شهدت مصادر التعلم الذاتي طفرة ملحوظة في السنوات الأخيرة، فأصبح الإنترنت حافلًا بمواقع التعليم عن بعد في كافة المجالات تقريبًا.
ساعدت هذه الوسائل على استمرار الدراسة والتعلم خاصة بعد ظهور فيروس كورونا المستجد الذي شل الحياة العلمية والعملية.
كما أن عدد كبير من جهات العمل أصبحت تقبل تعيين من يمتلك مهارات العمل دون أن يمتلك شهادات أكاديمية.
هذا ما دفع الكثير من المختصين إلى القول أن العمل الرقمي هو المستقبل، ولذلك فمن المهم أن تطور مهارات الدراسة والتحصيل لديك.
ما هي فوائد التعلم الذاتي؟
الفائدة المعروفة بالطبع هي اكتساب المزيد من المعرفة.
ولكن علاوة على ذلك، فإنه يساعد على تطوير مهاراتك وزيادة خبراتك، وذلك من خلال التطبيقات العملية والدراسية.
إليك بعض الأسباب التي تشجعك على اتخاذ هذه الخطوة:
- يساعدك على تطوير مهارات حل المشكلات ووضع الخطط وإدارة الوقت.
- التعليم عن بعد خال من الإجهاد، فأنت مستقر في بيئة الدراسة المناسبة.
- التعلم الذاتي يسمح لك بالعمل وفقًا لرغبتك الشخصية وجدولك الخاص، دون مواعيد نهائية أو إنذارات.
أنت من تضع الخطط وتحدد أهدافك، وتشعر بالرضا المطلق عندما تحققها. - تكتسب المزيد من المهارات مثل مهارات التواصل والبحث.
- يمكنك اختيار طريقة الدراسة التي ترغب بها، عبر الانترنت ومقاطع الفيديو أو الندوات أو المقالات أو غيرها من الوسائط المتنوعة.
لتحصل على هذه الفوائد، إليك بعض الطرق التي تساعدك على الاستفادة من وقتك جيدًا والتحصيل بشكل أفضل.
7 نصائح لزيادة فاعلية التعلم الذاتي
الفضول مستحب
الخطوة الأولى التي تشجعك على تعلم أي شيء، هي أن تكون مهتمًا به وتشعر بالفضول تجاهه.
الرغبة في المعرفة هي ما يجعلك متحمسًا للاستمرار في التعلم الذاتي وتطوير مهاراتك.
لذلك، لا تنزعج من شعورك بالفضول حول أمر ما أو تكبت نفسك عن التساؤلات، فهذه التساؤلات تفتح لك آفاق مختلفة.
اسمح لنفسك بطرح الأسئلة والبحث عن أفضل مصادر تقدم خدمة التعليم عن بعد في المجال الذي ترغب في خوضه.
عندما لا يشعر الطالب بالفضول الكافي، فهذا يؤدي إلى الاستيعاب بشكل أقل وعدم تحقيق الاستفادة الكاملة.
حدد هدفك من التعليم عن بعد
سواء كنت تعتمد على التعلم الذاتي عند الحاجة إليه فقط، أو تستخدمه كحل بديل للدراسة المنتظمة، فأنت بحاجة لتحديد أهدافك.
قبل الالتحاق بأي دورة تدريبية أو تعليمية، ينبغي أن تكون مدركًا للأهداف التي ترغب في تحقيقها منها.
لا تضع كثير من الأهداف، فهذا يجعلك تتشتت وتفقد قدرتك على التركيز في موضوع واحد.
كما ننصحك بألا تلتحق بأكثر من دورة في نفس الوقت، حتى تتمكن من منح كل منها الوقت والتركيز الكافي.
حدد أهدافًا قريبة حتى تشعر بالإنجاز عند تحقيقها، وأهدافًا بعيدة متتالية تدفعك لمواصلة المسيرة.
عندما تقدم على البدء في التعلم الذاتي لمجال جديد، ابدأ أولا بالأساسيات حتى تكون نظرة عامة عن الموضوع.
بعد التأكد من أنك قد أصبحت ملمًا بالفكرة العامة، يمكنك التعمق في الدراسة شيئًا فشيئًا.
التنوع في مصادر التعلم الذاتي
من أفضل مزايا التكنولوجيا الحديثة، أن لديك الكثير من المصادر المتاحة لتعلم أي شيء ترغب في دراسته ومعرفة المزيد عنه.
عندما تقرر البدء في التعليم عن بعد، ستجد أن هناك دورات مجانية أو مدفوعة، مقالات كثيرة، كتب إلكترونية وغيرها الكثير من المصادر.
لا تعتمد على مصدر واحد فقط لاكتساب معلوماتك، فالتنوع في المصادر يجعلك تحصل على قدر كبير من المعرفة ويثري أفكارك.
ولكن في الوقت ذاته، ليس عليك التنقل كالفراشة من موقع إلى آخر، فالعبرة ليست بالكثرة.
ضع خطتك للتعلم الذاتي وابحث عن أفضل المصادر التي تستقي منها معلومات كافية ذات جودة عالية وتواكب آخر التطورات.
افحص المصادر المختلفة واختر من بينها ما يتوافق مع أهدافك، ويلبي احتياجاتك وفقًا للمستوى الذي وصلت إليه في الدراسة.
لا تماطل في التعليم عن بعد
البدء في التعلم الذاتي بعد فترة طويلة من التوقف قد يكون عملًا صعبًا.
قد تشعر بالتردد حول العودة إلى مقاعد الدراسة، والشك في قدرتك على التحصيل والإنجاز كما لو كنت لا تزال صغيرًا.
ولكن تذكر أنك كلما واصلت تأجيل هذه الخطوة، كلما ازدادت صعوبتها.
ضع جدولًا يتناسب مع متطلبات حياتك الحالية، وابدأ في تطبيقه على الفور.
لا تترك فجوات تسمح لك بالمماطلة، ذكر نفسك لماذا تحصل على هذه الدورات وكيف سيفيدك ذلك في حياتك المهنية أو الخاصة.
قم بتقييم نفسك ولاحظ التحسن في مستواك، وهذا سوف يشجعك على مواصلة الدراسة.
جهز البيئة المناسبة للتعلم الذاتي
بيئة التعلم لها تأثير كبير على فاعليته وجودته، فهي تؤثر على قدرتك على التركيز والتحصيل.
لكي تتمكن من الاستفادة مما تدرسه عليك أن توفر بيئة مناسبة للدراسة، بعيدة عن مكان الضوضاء أو مصادر تشتت الانتباه.
ينبغي أن يكون مكان الدراسة مريحًا، حتى لا تعاني من آلام الظهر نتيجة للجلوس لفترة طويلة.
ولكن ليس مريحًا للدرجة التي تدفعك إلى النوم، ابتعد تماما عن غرفة النوم أثناء التعلم الذاتي.
الأمر الهام الآخر هو الابتعاد عن المشتتات مثل مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل المثال.
عندما تبدأ في التعليم عن بعد، قم بإيقاف نشاطك على مواقع التواصل الاجتماعي مؤقتًا، حتى لا يتشتت تركيز كل لحظة للرد على الرسائل أو التفاعل مع صفحات المواقع.
اقرأ أيضا: 10 نصائح ثمينة لبيئة تعليمية ناجحة
سجل ملاحظاتك الخاصة
كثيرًا ما نعاني من صعوبة تذكر المحتوى الذي درسناه بعد الانتهاء من التعلم الذاتي.
يحدث ذلك نتيجة لأننا نعتمد على ذاكرتنا فقط في التذكر والتحصيل، وتلقي المعلومات بشكل عشوائي.
لذلك، ننصحك بتدوين ملاحظاتك الخاصة وتنظيمها بالشكل الذي يساعدك على تذكرها، مثل الخريطة الذهنية (Mind Map).
بعد انتهائك من الدراسة، قم بتنظيم ملاحظاتك سريعًا وتنسيقها بشكل يسهل عليك استرجاعه.
كما يمكنك مشاركتها مع الآخرين، فهذا يساعد على تثبيت المعلومة.
مشاركة الملاحظات مع زملائك يتيح لك أيضًا توضيح الكثير من المفاهيم، ومعرفة وجهات النظر المختلفة مما يسمح لك بتحسين معرفتك حول الموضوع.
كما قد يتيح لك الوصول إلى المزيد من المصادر الجديدة التي لم تكن تعرفها.
شارك ما تعلمته مع الآخرين
إذا كنت تستطيع شرح ما تعلمته ببساطة وبشكل واضح، هذا يعني أنك تفهمه بشكل جيد.
هذا ليس رأيي الخاص فقط، ولكنه مستوحى مما قاله ألبرت أينشتاين العالم الفذ.
عندما تحاول أن تشرح شيئًا ما للآخرين، فأنت تركز تماما على الموضوع، وقد تتضح لك بعض الأمور التي لم تكن ملمًا بها تماما.
يساعدك الشرح على الفهم بشكل أفضل، كما يمنحك القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات جيدا.
بالإضافة إلى ذلك، فهو يساعدك على أن تنظر لما درسته من منظور مختلف.
والأهم في ذلك، أن المشاركة نوع من رد الجميل والمساعدة في نشر العلم، وهي خطوة جديرة بالاحترام وتدل على قوة الشخصية.
المعرفة شيء يزداد كلما شاركتها مع الآخرين، فكر في مشاركة أفكارك ومعلوماتك مع زملائك في بيئة الدراسة أو المتدربين الآخرين.