متلازمة القولون العصبي هي اضطراب مزعج يعاني منه الكثير من الناس، فالتقلصات وآلام البطن قد تؤثر عليك بشكل لا تتخيله. ولكن يمكن السيطرة على هذه الأعراض باتباع نظام غذائي للقولون العصبي يعرف باسم حمية الفودماب.
يعتقد البعض أن الأدوية هي العلاج الوحيد لهذه المشكلة، ولكن في الواقع التغذية الصحيحة هي الخطوة الأولى والأهم في العلاج.
هناك كثير من الأنظمة الغذائية التي تساعد على حل هذه المشكلة، ولكن نقدم لك الآن أكثرها فعالية وتأثيرًا.
ما هي متلازمة القولون العصبي؟
تحدث هذه المتلازمة نتيجة اضطراب في حركة الأمعاء، وهو اضطراب وظيفي وليس له سبب عضوي معروف.
يتسبب هذا الاضطراب في حدوث بعض الأعراض شديدة الإزعاج مثل آلام البطن والانتفاخ وعدم الراحة، ولكن لحسن الحظ يساعد اتباع نظام غذائي للقولون العصبي على تقليل هذه الأعراض.
كما يشمل التغير في حركة الأمعاء ما بين الإصابة بالإسهال والإمساك، وهو أكثر حالات الجهاز الهضمي شيوعًا حول العالم.
فهناك حوالي 10-20% من سكان العالم مصابون بمتلازمة القولون العصبي.
تعرف على المزيد عن هذه المتلازمة وأعراضها في هذا المقال.
ما هي أهمية تطبيق نظام غذائي للقولون العصبي؟
يتأثر المصابين بهذه المتلازمة بنوعية الطعام التي يتناولونها بشكل كبير، لذلك عادة ما تشمل خطة العلاج تغييرات في النظام الغذائي.
ننصحك بالاحتفاظ بمذكرة تكتب فيها كل الأطعمة التي تتناولها طوال الأسبوع والكمية التقريبية، وتأثير هذا الطعام على الأعراض.
هذا سوف يسهل عليك تحديد الأطعمة التي سبب ظهورت الأعراض.
هناك الكثير من الأنظمة التي تساعد على التحكم في الأعراض، إلا أن نظام FODMAP الذي تم تطويره مؤخرًا حقق نجاحًا كبيرًا.
ما هي حمية الفودماب FODMAP؟
هذا النظام هو نظام غذائي للقولون العصبي، ابتكره بعض العلماء في أستراليا وحقق الكثير من النجاح والانتشار.
وترمز كلمة FODMAP إلى مجموعة من الأطعمة التي تحتوي على مركبات مثل سكريات قليلة التخمير، وسكريات ثنائية، وسكريات أحادية، والبوليولات.
بعيدًا عن هذه الكلمات المعقدة، تهدف حمية الفودماب إلى منع فئات معينة من الأطعمة التي تحتوي على هذه المركبات.
اكتشف العلماء أن الأمعاء الدقيقة لا تتمكن من امتصاص الأطعمة التي تحتوي على الفودماب جيدًا، وبالتالي تتكون الكثير من الغازات والسوائل.
هذا يمنح البكتيريا الموجودة في القولون فرصة للتكاثر، مما يسبب الانتفاخ وعسر الهضم وتغير حركة الأمعاء.
يعتقد أن اتباع نظام غذائي منخفض الفودماب مفيد للقولون العصبي، حتى أن النتائج أظهرت تحسن الأعراض بنسبة تصل إلى 76%.
حمية الفودماب نظام غذائي للقولون العصبي
تعتمد هذه الحمية على منع الكربوهيدرات التي يصعب على الأمعاء هضمها، والتي تسبب الغازات والإسهال والانتفاخ.
يعتقد أن منع هذه الأطعمة لمدة 6-8 أسابيع ستجعلك تشعر بالكثير من التحسن في أعراض القولون العصبي.
ليست كل الكربوهيدرات ممنوعة أو يجب تقييد تناولها، إليك أكثر الأطعمة عالية الفودماب التي عليك تجنبها:
- الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز:
مثل الحليب والأيس كريم والزبادي والأجبان الطرية مثل الجبن القريش وجبن الريكوتا. - بعض أنواع الفاكهة:
مثل الخوخ والبطيخ والمانجو والتفاح والكمثرى والنكتارين. - البقوليات بجميع أنواعها.
- المنتجات المصنوعة من القمح:
مثل الخبز والمعكرونة وحبوب الإفطار وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على القمح، فهي ممنوعة في نظام غذائي للقولون العصبي. - بعض أنواع الخضروات:
مثل الهليون والخرشوف والبروكلي والبصل والقرنبيط والفطر والثوم وبراعم بروكسل. - شراب الذرة عالي الفركتوز.
- الكاجو والفستق.
حمية الفودماب لا تجبرك على منع هذه الأطعمة وبدائلها، فيمكنك استخدام البدائل الآمنة في هذا النظام.
على سبيل المثال، اختر الحليب الخالي من اللاكتوز أو حليب الصويا بدلًا من الحليب العادي.
إذا شعرت أن تنفيذ نظام غذائي للقولون العصبي صعب عليك، يمكنك التحدث مع متخصص التغذية قبل البدء في هذا النظام.
وذكر نفسك أن النتائج تستحق، فالأعراض المزعجة التي تؤثر على نمط حياتك ستقل إلى حد كبير.
ما هي الأطعمة منخفضة الفودماب؟
هذه هي الأطعمة المسموحة في حمية الفودماب عند اتباع نظام غذائي للقولون العصبي.
فهي تحتوي على نسبة منخفضة من المركبات التي تسبب الأعراض المزعجة.
يمكنك تناول ما تريد من هذه الأطعمة، فلا يفترض بها أن تسبب تفاقم الأعراض لديك:
- منتجات الألبان القليلة أو الخالية من اللاكتوز:
مثل الحليب خالي اللاكتوز وحليب اللوز وحليب جوز الهند وحليب الصويا.
يمكنك تناول الزبادي الخالي من اللاكتوز، وكذلك الأجبان الصلبة فهي تحتوي على نسبة لا تذكر من اللاكتوز. - بعض أنواع الفاكهة المسموحة:
البرتقال والليمون والكيوي والجريب فروت والموز والتوت والشمام والفراولة، كلها فواكه مسموحة يمكنك تناولها. - بعض الخضروات المسموحة:
الجزر والزنجبيل والخيار والباذنجان والخس والزيتون والبطاطس واللفت.
كما أن الثوم المعمر والبصل الأخضر من أنواع الخضروات التي يسمح بها نظام غذائي للقولون العصبي. - البروتينات:
مثل لحم البقر ولحم الدجاج والأسماك والبيض والتوفو. - الحبوب المسموحة البديلة لمنتجات القمح:
يمكنك تناول بدائل آمنة مثل الشوفان ونخالة الشوفان ونخالة الأرز.
كما يمكنك تناول الأطعمة الخالية من الغلوتين مثل المعكرونة المصنوعة من الأرز والذرة والكينوا ومشتقات هذه الحبوب. - المكسرات والبذور:
من الأنواع المسموحة اللوز والفول السوداني والجوز والمكاديميا والصنوبر.
يمكنك تناول هذه الأنواع بحد أقصى 10-15 حبة لكل منهما.
نصائح تساعد على نجاح النظام الغذائي للقولون العصبي
بالإضافة إلى التوجيهات حول نوعية الطعام التي عليك تناولها، هناك بعض النصائح التي تساعد على نجاح هذا النظام:
- تناول وجبات الطعام المطهوة في المنزل، حتى تتمكن من التأكد من مكونات الطعام ومدى ملائمته للحمية.
- احتفظ دائما بمذكرات لما تأكله وتأثيره عليك، لتتمكن من تجنب الطعام الذي يسبب لك الانزعاج.
- التوتر النفسي والقلق له تأثير كبير على القولون العصبي، لذلك جرب طرق الاسترخاء وتخلص من أسباب القلق بقدر الإمكان.
- التمارين الرياضية تساعد على تقليل التوتر، كما أنها تحسن عملية الهضم.
- لا تأكل أكثر من 3 حصص يومية من الفاكهة الطازجة، تحسب الحصة بمقدار 80 جرام من الفاكهة.
- لا تكثر من شرب الشاي والقهوة، الحد الأقصى هو 3 أكواب يوميًا.
- تجنب المشروبات الغازية فهي مضرة بالصحة بشكل عام وتخالف أي نظام غذائي للقولون العصبي.
- إذا شعرت أن الأطعمة الدهنية تسبب لك الانزعاج، قلل منها أو اختر الأطعمة قليلة الدسم.
هذا لا يشمل تناول الأطعمة المقلية، فهي بالتأكيد ضارة بالصحة والقولون أيضًا.
نمط الحياة يؤثر على القولون العصبي
القولون العصبي يختلف عن أمراض التهاب القولون مثل داء كرون والقولون التقرحي، فهما أمراض هضمية من أمراض المناعة الذاتية.
بينما تحدث متلازمة القولون العصبي دون وجود سبب عضوي، إلا أنه الأعراض المزعجة تؤثر على نمط حياتك.
الهدف من اتباع نظام غذائي للقولون العصبي هو الحد من هذه الأعراض والتحكم فيها بقدر الإمكان، فالحمية هي أساس العلاج وتأثيرها قد يفوق تأثير العلاجات الدوائية.
كما أن هناك بعض العوامل الأخرى التي قد تؤثر على الأعراض، مثل التوتر العصبي وبعض الأدوية التي تستخدم لعلاج أمراض أخرى.
أما بالنسبة للسيدات، فالتغيرات الهرمونية خاصة في فترة الطمث تؤثر أيضًا على حالة القولون.
تعرف على المحفزات التي تسبب ظهور الأعراض لديك، ثم حاول التعامل معها إذا كان ذلك ممكنا.
تجنب أسباب التوتر، غير نمط حياتك لكي تقلل من الضغوط اليومية الواقعة عليك، حدد الأدوية التي تحفز الأعراض لديك واسأل الطبيب عن بدائل لها.
مع بعض الوعي والإدراك للمحفزات التي تسبب ظهور الأعراض، ستتمكن من السيطرة على أعراض القولون العصبي بنجاح.