مرض النقرس هو أحد أنواع التهابات المفاصل التي تسبب ألمًا شديدًا وتورم المفاصل، يسمى أيضًا باسم داء الملوك، فما هي أسباب وأعراض هذا المرض وكيف يمكن علاج نوبات الألم؟
يحدث هذا المرض على شكل نوبات تأتي وتذهب بشكل متكرر، مما يؤدي إلى إيذاء الأنسجة في منطقة الالتهاب.
يعد داء الملوك هو التهاب المفاصل الأكثر شيوعًا بين الرجال، فهم الأكثر عرضة للإصابة به، بينما تصبح النساء أكثر عرضة له في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
ما هو مرض النقرس؟
هو نوع من التهابات المفاصل التي تتسم بنوبات الألم الحادة المفاجئة.
قد تصيب هذه النوبات أي شخص، وتتسم أعراض النقرس بظهور تورم واحمرار شديد في واحد أو أكثر من المفاصل.
عادة ما يظهر الألم عند اللمس وخاصة في إصبع القدم الكبير، فهو المكان الأكثر شهرة لظهور الأعراض.
تبدأ النوبة بشكل مفاجئ، وغالبًا ما تحدث في الليل مما يجعلك تستيقظ على شعور بالألم الحارق في إصبع القدم، لتجد المفصل ساخنًا ومتورمًا.
ما هي أعراض النقرس؟
إذا كنت تعاني من داء الملوك، قد تعاني من أي من الأعراض التالية:
آلام المفاصل
تظهر النوبات الحادة في صورة آلام شديدة في المفاصل، كما لو أن المفصل يحترق.
عادة في مفصل إصبع القدم الأكبر ولكن قد يصيب أي مفصل آخر مثل الكاحل والركبتين والمعصمين والمرفقين وأصابع اليدين.
يزداد الألم حدة بمرور الوقت حتى يصل إلى أقصى درجة بعد 4-12 ساعة من بداية النوبة، قبل أن يبدأ في الاختفاء تدريجيًا.
عدم الارتياح
يظهر الشعور بعدم الراحة في بعض المفاصل بعد اختفاء الألم الحاد، ويستمر هذا الشعور لمدة بضعة أيام، كما قد يستمر إلى بضعة أسابيع.
إذا كانت هذه النوبة هي الأولى، فمن المتوقع أن تستمر أعراض النقرس لفترة أطول في المرات اللاحقة.
كما قد تصيب المزيد من المفاصل في الهجمات التالية.
أعراض الالتهاب
قد تلاحظ ظهور احمرار وتورم في المفاصل المصابة، كما قد تصبح المفاصل محدودة الحركة مع تفاقم الحالة.
عادة ما تستمر النوبات لمدة 3-10 أيام، ثم تختفي لتظهر لاحقًا بشكل قد يكون أكثر شراسة.
هل يظهر النقرس بدون أعراض؟
بعض الناس لا تظهر لديهم أي أعراض، رغم أن لديهم نسبة مرتفعة من حمض اليوريك في الدم.
ولكن في المعتاد، تظهر الأعراض بسرعة في حالات النقرس الحاد، نتيجة تراكم حمض اليوريك في المفاصل.
بعد اختفاء الهجمة، يحتمل أن تختفي كل الأعراض، ولكن إذا لم تعالج هذا المرض فقد يسبب الضرر الدائم لمفاصلك.
ما هي أسباب النقرس؟
تظهر أعراض النقرس عندما تتراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل، وهذا ما يؤدي إلى الألم الشديد المميز للنوبات.
يقوم الجسم بتكسير البيورينات، وهذا ما ينتج حمض اليوريك. عندما ترتفع مستويات الحمض في الدم تتكون بلورات اليورات.
في الظروف العادية، يخرج الحمض عن طريق البول من الجسم، ولكن إذا كان هناك كميات مرتفعة من حمض اليوريك، أو أن الكلى غير قادرة على إخراجه بالشكل المطلوب، يتراكم في الجسم مسببًا بلورات حادة تشبه الإبر والتي تتراكم في المفاصل.
توجد البيورينات في الطعام الذي نأكله، خاصة اللحوم الحمراء ولحوم الأعضاء مثل الكبد.
كما توجد في المأكولات البحرية مثل السردين والسمون والتونة والأنشوجة، وأيضًا المشروبات المحلاة بسكر الفواكه والمشروبات الكحولية.
ما هي عوامل الخطر لظهور أعراض النقرس؟
هناك بعض العوامل التي تعد من أسباب النقرس والتي تزيد من احتمالية ارتفاع معدل حمض البوليك في دمك.
معرفة هذه العوامل تساعد في علاج النقرس، وتجنب المزيد من النوبات المؤلمة.
من أهم هذه العوامل:
النظام الغذائي
توجد البيورينات التي تعد النواة الأساسية لحمض اليوريك أو البوليك في الطعام.
لذلك، الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والمحاريات، أو المشروبات المحلاة والكحوليات خاصة الجعة، تعد من أسباب النقرس.
تاريخ العائلة مع أعراض النقرس
إذا كان لديك تاريخ مرضي لإصابة أفراد آخرين من عائلتك بالنقرس، هذا يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
زيادة وزن الجسم
السمنة من عوامل الإصابة بمرض النقرس.
فزيادة وزن الجسم عن المعدل الطبيعي تعني أن جسمك ينتج المزيد من حمض اليوريك.
وبالتالي، تواجه الكلى صعوبة أكبر في التخلص من هذا الحمض، مما يؤدي لتراكمه في الدم.
العمر والنوع يؤثر على ظهور أعراض النقرس
يعد داء الملوك أكثر شيوعا بين الرجال، وذلك لأن أجسام النساء تنتج عادة معدلات أقل من حمض البوليك.
عادة ما تبدأ الأعراض عند الرجال في سن مبكرة، ما بين 30-50 سنة.
أما النساء، فهن يصبحن أكثر عرضة للمرض بعد انقطاع الطمث.
التاريخ الطبي
هناك بعض الحالات الطبية التي تزيد من أسباب النقرس، من هذه الحالات:
- ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه.
- السمنة.
- متلازمة التمثيل الغذائي.
- مرض السكري.
- أمراض القلب والكلى.
كما أن بعض الأدوية تزيد من معدلات حمض البوليك، مثل الجرعات المنخفضة من الأسبرين وبعض أدوية ارتفاع ضغط الدم.
إذا كنت تعاني من أعراض النقرس، يحتاج الطبيب إلى معرفة الأدوية التي تتناولها بشكل منتظم.
كما أن التطعيمات والعمليات الجراحية أو الإصابات الحديثة تزيد من فرص حدوث النوبات.
ما هي طرق علاج مرض النقرس؟
بالإضافة إلى الآلام المبرحة التي قد تسببها النوبات، قد يؤدي النقرس إلى بعض المضاعفات إذا ما ترك بدون علاج.
تشمل هذه المضاعفات تكرر الهجمات بشكل أكثر قوة وحدة، كما قد تسبب بلورات اليورات تكون عقيدات أو رواسب رملية.
هذه العقيدات تلتهب وتصبح حساسة للمس ومؤلمة عند ظهور النوبات.
كما قد تسبب النسب المرتفعة من حمض البوليك تكون حصوات الكلى.
لذلك، من المهم علاج أعراض النقرس وإجراء بعض التغييرات في نمط الحياة لتجنب النوبات المؤلمة التي قد تؤدي إلى ضرر دائم في المفاصل.
تعتمد خطة العلاج على شدة الأعراض والمرحلة التي أنت فيها.
هناك نوعين من الأدوية:
أدوية علاج النقرس وتخفيف الألم
تعمل هذه الأدوية عن طريق تخفيف الأعراض وحدة الألم، وتقليل الالتهاب.
من هذه الأدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأسبرين والإيبوبروفين.
ينتمي الكولشيسين والستيرويدات إلى هذه الفئة أيضًا.
أدوية تمنع نوبات النقرس
تعمل هذه الأدوية على خفض مستوى حمض البوليك في دمك، وبالتالي فهي تمنع نوبات الألم المستقبلية.
بعض هذه الأدوية تمنع إفراز حمض البوليك، بينما بعضها يساعد الجسم على التخلص منه عن طريق الكلى.
بالإضافة إلى العلاج الدوائي، قد يقترح طبيبك أن تقوم بإجراء بعض التغييرات في نمط الحياة.
تغييرات نمط الحياة
تساعد هذه التغييرات على تخفيف أعراض النقرس، وتجعلك أقل عرضة للإصابة بالنوبات في المستقبل.
ورغم أن الأدوية بالتأكيد هي الأكثر فعالية، إلا أن هذه التغييرات هامة للغاية.
من أهم هذه التغييرات:
- اختيار الأطعمة التي تتناولها:
تجنب الأغذية الغنية بالبيورينات مثل اللحوم الحمراء ولحوم الأعضاء والمأكولات البحرية التي سبق ذكرها.
يمكنك تناول منتجات الألبان قليلة الدسم، كمصدر بديل للبروتين إذا كنت عرضة للإصابة بأعراض النقرس. - إنقاص الوزن:
الحفاظ على وزن صحي جزء هام من علاج النقرس، فالسمنة واحدة من أسباب النقرس المهمة.
حاول ممارسة نوع من الرياضة الخفيفة التي لا تجهد مفاصلك مثل المشي والسباحة، كما أن ركوب الدراجة الهوائية مفيد للغاية. - الإقلاع عن العادات السيئة:
مثل التدخين وشرب الكحول، فهذه العادات لها دور كبير في ظهور النوبات. - المشروبات الصحية:
بدلا من المشروبات المحلاة بسكر الفركتوز، استبدلها بالمشروبات الصحية أو غير المحلاة.
يعد الماء هو أفضل بديل للمشروبات المحلاة، فهو خال من السعرات الحرارية، كما يساعد الكلى على التخلص من الفائض من حمض اليوريك.