل تلك القيود، وكانت حلاً مثالياً أمام الشركات للخروج من هذا المأزق.
– اختلال سلاسل التوريد العالمية، كيف أثرت بشكل عام على عمليات الشركة في السلطنة وعلى المستوى الإقليمي؟
الجائحة تسببت في أزمة هائلة غير مسبوقة في سلاسل التوريد على مستوى العالم، وقد نشأت هذه الأزمة بسبب قلة التخطيط ونقص المرونة لدى العديد من طبقات سلاسل التوريد العالمية وعدم كفاية التنويع في استراتيجيات المصادر.
تُعزى الأزمة الحالية في سلاسل التوريد العالمية بشكل أساسي إلى وقف الإنتاج الصناعي لعدد من الدول بسبب ظروف الإغلاق، إذ تقيد الحركة في تلك المناطق ولا تستطيع الحصول فيها إلا على البنود الأساسية كالمواد الغذائية والدوائية.
إدارة مخاطر سلسلة التوريد قد قفز إلى صدارة جداول أعمال العديد من الشركات بسبب الأزمة الحالية التي تؤثر على سلاسل التوريد، ومن المرجح لهذا أن يظل على رأس أولويات تلك الشركات طويلاً بعد أن يبدأ الخطر الوشيك لفيروس كوفيد-19 في الانحسار.
وعلى المدى الأطول، سيكون التحويل الرقمي لسلسلة التوريد هو الطريقة التي تبدأ من خلالها الشركات بشكل متزايد في وضع الاستراتيجيات وتحقيق مرونة الأعمال لمجابهة اضطرابات سلاسل التوريد.
وفي هذا السياق، يمكن لتحليلات البيانات الضخمة مساعدة الشركات في تبسيط إجراء اختيار الموردين، في حين يتم استخدام الحوسبة السحابية بشكل متزايد لتسهيل علاقات الموردين وإدارتها.
اقرأ أيضًا :كيف تستعد للبقاء في المنزل في زمن الكورونا؟
(دي اتش إل عمان) خلال الأزمة
– ما هي الاستراتيجية التي وضعتها الشركة للتكيّف مع الوضع الجديد على الصعيدين التجاري والداخلي؟
على الصعيد التجاري، تُعد التجارة الإلكترونية المحرك الرئيسي لأعمالنا الفترة الراهنة ونعمل دائمًا على مواكبة التغيرات التجارية العالمية والتكيف معها في جميع الظروف.
نحن نقوم دائمًا بدراسة عملياتنا وتوسيع أسطولنا الجوي لنستفيد من النشاط المتزايد بين آسيا، والشرق الأوسط، وأفريقيا، التي تعد مراكز تجارية حيوية بالنسبة لعملائنا في مختلف أنحاء المنطقة .
أما على الصعيد الداخلي، فإننا نعيد النظر في سياسة “العمل من المنزل”، وإدارة التباعد الاجتماعي بين الموظفين الذين تمثل سلامتهم أولوية قصوى بالنسبة إلينا.
كما نسعى إلى توفير بيئة عمل صحية وتوفير احتياطات السلامة اللازمة في عملياتنا الداخلية.
– من وجهة نظرك ما هي القطاعات أو المنتجات الأكثر تأثراً بتداعيات كورونا وترتبط ارتباطا وثيقا بقطاع الشحن واللوجستيات؟
في ظل جائحة فيروس كورونا تختلف نسبة الضرر على القطاعات الاقتصادية العالمية لتكون قطاعات الملابس والأزياء والفنادق والسياحة والألعاب من أوائل القطاعات المتضررة من تبعات هذه الجائحة.
أما بالنسبة لقطاع الطيران والشحن وتجارة التجزئة وقطع السيارات والسلع الاستهلاكية فإنه الأكثر والأسرع تضررًا.
في حين أن قطاعات المشروبات والمعادن والنفط والغاز والإعلام وشركات الخدمات والأجهزة الإلكترونية ستتضرر ولكن بشكل أقل.
وقد كانت كل من قطاعات الإنشاءات ومواد البناء والدفاع والنقل والتعبئة والتغليف والعقارات وتجارة الأغذية والاتصالات الأقل ضررا من القطاعات السابقة.
أما عن قطاع خدمات الإنترنت وقطاع التجارة الإلكترونية فقد كانت الأعلى استفادة وتم في هذه القطاعات تحقيق أرباح فاقت التوقعات في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
اقرأ أيضًا :مرشد الحكماني نموذج مشرف في تصميم وفن العطور
التوقعات المستقبلية
– ما هي توقعاتكم المستقبلية لقطاع النقل السريع واللوجيستيات عقب انتهاء جائحة كورونا؟
من المتوقع أن يواصل قطاع الخدمات اللوجستية تحوله العالمي نحو الاستدامة والرقمنة، مع استيعاب الخدمات اللوجستية الخضراء والحوسبة السحابية والروبوتات التعاونية وتحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء التي توسع تنفيذها هذا العام.
تزايدت أهمية الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في إدارة الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد وأصبحت جزءا حيويا منها .
كما أنه من المتوقع أن يعيد تشكيل هذه الصناعة في المستقبل.
أما بالنسبة إلى التجارة الإلكترونية فمن المتوقع أن تستمر في النمو.
وعودة شركات السياحة والطيران في دعم الاقتصاد نظرا لإقبال الجمهور على السفر واستمرار نقل البضائع.
– ما هي الاستثمارات التي ستركزون عليها في المستقبل القريب في سلطنة عمان؟
مع استقرار الأوضاع وإعادة فتح المطارات والحدود بشكل تدريجي، سيتعين علينا أن نأخذ في الاعتبار التحول الحاصل في مشهد B2C ، وقدوم موجة جديدة من المستخدمين، مع التركيز بشكل أكبر على استثماراتنا ضمن إطار التوجهات المستقبلية.
نحن بحاجة للمواصلة في تقييم وإعادة هندسة عملياتنا، والنظر في مدى قدراتنا، لنتمكن من تقديم أفضل الخدمات مع عدم الإخلال بنظام التوصيل السريع والسلس الذي نشتهر به.
كما وبلا شك، ستتمحور مساعينا حول تبني الرقمنة، وزيادة عدد الرحلات، وتخصيص السعة الإضافية، وتسهيل إمكانية الوصول إلى وكلاء خدمة العملاء، علاوة على خلق طرق مبتكرة تُعنى بتوصيل “الميل الأخير”.
اقرأ أيضًا : سعيد الوردي أيقونة عمانية في الموضة والأزياء تنطلق للعالمية
الشحن الجوي و لقاحات كورونا
– توصيل المليارات من جرعات اللقاح لفيروس كورونا المستجد إلى دول العالم بأمان. في الوقت نفسه، كيف نجحت الشركة في هذا التحدي الضخم في ظل معاناة صناعة الشحن الجوي العالمي؟
شهد قطاع النقل الجوي تحديات كبيرة جراء تداعيات كورونا نتيجة لقيود السفر ووقف رحلات العديد من شركات الطيران.
وفي الوقت نفسه كانت هناك زيادة في الطلب على الشحن الجوي، ولا سيما لنقل المعدات الطبية ومعدات حماية الأفراد.
كما ومن خلال توظيف خبراتنا اللوجستية وشبكتنا العالمية، تعاونت الشركة مع حكومات العالم والجهات المعنية الصحية لنقل اللقاحات المضادة للفيروس، مع الاستفادة من وسائل النقل البديلة مثل البريد السريع والطائرات المستأجرة والشحن الجوي، وكذلك شبكات الموردين التي تتراوح من شركات النقل إلى شركات التعبئة والتغليف، من أجل توزيع اللقاح.
وخلال الأشهر الأربع الماضية، وزعت ( دي إتش إل) أكثر من 200 مليون جرعة من جميع اللقاحات المعتمدة إلى أكثر من 120 دولة عبر 9000 رحلة طيران، وأكثر من 350 منشأة تابعة للشركة.
وهذا ونجحت الشركة في تأسيس أكثر من 50 شراكة ثنائية ومتعددة الأطراف مع شركاء في كل من قطاع الأدوية والقطاع العام والعديد من الخدمات المخصصة الجديدة من أجل تنفيذ هذه المهام الإنسانية.
– سلاسل التوريد الطبية للقاح كورونا معقدة للغاية، ماهي التحديات اللوجستية التي واجهتكم في عمليات النقل والتخزين؟
التلقيح ضد وباء كوفيد-19 يعد تحديا جديدا بحد ذاته بسبب ثلاثة عوامل هي الوقت الضيق لتلقيح عدد ضخم من الأشخاص، وضرورة التلقيح باستخدام جرعتين ودرجات الحرارة المنخفضة جدا التي يجب تخزين كميات اللقاح فيها.
94 درجة تحت الصفر على مقياس فهرنهايت (70 درجة مئوية تحت الصفر)، في حين أن لقاح الإنفلونزا يمكن حفظه في الثلاجة.
وفقًا للوثيقة البيضاء لشركة (دي إتش إل ) والتي أعلنت عنها مؤخرا، شهد العام الماضي إنجازات مهمة في مجالات البحث والتطوير والإنتاج وإدارة سلسلة التوريد وكذلك السياسات؛ أهمها لقاح تم تطويره أسرع بخمس مرات من أي لقاح آخر في التاريخ.
تم زيادة الإنتاج في وقت قياسي وزيادة الطاقات الإنتاجية للقاح بأربعة أضعاف، عما كانت عليه قبل الجائحة، بينما وزعت الخدمات اللوجستية اللقاح أسرع بثلاث مرات من المعتاد، ناهيك عن بناء سلاسل تبريد غير مسبوقة بدرجات حرارة صارمة تصل إلى – 70 درجة مئوية.