يعد مرض التوحد أو الذاتوية هو أحد اضطرابات التطور، وعادة ما تظهر أعراض المرض في سن الرضاعة وقبل بلوغ الطفل عامه الثالث.
وعلى الرغم من اختلاف الاعراض من طفل إلى آخر، إلا أنها كلها تجتمع في كونها تؤثر على قدرة الطفل على التواصل مع الآخرين.
أصبحت الحالات المشخصة بمرض التوحد في ازدياد مطرد في الآونة الأخيرة.
ولا يزال غير معروف هل هذه الزيادة بسبب تطور الوعي بهذا المرض والقدرة على اكتشافه مبكرا، أم هي زيادة حقيقية في عدد الحالات.
ولكن من المهم معرفة الأعراض المبكرة لمرض التوحد، واكتشافها في أسرع وقت.
أعراض التوحد في سن الرضاعة
حتى إذا كان التشخيص الطبي واحدا، قد يتصرف كل طفل بطريقة مختلفة تماما عن الآخر.
عادة ما تظهر الأعراض في سن الرضاعة في معظم الحالات، ولكن في بعض الأحيان النادرة قد ينمو الطفل بشكل طبيعي خلال السنوات الأولى، قبل أن يبدأ في فقدان المهارات اللغوية التي اكتسبها أو الانغلاق على نفسه.
أهم أعراض التوحد التي قد تظهر على الطفل في سن الرضاعة هي:
تأخر المهارات الاجتماعية
قد تلاحظ الأم أن طفلها الرضيع لا يستجيب عندما تناديه باسمه، كما لو أنه لا يسمعها على الإطلاق.
كما أن تجنب الاتصال البصري المباشر هو علامة تحذير هامة، وكذلك إذا كان الطفل يرفض العناق أو التلامس بأي صورة.
من الممكن أن يبدو الطفل منغلقا على نفسه، يحب اللعب بمفرده ولا يتواصل تماما مع الآخرين ولا يستجيب لمشاعرهم.
تأخر اللغة من أعراض التوحد في سن الرضاعة
قد يكون تأخر اكتساب المهارات اللغوية من العلامات التحذيرية الهامة لمرض التوحد.
عادة ما يبدأ هذا الطفل الكلام في سن متأخرة، بالمقارنة مع إخوته أو الأطفال الآخرين. كما قد يتحدث بصوت غريب أو نبرة غريبة.
قد يكرر الطفل المصاب بالتوحد كلمات معينة أو مصطلحات دون أن يستخدمها بطريقة صحيحة.
ومن العلامات الهامة أيضا هي فقدان القدرة على قول كلمات معينة أو جمل كان يعرفها ويستخدمها جيدا في السابق.
الاضطرابات السلوكية
قد تكون الاضطرابات السلوكية هي أهم أعراض التوحد التي تلفت نظر الأمهات في سن الرضاعة.
يقوم الطفل بتنفيذ حركات متكررة مثل الاهتزاز أو الدوران في دوائر.
كما قد تجد الأم أنه يتبع نمط وطقوس معينة يرفض تغييرها تماما ويفقد أعصابه بشدة إذا ما طرأ عليها أي تغيير.
قد يكون الطفل أيضا حساس بشكل زائد للصوت أو الضوء أو اللمس، وهذا مختلف عما يحدث للأطفال الذين يعانون من فرط الحركة وتشتت الانتباه.