مرض الاكتئاب هي مشكلة قد تواجه الرجال والنساء على حد سواء في أي مرحلة من مراحل حياتهم. فهل هناك فارق بين أعراض الاكتئاب عند الرجال والنساء؟
من المعروف أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، ولكن يحتمل أن عددًا كبيرًا من الرجال لا يتم تشخيصه بالاكتئاب رغم إصابته به.
بينما لا تمانع المراة إظهار مشاعرها والتعبير عن حزنها، يميل الرجل إلى إخفاء مشاعره تحت ضغط المجتمع المحيط به.
لذلك، قد يكون أي شخص تحبه يعاني من مرض الاكتئاب، ولكن دون أن تعرف.
هل من السهل تشخيص الاكتئاب عند الرجال؟
تشترك مجموعة من العوامل الاجتماعية والبيولوجية في جعل تشخيص مرض الاكتئاب الذكوري مشكلة حقيقية.
فرغم أن العرض الأساسي للاكتئاب هي الشعور بالحزن والكآبة، يميل الذكور إلى التعبير عن ذلك بإظهار الغضب والمشاعر العدوانية.
كما أن الرجال عادة لا يميلون إلى التحدث عن أنفسهم وعن مشاعرهم الحقيقية خاصة إذا كانت سلبية، فهذا يجعلهم يشعرون بالضعف.
بالإضافة إلى ذلك، تتدخل الموروثات الثقافية والضغط المجتمعي في جعل الرجل أقل حرصا على زيارة الطبيب والبحث عن العلاج.
لذلك، فهناك عدد كبير من الرجال الذين يعانون من أعراض الاكتئاب ولكن دون تشخيص أو علاج.
ما هي أعراض الاكتئاب؟
هناك بعض الأعراض المشتركة التي ترجح الإصابة بالاكتئاب لدى النساء والرجال مثل:
- الشعور المستمر بالحزن واليأس.
- الإجهاد المفرط وعدم الرغبة في القيام بأي شيء.
- اضطرابات النوم سواء المعاناة من صعوبة النوم أو النوم الزائد.
- فقدان الشغف وعدم الشعور بالسعادة أثناء ممارسة أي من الأنشطة المفضلة.
- نوبات من البكاء دون سبب واضح.
يؤثر الاكتئاب على الجسم مما قد يظهر في صورة أعراض جسمانية مثل آلام الظهر، كما قد تتطور أعراض الاكتئاب فيعاني المريض من الأفكار الانتحارية.
ولكن هناك بعض الأعراض التي قد تعد من علامات الاكتئاب عند الرجال، والتي تختلف عن النساء إلى حد كبير.
أعراض الاكتئاب عند الرجال
ليس هناك سبب واضح لهذا الاختلاف بين الرجال والنساء في الأعراض، ولكن عادة ما يعبر الرجل عن حزنه بطريقة مختلفة عن المرأة.
من الممكن أن يكون السبب هو الاختلاف في الهرمونات وكيمياء المخ، كما أن تجارب الحياة وطريقة تربية الذكور تؤثر إلى حد كبير في قدرتهم على التعبير عن عواطفهم بحرية.
لذلك، قد تجد أن أعراض الاكتئاب مختلفة عند الرجل، فهي تشمل:
- السلوك العدواني أو العنيف، مع ميل إلى السيطرة أو التعدي على الآخرين.
- التهرب من العمل أو من الأنشطة اليومية.
- الانفعال الزائد بصورة مبالغ فيها.
- السلوكيات المتهورة مثل القيادة السريعة أو الأنشطة الخطرة.
- عدم القدرة على التركيز وضعف الذاكرة.
- الأفكار المتسارعة التي قد تصل إلى الوسواس القهري.
ليس بالضرورة أن تكون هذه الأعراض دليلًا على الإصابة بالاكتئاب، ولكن من الممكن أن تكون دلالة على اضطرابات عقلية أخرى.
كما أن الرجال نادرًا ما يلتفتون إلى الجانب النفسي ويبحثون عن العلاج المتخصص، لذلك فمن المعتاد أن يتأخر تشخيص الاكتئاب عند الرجال.
ونتيجة لهذا الضغط، قد تظهر الأعراض على صورة أعراض جسدية، مما يزيد من صعوبة التشخيص.
علامات جسدية تدل على الاكتئاب لدى الرجال
يعتقد الكثير من الناس أن الاكتئاب يؤثر فقط على الصحة النفسية، بما انه واحد من الأمراض النفسية.
في الواقع، تؤثر الحالة النفسية على جسمك بالكامل، مما يسبب أعراضًا جسدية ملموسة قد تصل إلى حد المرض العضوي.
كما أن عدد الرجال الذين يذهبون إلى الطبيب بسبب أعراض الاكتئاب الجسدية، يفوق عدد الذين يذهبون بسبب الأعراض النفسية والعاطفية بكثير.
هناك بعض العلامات الجسدية التي قد تكون دلالة على الإصابة بمرض الاكتئاب مثل:
- الشعور بضيق الصدر وصعوبة التنفس.
- الخفقان أو تسارع نبضات القلب.
- مشاكل الجهاز الهضمي مثل الإصابة بالإسهال والإمساك والانتفاخ، وكذلك اضطراب القولون العصبي.
- الصداع المزمن والمتكرر.
- اضطراب الهرمونات الذكورية مثل انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون.
- تغير الوزن بالنقص أو الزيادة دون سبب واضح.
- الضعف الجنسي.
التغيرات السلوكية من أعراض الاكتئاب
التغيرات السلوكية تعد من أشهر الأعراض التي قد تدل على الإصابة بالاكتئاب عند الرجال.
عادة ما تكون هذه الأعراض هي الأكثر وضوحًا للأهل والمحيطين بالشخص المصاب بالاكتئاب، وذلك لأن الرجال يتهربون من مناقشة العواطف والمشاعر في المعتاد.
لذلك، قد يلاحظ الأسرة أنه قد أصبح يتهرب من مسؤولياته الشخصية والعملية، أو يميل إلى العزلة والابتعاد عن التجمعات العائلية.
كما قد يبدأ المريض في التدخين بإفراط أو شرب الكحول والممنوعات، أو ممارسة الأنشطة المحفوفة بالمخاطر مثل القيادة السريعة والمتهورة.
لماذا يصعب تشخيص الاكتئاب عند الرجال؟
تشير الإحصائيات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض الاكتئاب من الرجال. فعدد النساء المصابات بالاكتئاب الشديد يعادل ضعف الرجال تقريبا.
ولكن في الواقع، يحتمل أن هناك عددًا كبيرًا من الرجال يتجنب الذهاب إلى الطبيب أو السعي للحصول على علاج الاكتئاب.
من أهم الأسباب التي تجعل تشخيص الاكتئاب صعبًا أن الرجال يذهبون إلى الطبيب بشكوى جسدية وليست نفسية.
فمن المعتاد أن يسعى الرجال للبحث عن علاج للأعراض الجسدية مثل آلام الجسم أو اضطرابات النوم، وليس أعراض الاكتئاب النفسية أو التغيرات العاطفية.
وهذا ما قد يسبب خطأ التشخيص وبالتالي عدم تلقي العلاج المناسب.
كما أن كثير من الناس يميلون إلى الاعتقاد أن التغيرات السلوكية التي يسببها الاكتئاب هي صفة شخصية في الرجل وليست عرضًا للمرض.
على سبيل المثال: قد نعتقد أن هذا الرجل عدواني بطبيعته أو يلجأ للعنف والغضب الشديد كصفة شخصية.
كما أن الميل إلى المغامرات الخطيرة والقيادة المتهورة وما إلى ذلك من سلوكيات غير منضبطة قد تلاقي تشجيع المحيطين بالشخص خاصة لدى المراهقين والشباب صغير السن.
متى عليك الذهاب إلى الطبيب؟
أعراض الاكتئاب قد تكون خادعة حتى للشخص نفسه، ولكن عليك ألا تشعر بالحرج من مراجعة الطبيب.
مرض الاكتئاب هو مرض خطير إذا لم يتلقى المرء العلاج المناسب، فهو يؤثر على حياتك بأكملها وقد يدفع الشخص إلى الانتحار.
لذلك، إذا كنت أنت أو أي من أفراد عائلتك أو أصدقائك يعاني من التغيرات السلوكية والعاطفية أو الأعراض الجسدية التي ترجح الإصابة بالاكتئاب، فعليك تشجيعه على الذهاب إلى الطبيب وتلقي المساعدة في أسرع وقت.
كما أن هناك بعض النصائح التي قد تفيدك في التعامل مع الاكتئاب، تجدها في هذا المقال.
اقرأ أيضًا:
أعراض الاكتئاب الخفية.. كيف تتعرف عليها؟
9 طرق فعالة للتغلب على الصداع النصفي