القراءة توسع مداركنا وتنقلنا إلى عالم جميل خيالي، نسرح فيه ونستمتع وننتقل من عالم إلى عالم آخر ومن ومن بلد إلى بلد.
ولكي تستمتع بهذا العالم الجديد، عليك أن تكون دخلت هذا العالم الساحر طواعية وليس مرغما.
حتى تستطيع فهم الاحساس والاستمتاع به، كما لو أنك انتقلت في جولة خيالية ساحرة.
القراءة قد تنقلك إلى فرنسا وتجلس فى برجها العظيم تحتسي قهوتك، وأحيانا تصعد جبال العالم وتنظر للثلوج على أعلى قمة وأنت مستمتع.
ما هي قيمة هذه الهواية الرائعة؟
القراءة تبني إنسان قوي يمكن الاعتماد عليه، بها تستطيع أن تقاوم الجهل والجهال.
فالجهل كارثة كبيرة يمكن أن يهدم ما بناه العلماء فى سنين، لعلنا نستطيع أن نتعلم من علمائنا الكثر وكتبهم باللغة العربية الجميلة.
الإطلاع والثقافة هما حصن يستطيع حمايتك من جميع أنواع الشرور، كما يمكنك الاطلاع على ثقافات الأمم ومعرفة معتقداتهم وآدابهم وتوسع مداركك وتنير عقلك.
فيمكن أن نجالس العالم الكبير أديسون، ويحكى لنا على اختراعاته وعن تعليمه خارج أسوار المدرسة.
كما يمكن أن نجالس عالم صيني عاش قبل ألفي سنة، يحدثنا عن إنجاز الصين في بناء سور الصين العظيم.
أو نعيش مع أحد الجنود، يحكى لنا الحرب التي شارك فيها وفرح معه بالنصر فى بعض المعارك.
أو يبكينا معه بحزنه على الجنود الذين استشهدوا ونشعر معه بمر الهزيمة.
المطالعة واستكشاف هذه النماذج الملهمة تمرن ذاكرتك على حفظ الثقافات الأخرى، وتغوص في أعماقها وترى التاريخ أمامك.
يمكنك قراءة تاريخ الأمم السابقة، لتعرف من خلاله كيفية تفكيرهم وكيف وصلو إلى القمة.
فتتعلم من تجاربهم فتعرف الطريق الصحيح الذى تسلكه لكي تتجنب الأخطاء التي وقعوا فيها.
وتثبت للعالم أن الطريق لمن صدق لا لمن سبق.
القراءة تسمو بالروح
الثقافة تسمو بالروح والعقل أيضا، لذلك لابد من اختيار كتب معينة تستطيع أن تسمو بالعقل.
هناك مجموعة روائية تتحدث عن زمن السلف الصالح اسمها كتب الرقائق.
معظمهم من الزهاد يخاطبون الروح ويعرضون عن متاع الدنيا ولذلك يصل حديثهم للروح بسهولة ويسر.
والقراءة أيضا علاج، قد تجد دوائك في كتاب تقرأه، فتعرف أسباب مشكلتك وأصلها وعلاجها.
كما أنها تعلمك الحكمة، فعندما تنصت أكثر من أن تتكلم وتقرأ للحكماء سوف تتعلم منهم خلاصة تجاربهم فى الحياة.
فيصبح لك حكمتك الخاصة بك وتتوقف وقتها عن تقليد الآخرين ويكون لك منهجك الخاص.
لماذا تهمنا الثقافة والإطلاع؟
القراءة مهمة جدا لجميع أفراد المجتمع، فأول كلمة نزلت في القرآن الكريم هي كلمة “اقرأ”عندما نزل جبريل عليه السلام على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
عندما يقرأ أبناء المجتمع ينخفض معدل الفساد والجريمة، فهي تبنى العقول.
كما أنها تفتح العقل لكي يميز بين الخير والشر، وبين الأخلاق الحميدة والأخلاق الفاسدة.
ولهذا يجب على الدول زيادة عدد المكتبات ويكون استعارة الكتب بالمجان أو بقيمة رمزية حتى تصبح في متناول الجميع.
كما يمكن عمل مسابقات جماعية بين الطلبة، حتى تنتشر ثقافة حب الكتب فى المجتمع ويصبح نوع من الإدمان الجميل.
ماذا يحدث عند توقفنا عن القراءة ؟
ما الذي قد يحدث للورود الجميلة إذا توقفنا عن سقيها بالماء وقمنا بإهمالها؟
بالتأكيد سوف يصيبها الذبول وتنتهى حياتها.
وكذلك فراخ الطيور الصغيرة ماذا يحدث لها إذا لم ترجع لها أمها مساء لكى تطعمها؟ هل يمكنها الحياة بدون طعام؟
كذلك القراءة لها تأثير لا يضاهى على حياة الإنسان، فبدون الثقافة والإطلاع والتحضر تصبح حياة الإنسان أشبه بالحياة البدائية.
لذلك، من المهم غرس حب الثقافة في أطفالنا على وجه الأخص، حتى نبني جيل جديد مثقف وواعي.