هل تشعرين بأي من أعراض التوتر العصبي؟ هل تظنين أن أعراض التوتر العصبي هي أعراض نفسية فقط؟
جميعنا نصاب بالتوتر العصبي. أثناء رعاية الأطفال، القيام بأعمال المنزل، فترات الامتحانات أو التجارب العاطفية. وأيضا متابعة الأخبار حول العالم وغيرها. بالنظر حولنا سنجد أن حولنا الكثير والكثير من مسببات التوتر العصبي.
التوتر العصبي هو حالة من الإجهاد العقلي أو العاطفي الناتج عن التعرض للكثير من الضغوط الحياتية أو المشكلات العاطفية أو مشاكل الحياة العملية.
في الواقع يعاني أكثر من ثلث البالغين من أعراض التوتر العصبي. ويرتبط التوتر العصبي بالعديد من الأعراض النفسية والجسدية والتي قد يفوتك إدراكها.
ورغم أن القليل من التوتر ليس بالضرورة أن يكون سيئا، إلا أنه يجب أن يكون التوتر مؤقتا.
في الظروف الطبيعية، تنتهي حالة التوتر دون تأثير سلبي مع انتهاء سبب التوتر أو زوال الخطر. لكن في بعض الأحيان يستمر التوتر لفترة طويلة، فيؤدي إلى استجابة الجسم ويظهر ذلك في صورة أعراض نفسية وجسدية متنوعة.
أعراض التوتر العصبي
الخطوة الأولى للتغلب على التوتر هو التعرف على أعراض التوتر العصبي.
عادة لا يدرك المرء إصابته بالتوتر العصبي حتى يصل إلى نقطة الانهيار. يختلف تعامل الأشخاص مع التوتر من شخص إلى آخر، فتختلف بذلك استجابة الجسم للتوتر.
وتختلف أعراض التوتر العصبي وتشمل العواطف والسلوك والقدرة على التفكير وكذلك الحالة الجسدية.
الصداع
يمثل التوتر العصبي السبب الرئيسي للصداع المزمن في أكثر من 50% من الحالات. عادة ما يلاحظ الشخص إصابته بنوبة من الصداع بعد تعرضه لحالة من الإجهاد النفسي أو الضغط العصبي.
ويتميز صداع التوتر العصبي أنه ألم خفيف أو ضغط حول الجبين، مؤخرة الرأس أو الرقبة.
يصفه البعض أحيانا أنه يبدو مثل مشبك يضغط على الجمجمة. وهو النوع الأكثر شيوعا بين البالغين.
الآلام المزمنة
تدل الأوجاع المتكررة على زيادة مستوى التوتر.كما يرتبط الإجهاد اليومي بزيادة مستوى الألم في نفس اليوم.
أثبتت الدراسات أن المصابين بآلام مزمنة لديهم مستويات أعلى من الكورتيزول، وهو مؤشر على الإجهاد لفترة طويلة.
الأرق
يؤدي التوتر العصبي إلى الإصابة بالأرق أو اضطرابات النوم. عادة ما تعاني من الأرق كلما مررت بفترة من الإجهاد النفسي أو التوتر.
ويربط الكثيرون بين الأرق كعرض من أعراض التوتر العصبي وبين الشعور بفقدان الطاقة وعدم القدرة على القيام بالأعمال المطلوبة منك.
أعراض الجهاز الهضمي
هل تعلمين أن الإسهال أو الإمساك قد يكون أحد أعراض التوتر العصبي؟
يؤثر التوتر العصبي تأثيرا مباشرا على الجهاز الهضمي. يظهر هذا التأثير في صورة اضطرابات المعدة أو الإصابة بالإسهال أو الإمساك.
يزداد تأثير التوتر العصبي على الجهاز الهضمي لدى المصابين باضطرابات الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي والتهابات الأمعاء المزمنة.
تغيرات الشهية
من الأعراض الشائعة للتوتر تغيرات الشهية. عندما تشعرين بالتوتر أحيانا تشعرين برغبة في أكل لوح كامل من الشوكولاته، أو مداهمة الثلاجة في منتصف الليل.
يشعر نحو ثلثي المصابين بالتوتر بزيادة الشهية وعادة ما يشعرون بالرغبة في تناول الطعام دون الشعور بالجوع. بينما الثلث الآخر يعانون من فقدان الشهية عند الشعور بالتوتر العصبي.
ولذلك، ترتبط أعراض التوتر العصبي بتغييرات الوزن نتيجة التغيرات في الشهية.
تسارع ضربات القلب
تتسارع ضربات القلب في العديد من الحالات المرضية مثل ارتفاع ضغط الدم واضطرابات الغدة الدرقية.
أيضا الإجهاد أو الأحداث المهمة تؤدي لتسارع ضربات القلب لذلك يعد من أعراض التوتر العصبي.
إذا كنت تقومين بمهمة شاقة أو مرهقة ذهنيا أو تشعرين بالتوتر للقيام بها، جربي الاستماع إلى موسيقى هادئة. أثبتت الدراسات أن ذلك يفيد في منع تسارع ضربات القلب الناتج عن التوتر.
التعرق
يتسبب التوتر العصبي والإجهاد في زيادة التعرق خاصة تعرق الراحتين.
عادة ما تجدين نفسك تشعرين بالتعرق عند التعرض لموقف مخيف أو محرج، كما تختلف رائحة العرق.
تتحكم مجموعة من الأعصاب في الغدد العرقية. عند التعرض للتوتر العصبي، ترتفع درجة حرارة الجسم وتحفز الأعصاب الغدد العرقية لإفراز المزيد من العرق.
الاكتئاب
يؤدي التوتر العصبي المزمن لفترات طويلة إلى الشعور بالكآبة. ترتبط أحداث الحياة المجهدة عادة بنوبات الاكتئاب.
كما يتسبب التعرض للضغوط النفسية لفترات طويلة في زيادة احتمالية تعرضك للاكتئاب.
ظهور حب الشباب
يعد حب الشباب أحد أعراض التوتر العصبي الظاهرة.
ربما لاحظت سابقا ظهور حب الشباب قبل الأحداث المهمة أو المناسبات العائلية التي تشعرين نحوها بالتوتر أو الترقب.
عندما نشعر بالتوتر نميل عادة للمس الوجه أو التربيت على الجبهة. ربما يتسبب هذا السلوك بنقل البكتيريا وانتشار حب الشباب.
التغير في الرغبة الجنسية
يشعر العديد من الأشخاص بتغيرات في الدوافع الجنسية عند التعرض للتوتر. عادة ما يرتبط التوتر العصبي بانخفاض الرغبة الجنسية وعدم الشعور بالرضا.
كما يتسبب التوتر العصبي في تغيرات هرمونية قد تكون من أسباب تغيرات الرغبة.
كيف أتغلب على أعراض التوتر العصبي؟
إذا كنت تعانين من أعراض التوتر العصبي، فهناك الكثير من الخطوات لمواجهة هذه الأعراض.
للتغلب على التوتر فوائد صحية عديدة، كما أن بمعرفة سبب التوتر يمكنك تجنب مسببات التوتر غير الضرورية.
إدارة التوتر العصبي
حاولي إدارة التوتر العصبي والإجهاد عن طريق تغيير أفكارك تجاه مسبب التوتر.
إذا كان مسبب التوتر العصبي قابلا للتغيير فقومي بتغيريه أو تجنبه. قومي بتغيير برنامجك اليومي أو بيئة العمل إذا كانت هي السبب.
أما في حالة إذا كان مسبب التوتر غير قابل للتغيير، حاولي التكيف على الوضع. يمكنك محاولة تغير تفكيرك وشعورك تجاه هذا الوضع، وتقبل أن بعض الأشياء لا يمكن تغييرها.
تمتعي بالمرونة وحاولي تحقيق التوازن بين العمل وأوقات الاسترخاء.
تجنبي العلاقات الاجتماعية المرهقة، حيث أن الهدف من العلاقات الاجتماعية هو التواصل وقضاء وقت ممتع. أما إذا تحولت إلى مصدر للضغط النفسي أو التوتر فتجنبها أفضل.
كما يمكنك إتباع بعض النصائح لتقليل أعراض التوتر العصبي:
- ممارسة تمارين اليوغا والتأمل: تساعد تمارين التنفس والتمدد في التخلص من التوتر والشعور بالهدوء والسلام النفسي.
كما أن الرياضة بشكل عام تعزز الصحة النفسية والمزاجية وتنفس عن التوتر.
- تنظيم الوقت: جربي تنظيم الوقت لتجنب الشعور بالضغط العصبي. خصصي وقتا للراحة والاسترخاء بعد إنجاز مهماتك.
- الحصول على قسط كاف من النوم: تؤدي قلة النوم إلى المزيد من التوتر العصبي.
لذلك حاولي الحصول على قسط كاف من النوم خاصة في الليل. حاولي ألا تقل ساعات نومك عن 7 ساعات يوميا.
- قللي استهلاكك من الكافيين: يوجد الكافيين في العديد من الأطعمة مثل القهوة والشاي والشوكولاته والمشروبات الغازية.
يعمل الكافيين على زيادة التوتر العصبي والأرق، لذلك قللي استهلاكك منه.
- قضاء الوقت مع الأصدقاء أو العائلة: كونك جزء من مجموعة من الأصدقاء أو العائلة يمنحك شعورا بالانتماء والدعم النفسي.
سيفيدك كثيرا تخصيص موعد للقاء أسبوعي مع أصدقائك أو عائلتك. كما أن قضاء الوقت مع الأطفال والأصدقاء يدفع الجسم لإفراز هرمون الاوكسيتوسين (Oxytocin)، وهو أحد وسائل الجسم الدفاعية لمقاومة أعراض التوتر العصبي.
- اضحكي: من الصعب الإبقاء على الشعور بالحزن أو التوتر أثناء الضحك.
حاولي إيجاد شيء مبهج يوميا لفعله، مشاهدة أفلام كوميدية أو الخروج بصحبة أصدقاء يتمتعون بحس الفكاهة.
إذا كنت غير متأكدة أن الأعراض الموجودة لديك هي من أعراض التوتر العصبي، أو إذا كنت حاولت السيطرة على التوتر ولم يحالفك الحظ، راجعي الطبيب.
قد يرغب الطبيب بالتحقق من وجود أسباب أخرى للأعراض التي تعانين منها.