على مر التاريخ البشري، كان فن الرسم هو وسيلة الإنسان للتعبير عن عواطفه وأفكاره حتى قبل اختراع اللغات، لذلك تعددت انواعه ما بين الرسم على الجدران وعلى الحجر والماء وغيرها، وصولًا إلى الرسم الحديث.
يستخدم الإنسان الوسائط المختلفة في بيئته للتعبير عن الأفكار والأحاسيس التي تجوب بداخله، فهو يترجم هذه الأفكار إلى أشكال أو رسومات.
تخلق هذه الأفكار صفات جمالية معينة، فهي تعد لغة بصرية ثنائية الأبعاد عرفها الإنسان قبل أن يعرف اللغات المنطوقة.
ما هي انواع فن الرسم؟
كغيره من الفنون، يمتلك هذا النوع من الفن أيضا أنواع متعددة لكل منها طابع خاص متميز.
قد يتميز الفنان في نوع واحد من هذه الأنواع، أو قد ينتقل من نوع إلى آخر ليعبر عن أفكاره ومشاعره والصور التي تدور في عقله وقلبه.
الهدف من الرسم هو تحويل المشاعر المحسوسة إلى أفكار مرئية ليتمكن الآخرون من رؤيتها وينتقل إليهم هذا الإحساس مثلك.
لذلك، فالفنان يرى في الرسم وسيلة لتجسيد أفكاره غير المرئية ونقلها إلى عقول الآخرين.
تنقسم انواع فن الرسم إلى:
- الفن التجريدي
- الرسم الهندسي
- الفن التشكيلي
- الفن الزخرفي
- فن التخطيط
- الفن التوضيحي
- الفن القصصي
كما أن هناك أنواع أخرى فرعية مثل رسم الكارتون أو الرسم الكاريكاتوري، فكلها وسائل يستخدمها الرسام للتعبير عن أفكاره المتنوعة.
ما هو الإيبرو؟
الإبرو هو فن الرسم على الماء، وهو واحد من أجمل الفنون التي عرفها الإنسان والذي ظهر أساسا في دولة تركيا ثم انتشر في غيرها من البلدان.
يعتمد هذا الفن على خلط الماء بمواد معينة تجعله أكثر كثافة، ثم تستخدم ألوان خاصة لتلوين السطح وتشكيله.
بعد ذلك يتم نقل هذا الرسم على ورق سميك يتحمل الماء، والهدف منه هو عدم خلط الماء بالألوان الموجودة على سطحه.
يتميز هذا النوع من الفن بإنتاج لوحات رائعة نتيجة للمرونة والانسيابية التي يوفرها الماء، فهو يعد تقنية فريدة بين أنواع الفنون المختلفة.
فن الرسم على الجدران
الرسم على الجدران أو الجرافيتي هو طريقة من طرق التواصل المرئي، استخدمت للتشويق أو جذب انتباه الآخرين.
عثر على رسومات على الجدران في الآثار الرومانية القديمة، وكذلك في آثار حضارة المايا في أمريكا الوسطى,
كما ظهرت رسومات الجرافيتي على صخور يرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر في إسبانيا، وكذلك في كنائس إنجلترا في القرون الوسطى.
رغم جمال هذا النوع من الفنون، إلا أنه نال سمعة سيئة نتيجة ارتباطه بأعمال العصابات والتعبير عن الاحتجاج والثورة أو الغضب.
تطور الرسم حتى الرسم الحديث
عرف الإنسان الرسم من العصر الحجري القديم، حيث جسد رسوماته على جدران الكهوف باستخدام أصباغ صنعها من التراب الملون.
ثم انتقل فن الرسم بعد اكتشاف الورق والخشب والقماش، لتصبح اللوحات ترسم على هذه المواد.
كما شهدت الألوان أيضا تطورا ملحوظا، فقد أصبحت تصنع من ألوان صناعية ومستخلصات نباتية بدلا من المعادن المسحوقة والأتربة.
وخلال عصر النهضة الأوروبية في القرن الخامس عشر، حدث انقلاب في عالم الرسم.
تم اكتشاف أن زيت بذر الكتان هو وسيلة لجعل الألوان مرنة ودائمة، لذلك شهد هذا العصر طفرة ونهضة إبداعية في مجال اللوحات والرسومات.
استمرت هذه النهضة حتى وقتنا الحالي، حيث وصل الفن إلى ما عرف باسم فن الرسم الحديث.
يستخدم هذا المصطلح لوصف الأعمال الفنية التي أنتجت في الفترة ما بين عامي 1860 و1970.
تميزت اللوحات في هذه الحقبة الزمنية بأنماط معينة، وفلسفة مختلفة عن الماضي حيث تخلى الفنانون المعاصرون عن الطرق القديمة في التعبير.
وجربوا أنماطا جديدا في الرسم ووظفوا مواد مختلفة من الخامات، كما اتجهوا نحو التجريد الذي أصبح السمة المميزة لهذه اللوحات.
كيف نشأ الفن الحديث؟
شهد القرن التاسع عشر تغيرات كبيرة ومتزايدة بعد ظهور الثورة الصناعية التي بدأت في القرن الثامن عشر.
أدت هذه الثورة إلى تغيرات هائلة في مجال الصناعة والتكنولوجيا، وبالتالي تضخمت المدن وازدهرت الحياة والحضارة مما أثر بشكل كبير على نمط حياة الأشخاص.
هذه التغيرات الاجتماعية أدت إلى ظهور فئة جديدة ثرية من رجال الأعمال، الذين اهتموا برعاية الفنون وجمعها.
لذلك، كان هذا العصر هو الحقبة الذهبية للفن، حيث تأسست فيه أفضل المتاحف الفنية في العالم بأكمله.