شهدت مدينة القاهرة والعالم أجمع أمس موكب غير مسبوق لنقل 22 من المومياوات التي تعود لملوك مصر القديمة. ويعد موكب المومياوات الملكية الذي ظهر بصورة مشرفة مبهرة، هو حدث تاريخي لا مثيل له.
ثم نقل مومياوات 18 ملكًا و4 ملكات من ملوك مصر القديمة من موقعهم الحالي وهو المتحف المصري الواقع في ميدان التحرير، إلى موقعهم النهائي وهو المتحف القومي للحضارة المصرية الواقع في مدينة الفسطاط.
ظهرت الاحتفالية بصورة مشرفة أبهرت العالم، فقد أفتتحت الفعاليات بعروض موسيقية رائعة الجمال، كما أن العروض الضوئية المسلطة على مسار الموكب ساهمت في إبراز عظمته وجماله.
موكب المومياوات الملكية وروح فرعونية خالصة
جاءت الاحتفالية المبهرة التي حضرها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومدير عام منظمة اليونيسكو أودري أزولاي، مع عدد من المسؤولين والشخصيات العامة حول العالم، بروح مصرية خالصة.
فقد بدا واضحًا منذ اللحظات الأولى من الحفل اهتمام المسؤولين في وزارة السياحة والآثار بأن يخرج الحفل بطريقة معبرة عن الحضارة الفرعونية.
لذلك، وقع الاختيار على أنشودة العظمة لتكون هي أساس اللوحة الموسيقية المعبرة التي توجت الحفل.
أبدعت الأوركسترا بقيادة المايسترو نادر العباسي، وكورال الاتحاد الفيلهارموني، بغناء وعزف الأنشودة بطريقة مبهرة نالت إبداع كل من شاهد الحفل.
حضارة أبهرت العالم ولا زالت تبهره
شمل موكب المومياوات الملكية الفرعونية الذي تحرك مساء أمس السبت من المتحف المصري، 22 مومياء ملكية.
تنتمي المومياوات إلى عصر الأسر ال17 و18 و19 و20. هذه الأسر الفرعونية التي حكمت مصر قديمًا وأنشأت حضارة لا تزال تبهر العالم بأسرارها.
بدأت الرحلة التاريخية من المتحف المصري الواقع في ميدان التحرير، والذي يشهد أعمال تطوير حالية.
شهد المتحف أيضًا إزاحة الستار عن المسلة والكباش التي تتوسط المتحف، وتم إعادة تجديده ليستعد لاستقبال الزوار.
وامتدت الرحلة عبر طريق سيمون بوليفار ثم كورنيش النيل بالقاهرة، حتى وصلت إلى مدينة الفسطاط وهي أول عاصمة إسلامية في مصر.
تم نقل المومياوات إلى المتحف القومي للحضارة المصرية تمهيدًا لافتتاحه للجمهور.
شاركت وزارة الإنتاج الحربي المصرية في الموكب التاريخي بتصميم 22 عجلة حربية فرعونية الطراز.
استخدمت العجلات الحربية التي تماثل الآثار القديمة لنقل المومياوات الملكية إلى مسكنها الجديد.
ردود فعل عالمية حول موكب المومياوات الملكية
تابعت وسائل الإعلام العالمية والعربية بشغف الموكب العظيم لنقل مومياوات ملوك مصر.
سار الموكب لمسافة تصل إلى 5 كيلومترات، وحملت المومياوات على ظهر عربات مزينة على الطراز الفرعوني.
كتب على العربات أسماء الملوك باللغة المصرية القديمة أو الهيروغليفية، وكذلك باللغة العربية.
كما حملت كل عربة متعلقات الملك الذي تحمله، بما في ذلك التوابيت الملكية المبهرة.
ووصفت شبكات الإعلام العالمي الموكب بأنه يبدو كفيلم سينمائي يعبر عن عظمة تاريخ مصر، فهو حدث عالمي لنقل بعض من أعظم كنوز العالم إلى مقرها الجديد.
كما شمل الحفل كلمة للرئيس السيسي، قال فيها أن مشهد الموكب المهيب دليل على عظمة وقدرة الشعب المصري الذي حرس حضارته الممتدة في أعماق التاريخ.
أما د مصطفى إسماعيل، وهو رئيس قسم حفظ المومياوات في المتحف المصري، فقد عبر عن صعوبة عملية نقل المومياوات.
حيث قاد فريقًا من 48 شخص، لتجهيز المومياوات لعملية النقل ووضعها في كبسولة نيتروجين خالية من الأكسجين لحمايتها من آثار الرطوبة.
مشاركة نسائية فعالة في موكب المومياوات الملكية
شهد الحفل التاريخي مشاركة نسائية بامتياز، حيث قام عدد كبير من النجمات المتألقات بالإبداع في هذا الحفل.
شارك في تقديم الحفل عدد من الفنانات مثل الفنانة يسرا، والفنانة نيللي كريم، والفنانة منى زكي، والفنانة هند صبري.
كما شاركت المطربات ريهام عبد الحكيم، ونسمة محجوب، والسوبرانو أميرة سليم في الغناء.
قدمت الحفل المذيعة جاسمين طه، والإعلاميتين آية الغرياني وناردين فرج.
كما حازت العازفة رضوى البحيري عازفة التمباني على إعجاب الحضور بأدائها المبهر.
والعازفة سلمى سرور التي تألقت في استخدام آلة الكمان، وغيرهم من العازفات اللاتي أظهرن براعة فائقة في العزف خلال الحفل العالمي.
المتحف القومي للحضارة المصرية
يقع المتحف القومي للحضارة المصرية في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمدينة القاهرة.
يتميز المتحف بموقع مميز أمام حصن بابليون وبحيرة عين الصيرة في منطقة مصر القديمة، وهو مخصص لمجمل الحضارة المصرية.
وضع حجر الأساس لإنشاء هذا المتحف العظيم في عام 2002، حتى يكون واحدًا من أكبر متاحف الآثار حول العالم.
وخطط لأن يحتوي على أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية، في معرض رئيسي دائم.
تهدف طريقة العرض إلى التعبير عن مراحل تطور الحضارة المصرية عبر العصور، من القديم إلى الحديث.
كما أنه يحتوي على ستة معارض أخرى، تحتوي على مقتنيات تعبر عن النيل، والحضارة، والكتابة، والثقافة، والدولة والمجتمع، والمعتقدات والأفكار.
أصبح المتحف القومي للحضارة المصرية هو المقر الجديد لملوك مصر القديمة، فهو الوجهة التي استهدفها موكب المومياوات الملكية.
كما أنه يحتوي على مساحات للمعارض المؤقتة، ومعرض خاص يعبر عن تطور مدينة القاهرة الحديثة.
موكب المومياوات الملكية يصل إلى هدفه
يشمل المتحف القومي للحضارة المصرية على معرض خاص بالمومياوات الملكية.
ولكن بالإضافة إلى ذلك، تشمل قاعة العرض المركزية عددًا من القطع الأثرية يقرب من 1600 قطعة أثرية.
تنتمي هذه القطع إلى عصور ما قبل التاريخ، ومرورًا بالعصر الفرعوني واليوناني والروماني والقبطي والإسلامي.
كما أن منها ما ينتمي إلى العصر الحديث، وما يعبر عن الموروث الشعبي للمصريين.
وبمناسبة الافتتاح، تم منح تخفيض 50% على سعر تذكرة الدخول لمتحف الحضارات المصرية للمصريين والأجانب.
يمتد الخصم بداية من 4 أبريل حتى 17 أبريل من عام 2021، ويشمل الدخول لزيارة قاعة العرض المركزي.
تضم القاعة المركزية مجوهرات تم تصميمها في العصر المصري القديم وتعبر عن مهارة قدماء المصريين في التصميم.
كما توجد العربة الحربية للملك تحتمس، وأقدم هيكل عظمي يعود عمره إلى أكثر من 30 ألف عام.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد طرف صناعي عمره يفوق 3000 عام، ويعبر عن مدى التقدم العلمي الذي بلغه المصريون القدماء.
كما أن هناك عدد من البرديات والعملات اليونانية، وعملات وقطع نسيج تعود للعصور القبطية والإسلامية.
شاهد حفلة نقل المومياوات الملكية كاملًا في هذا الفيديو.