استضاف برنامج “حكايتي مع الزمان” على شاشة تلفزيون دبي في حلقته السادسة الممثلة المصرية غادة عبد الرزاق وابنتها ومديرة أعمالها روتانا القزاز، في حوار مع الإعلامية منى أبو حمزة طغت عليه مشاعر الأمومة واللحظات المؤثرة والهواجس من فكرة التقدم في العمر.
في بداية الحلقة وصفت غادة ابنتها بالصديقة وكل شيء في حياتها، أما روتانا فصرّحت بأنها تهتم كثيراً بوالدتها وتعتبرها ابنتها الثالثة، وقد شجعتها على خوض تجربة بالمشاركة في هذا البرنامج، مؤكدة بأنها المرة الأولى التي تطل فيها مع والدتها في مقابلة تلفزيونية.
ومنذ حوالي السنتين طلبت غادة من ابنتها تولي إدارة أعمالها وقد وافقت لأن والدتها بحاجة إلى انسان يقف إلى جانبها ويخاف على مصلحتها وهي تعي أن وجودها إلى جانبها سيمنحها القوة، حيث صرحت غادة أنها لم تقضِ الوقت الكافي مع ابنتها في بداية مشوارها الفني وهذا الأمر كان دائماً يشعرها بالذنب، ولكنها عوضت لروتانا فيما بعد، وقالت إنها واجهت الكثير من الصعوبات في تربية ابنتها كونها كانت عنيدة جداً في طفولتهاـ، في الوقت الذي وصفت أولاد روتانا أنهم مقربين جداً من والدتهم ولكن يطيعونها هي أكثر.
وعن أجمل الأوقات، قالت غادة انهما تستمتعان بوقتهما طوال اليوم منذ وقت تناول الفطور إلى ممارسة الرياضة واللعب مع الأولاد ومشاهدة البرامج والمسلسلات، مشيرة إلى أنها تنتظر رؤية ابنتها في مرحلة متقدمة من العمر ومتحمسة لمعرفة ردة فعلها واكتشاف مشاعرها في هذا الموقف.
ـ في الستين ـ
بعد ذلك، باشر خبراء التجميل بتنفيذ ماكياج التقدم بالعمر على غادة وابنتها، وقد عبّرت غادة عن خوفها من فتح عينيها ورؤية ابنتها، أما روتانا فلم تستطع أن تسيطر على مشاعرها وبكت بحرقة عند رؤية والدتها، قائلة إن والدتها مازالت جميلة وتشبه جدتها ولكن تتوقع أن تبدو أصغر من ذلك في الحقيقة. أما غادة فقالت إنها تشعر أن ابنتها اصبحت ناضجة أكثر في هذا السن وأثنت على أنهما سيقومان بالاهتمام بمظهرهما الخارجي لتجنب الشيخوخة.
وعند رؤية نفسها بالمرآة، قالت غادة لأبنتها بأن لديها كل الحق في البكاء، وقد بدا التأثر والاستغراب واضح على وجهها وصرّحت بأنه لا يمكنها تحمل رؤية مظهرها بهذا الشكل فهذا الشعور يخنقها، كما أعلنت أنها ستعتزل التمثيل في عمر السابعة والستين لأنها عملت في مجال التمثيل لأكثر من 35 سنة وحظيت بتاريخ حافل بالإنجازات، والآن هي بحاجة للاستمتاع بحياتها مع ابنتها واحفادها. وتوقعت غادة أن تبقى على تواصل وصداقة مع النجوم الأقرب إلى قلبها في الوسط الفني مثل زينة وهند صبري ومنى زكي وفيفي عبدو، أما روتانا وعند رؤية مظهرها عبّرت بالقول إنه لا يمكنها أن تصبح بهذا المظهر، وتمنت أن تكون في هذا السن كوالدتها اليوم. معترفة بخوفها من المستقبل.
وفي نهاية الفقرة، شاركت شقيقة غادة، يسرية عبد الرازق، من خلال مداخلة عبر “سكايب” ولم تستطيع أن تتمالك مشاعرها وبكت عند رؤية روتانا على الشاشة، وقالت إنها لم تكن تتوقع رؤيتها في هذه المرحلة المتقدمة من العمر وأن البرنامج منحها لحظة جميلة جداً، كما شبهت يسرية غادة بوالدتهما وتمنت أن يمنحها الله الصحة والعمر المديد وألا يحرمها من ابنتها روتانا. وقالت في نهاية المداخلة، أنها تمنت لو خاضت هذه التجربة معهما.
ـ في الثمانين ـ
سيطرت الصدمة على غادة في هذه المرحلة وبكت عند رؤية ابنتها ووصفت اللحظة بالأصعب، كما تمنت من الله أن يعطيها العمر لرؤية روتانا في هذا السن، وأيقنت بعد هذه التجربة أن التقدم في السن شيء قبيح جداً ولا يمكنها أن تتحمل هذه الفكرة اطلاقاً، كما صرّحت أنها ستكره رؤية نفسها في المرآة بعد اليوم، أما روتانا فتغزلت بوالدتها بالقول “شكلك عجوز ولكن جميل”، وردت غادة بالقول إنه على الرغم من تغيير ملامح ابنتها، لكنها لا زالت ترى روحها وطيبتها وضحكتها.
وانفعلت غادة بشدة عند رؤية نفسها بالمرآة وبكت مجدداً ووصفت المرحلة بالكارثة وأعطت المرآة لأبنتها على الفور، وقالت إن هذه المرحلة جعلتها تشعر أن الوقت قد حان لمغادرة الدنيا وترك ابنتها لوحدها مع أولادها، أما روتانا فسيطرت الصدمة عليها ولم تتقبل مظهرها الخارجي وصرّحت أنها ستهتم بمظهرها لتتجنب الوصول إلى هذه المرحلة الصعبة. وتوقعت أن تجمع في هذه المرحلة من حياتها بين ثلاث صفات سيدة الأعمال الناجحة والأم والجدة.
وفي مرحلة توقف الزمان، وقفت غادة وروتانا أمام المرآة في مصارحة سريعة مع الذات ولكتابة الرسائل. وقالت غادة لنفسها “أحترمك جداً وكنت على قدر المسؤولية، وأنا راضية عن كل شيء قمت به في حياتي” وأضافت “كنت امرأة قوية وتحملت مصاعب الحياة وحققت كل احلامي”، كما وجهت رسالة شكر لأهلها وأصدقائها وجمهورها لوقوفهم إلى جانبها.
أما روتانا، فخانتها الكلمات أمام المرآة فاكتفت بحمد الله لأنه أنعم عليها بأحسن وأجمل أم في العالم وشكرته لأن جميع المقربين منها بصحة جيدة، معترفة أنها متكتمة جداً ولا تعبر عن مشاعرها لذلك وصفت الوقفة بالصعبة، وفي نهاية الحلقة، وجهت غادة وروتانا رسائل مؤثرة إلى خديجة وجورية. فقالت روتانا لأولادها إنهم أغلى شيء في حياتها وتمنت أن يكونوا سنداً لبعضهم وأن يهتموا بدراستهم ومستقبلهم وأن تراهم بأعلى المراتب. أما غادة فوصفت أحفادها بحبايب قلبها وأوصتهم الاهتمام بوالدتهم سواء كانت هي على قيد الحياة أم لا وأن لا يزعلوها أبداً.
ويعد حكايتي مع الزمان (Story of my life) برنامجاً حوارياً لا مثيل له، يكتشف من خلاله ضيفي الحلقة كيف سيكون مظهرهما في مراحل مختلفة من العمر، وذلك من خلال فريق محترف من أهم اختصاصي المكياج والتجميل للإشراف على أدق التفاصيل واضعين بعين الاعتبار العوامل الوراثية وأسلوب الحياة والحالة الصحية المتوقعة للضيوف النجوم، فيما يتابع الجمهور على امتداد الحلقة مراحل تقدم الضيوف بداية من لحظة اشتراكهم في البرنامج وبعد 20 عاماً وصولاً إلى 40 عاماً، لمعرفة ردود أفعالهم وبماذا سيشعرون عند التعرف على نسختهم الأكبر سناً، في الوقت الذي يجيب الضيفان في كل حلقة على مجموع الأسئلة التي تتسم بالعفوية وتدفعهم للحوار العفوي بطريقة تحرك مشاعر الجميع على اعتبار أن هذا التحول الخارجي والتقدم في العمر يمس قلوب النجوم والضيوف والمعجبين على حد سواء.