المذيع عبد الله السباح لــ” أناقتي”
أرفض شخصية المذيع التقليدي … والإعلام متعة وليس وظيفة
بإطلالته وابتسامته وحسه الإنساني الجميل، حفر اسمه في قلوب المشاهدين بذكريات رائعة لا تنسى، عاشق للفن والنجومية والأضواء و الموسيقى والمسرح. المذيع العُماني “عبدالله السباح “من أشهر الوجوه الإعلامية بالسلطنة ارتبط اسمه مع برنامجه المباشر ” قهوة الصباح” الذي يقدمه منذ 14 عاما.
” أناقتي” التقت مع المذيع “عبد الله السباح”، الفنان المرهف الحس بهي الطلة، المقبل دائما على الحياة بروح التفاؤل وحب الطموح متسلحا بطموح يسعى من خلاله أن يصل إلى أعلى مراتب النجاح.. والآن إلى نص الحوار :-
نجومية وشهرة كبيرة وصل إليهما المذيع العُماني “عبد الله السباح” في المجال الإعلامي .
كيف بدأت حكايتك في العمل الإعلامي؟ وماالصعوبات التي واجهتك في بداية المشوار المهني؟
أثناء دراستي الجامعية في دولة الكويت في مجال التمثيل والإخراج المسرحي، تم إجراء لقاء تليفزيوني مع مجموعة من الطلبة والطالبات وكنت من ضمنهم ونجحت في أن أترك بصمة واضحة لدى المسئولين في التليفزيون.
وبعد التخرج مباشرة قدمت أوراقي للعمل في التليفزيون بسبب حبي للشهرة والنجومية، وبعد عام تقريبا تم قبولي لتقديم برنامج “ساعة حظ” عام 1998 في شهر رمضان المبارك. ولعب القدر آنذاك دورا كبيرا حيث قمت بتقديم البرنامج على الهواء مباشرة بعد يومين فقط من توظيفي ومن التدريب ” البروفة”.
حالة من القلق والتوتر الشديدين تعرضت لهما في الحلقات الأولى من البرنامج، فلم يكن لدى أية دراية وخبرة كافية فيما يخص التعامل مع الكاميرات وأماكنها المختلفة أو تلقي التعليمات من المخرج والتحاور مع الضيف واستقبال المكالمات في آن واحد. ساعات طويلة من التحضير والتجهيز لتقديم معلومات ومسابقات تكون مصدرا لبهجة وسعادة المشاهد من جهة، ومصدرا لمعلومة صحيحة وموثقة من جهة أخرى.
وأتقدم هنا بخالص العرفان للمخرج “سعيد موسى” والذي احتضن انطلاقتي الإعلامية، واختارني لهذا العمل إيمانا بإمكانياتي وقدراتي، كما أن برنامج “ساعة حظ” تم عرضه في شهر رمضان وحصد نسبة مشاهدة عالية، والتي كانت سببا في انطلاقتي الحقيقية في المجال الإعلامي.
رغم تخصصك في المسرح إلا أنك اخترت الإعلام مهنة وهواية، لماذا؟
اكتشفت أن عالم المسرح محدود، وبعد التخرج كان المسرح على المستوى العربي في حالة تخبط بين النخبوي والمسرح لعرض ساعات وينتهي بعد إسدال الستار. لم أحس في لحظتها أن المسرح سيحقق أحلامي، ولكن استثمرت معرفتي به في مجال عملي في بعض البرامج مثال “أحلى الذكريات” و”رحَّال”، حيث كنت أحاول تقمص شخصيات تناسب المادة التي تعرض.
من وجهه نظرك: هل الإعلام موهبة مكتسبة أم دراسة وتخصص ؟ وكيف تُعَرِّف كلمة “إعلامي”؟
الإعلام موهبة تصقل بالدراسة، فهناك إعلاميين أبدعوا في المجال الإعلامي ولم يتخصصوا في الإعلام.
مفهوم الإعلامي كبير ويندرج تحته عدد من المقومات لابد أن تتوفر مثل الثقافة الشاملة والخبرة وسعة الاطلاع، وجميعها لا تأتي في ليلة وضحاها.
كما أني لا أحب كلمة إعلامي ولا أحب أن يقول لي أحد أنت إعلامي، فأنا إنسان صاحب فكرة ولي أسلوب وخط معين، فلا أحب أن أعيش في قالب واحد بل أحب أن أكسر حاجز شخصية المذيع التقليدي لأقوم بشخصية متجددة في برامجي فعلى سبيل المثال في برنامج ” رحَّال ” أحببت أن أكون الرحَّال الذي يمشي ويتنقل من مكان لآخر. وكذلك في برنامج “أحلى الذكريات”، فأنا أحب أن أكون المذيع الممثل وليس المذيع التقليدي فالإعلام بالنسبة لي متعة قبل أن يكون وظيفة.
كيف يمكن تطوير المضمون الإعلامي سواء المقروء أو المسموع أو المرئي؟
الحرص على تطوير المضمون الإعلامي يجب أن يكون نابعا من القائمين على المجال الإعلامي المرئي أو المقروء أو المسموع، من حيث تحديث البرامج والتسويق لها وإيجاد مواضيع جديدة وتفاصيل مثيرة تهم المشاهد والسامع والقارئ. فعدم وجود أية معلومات جديدة تُفقِد وسائل الإعلام دورها وأهميتها.
كما يجب على وسائل الإعلام أن تتسلح بالتطوير والإبداع في ظل المنافسة الشرسة مع وسائل التواصل الاجتماعي والتي خطفت الأضواء في مجال الإعلام، وأصبحت الوسيلة الأسرع في توصيل المعلومة والخبر.
هل نجح الإعلام العُماني في أن يعكس واقع الشارع العُماني بمختلف فئاته؟
إلى حد ما، ويتوقف ذلك وفقا لدور الإعلام الحكومي والإعلام الخاص داخل السلطنة. فمثلا أنا أنظر للمشهد الإعلامي من زاوية أن الإعلام الحكومي التنموي له أهداف تنموية واضحة ورسالة اجتماعية وتوجيهية وتثقيفية، أما الإعلام الخاص فيستهدف الربحية من خلال تناول مواضيع مثيرة تستقطب عددا كبيرا من المشاهدين.
من ناحية أخرى …مهما كان عدد البرامج، فمن الصعب أن تلامس كل شرائح المجتمع وكل القضايا. فهذا الأمر صعب وكل موضوع يحتاج لمساحة كبيرة للنقاش فلا يمكن أن يكون هناك برنامج لشهر كامل يتحدث عن نفس المشكلة، وفي نفس الوقت لن تكفي مدته لعرض كل مشاكل المجتمع وقضاياه بتوسع وإرضاء الناس.
كما يجب أن نكون مجتمعا متفتحا واعيا مطلعا على ثقافات الآخرين ولا نكون سلبيين دورنا يكمن فقط في النقد، فالأفراد أنفسهم هم السبب في ارتقاء البرامج ونجاح الإعلام.
هل التحديثات التقنية الجديدة التي أضيفت مؤخرا للتليفزيون ساهمت بالشكل المطلوب في تطوير التليفزيون العُماني؟
التقنية مهمة ومفيدة ولكن الأهم هي العقول المبدعة المجددة المؤمنة بالتطوير والمواكبة والمنافسة، لما يحدث من طفرة إعلامية شرسة لا تسمح إلا بالتحدي والمنافسة والسعي لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين بما يقدمه من موضوعات وأفكار ورؤى.
ماأهم المحطات في حياة المذيع “عبد الله السباح” والتي أثرت على مسيرته المهنية في العمل الإعلامي ؟
– برنامج “دندنة” محطة هامة في مسيرتي المهنية أعتز بها، أجريت من خلالها لقاءات تليفزيونية مع أشهر الفنانيين العرب والخليجيين.
– برنامج “رحَّال”.
– برنامج “وجهة حالية”.
– برنامج ” أحلى الذكريات”
برنامج “قهوة الصباح” هو مفتاح حب المشاهدين للمذيع عبد الله السباح ، كيف تصف فترة العمل في البرنامج؟
برنامج “قهوة الصباح” مثل ابني، أعتز وأفتخر به حيث أمضيت عمري كله في تقديم البرنامج بدون انقطاع ولمدة 14 عاما بشكل يومي. البرنامج أثر فيَّ بشكل كبير ووسَّع مداركي وجعلني أتعامل مع مختلف الفئات من المجتمع.
محطة هامة في حياتي بذلت فيها كل جهودي ونجحت في إضافة أفكار وفقرات جديدة على البرنامج وأهمها فقرة خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة “الإعاقة السمعية” والتي يقدمها المبدع “سلطان العامري”.
وأعتقد أن البرنامج لاقي صدى طيبا عند الناس حتى إنه أطلق عليه “قهوة السبَّاح” وهذا الأمر يسعدني كثيرا ومصدر فخر لي.
ماأوجه الاختلاف بين العمل الميداني للمذيع ومقدم البرامج ؟
الجاهزية أكثر في الاستديو من حيث الكاميرات والديكور والتحضير والإعداد. أما العمل الميداني فجهده مضاعف، حيث يقوم المذيع بتجهيز كل الأمور بمفرده بدون طاقم عمل ويتحدى ظروف مختلفة للتصوير والطقس.
مامقومات الإعلامي الناجح من وجهه نظر “عبدالله السباح “؟
– الثقافة العامة، ليس من خلال القراءة فقط وإنما بالاطلاع والمشاهدة.
– الحرص والسعي على النجاح والشهرة.
– قدرته المعرفية، وسرعة البديهة.
– البساطة في توصيل المعلومة، ومراعاة المشاهد.
– الصدق والأمانة واحترام الغير، وأهم شيء أن يكون إنسانا.
– التحضير والتجهيز للحلقات قبل وقت كافٍ للتصوير.
عملت في التليفزيون والإذاعة، ولكن أيهما يمثل شغفا خاصة لك؟
التليفزيون هو بيتي الأول، أما الإذاعة فتتشابه إلى حد كبير مع المسرح من حيث التواصل المباشر مع الجمهور، فقد تعلم إذا ما كان الجمهور مستمتعا أم لا من خلال ردود أفعالهم المباشرة، أما التليفزيون فلا تكون ردة الفعل مباشرة كالإذاعة ولكن أعلم ردود الأفعال في وقت لاحق. فعلى سبيل المثال برنامج “أحلى الذكريات” قد تم إنتاجه عام 2005، وتمت إعادته على الشاشة مرة أخرى في 2010. وكانت الإعادة سببا في طلب الجمهور لجزء ثان للبرنامج فكان رد الفعل بعد سنوات.
يعتبر التليفزيون أول طريق لشهرة المذيع، فماذا تعني لك النجومية؟
أعشق النجومية وأحبها بكل ما أمتلك من حواس فحلمي أن أكون إنسانا مشهورا وأحيانا يتضايق البعض من هذا الكلام، ولكن ليس هناك مشكلة في أني أعشق النجومية والأضواء. ومنذ أن كنت طالبا وأنا أكرر لزملائي نفس الجملة وهي:( أريد عندما أمشي في مكان ما يقول الناس :إن “عبد الله السباح” مر من هذا المكان)، وحتي الآن لم أصل للنجومية التي أبحث عنها وأتمناها.
ماطموحاتك على المستويين الشخصي والإعلامي؟
على المستوى الشخصي أتمنى الاستقرار والسعادة الأسرية. أما على المستوى الإعلامي فأتمنى تقديم برنامج يحمل اسمي ويتخصص في “التوك شو”