مع تجاوزك سن الأربعين، قد تلاحظ أن ميولك ورغباتك قد تغيرت، وأصبحت أكثر ميلًا إلى العزلة وتتهرب من التجمعات العائلية أو تشعر بفقدان الرغبة في تحمل المسؤولية. فهل هذه هي أعراض اكتئاب أم هي أزمة منتصف العمر؟
تعد هذه المرحلة من أصعب المراحل التي تمر بها، فهي تشهد تغير كبير وشامل في شخصية الرجل وعلاقته بالآخرين.
ففي هذه الفترة، يشعر الرجل بأنه يرغب في العودة إلى سنوات الشباب، ويشعر بحالة من الإنكار الذاتي لفكرة أنه يتقدم في العمر.
ما هي أعراض أزمة منتصف العمر؟
لا تعد هذه المشكلة مشكلة نفسية تستدعي العلاج، ولكنها أقرب ما تكون إلى مرحلة انتقالية.
في هذه المرحلة يبدأ الإنسان في تقييم إنجازاته في الحياة ويتخذ بعض القرارات التي تؤثر في حياته القادمة.
إذا كنت تعاني من هذه الأعراض، فربما أنت في مرحلة أزمة منتصف العمر:
اللامبالاة والخمول
يشعر الرجل في هذه المرحلة باللامبالاة وفقدان الشغف، سواء في حياته الشخصية أو المهنية.
فهو قد يرغب في البقاء مستلقيًا طوال اليوم، أو يشعر بأنه يرغب في تغيير حياته بشكل جذري.
كما ينتابه الشوق لسنوات الشباب عندما كان خالي البال وليس مطالبًا بتحمل مسؤولية أي شيء أو شخص سوى نفسه.
قد ينتاب بعض الرجال الرغبة في اتخاذ قرارات قد تبدو غريبة مثل شراء سيارة مبهرجة أو السفر إلى منطقة نائية من العالم، ولكن ذلك لا يساعد في حل المشكلة.
غياب الأهداف يميز أزمة منتصف العمر
هل تشعر كما لو أن حياتك تعمل على نظام الطيار الآلي؟
قد تشعر أحيانا بالإحباط أو فقدان الهدف الذي يدفعك للعمل أو الحركة. ولكن لا تيأس، فقد تكون هذه هي فرصتك لأخذ استراحة من إدمان العمل.
أعد تقييم أهدافك ورغباتك، وفكر فيما ترغب في تحقيقه في المستقبل. هذه هي الفرصة لتصحيح المسار والتواصل مع رغباتك الحقيقية.
قد يكون الروتين اليومي مملًا ومحبطًا، ولكنه يتطلب منك أقل المجهود لمتابعته.
لذلك، يمكنك استغلال طاقتك في التأمل والتفكير والتخطيط للمستقبل. فكر في إنجازاتك السابقة وما سوف تحققه في سنواتك القادمة.
الغيرة من الآخرين
من أعراض أزمة منتصف العمر أن تصبح أكثر اهتماما بالآخرين من حياتك الخاصة.
قد تجد أنك تقضي الكثير من الوقت في التفكير في الآخرين وتحليل إنجازاتهم ونجاحاتهم بدلًا من التفكير في نفسك ومستقبلك.
كما قد يفاجئك شعورك بالغيرة من بعض الأشخاص المقربين إليك أو رغبتك في مقارنة نفسك بهم.
تذكر أن كل منا تقدم له الحياة مجموعة مختلفة من الفرص.
كما أن إنجازات الآخرين تعتمد على الخيارات التي اتخذوها عندما قدمت إليهم هذه الفرص والتي قد تكون غير متاحة لديك.
ربما إذا كانت قد أتيحت لك نفس الفرص لما اتخذت نفس الخيارات. لذلك، فقد حان الوقت للتوقف عن التفكير في الآخرين والتخطيط لمستقبلك بشكل أفضل.
التغييرات المفاجئة علامة على أزمة منتصف العمر
قد تشعر بالرغبة في إجراء تغييرات كبيرة تختلف عما اعتدت عليه.
على سبيل المثال: قد تستبدل ملابس العمل الرسمية والمملة بالأقمصة ذات النقوش الكبيرة والألوان الصاخبة أو ارتداء الإكسسوارات المبهرجة.
التغييرات الخارجة عن الشخصية ليست بالضرورة شيئًا سيئًا، فقد تكون حياتك بحاجة إلى بعض الألوان والحركة.
كما أن هذا هو الوقت المناسب لإعادة تقييم حياتك وإجراء تغييرات إيجابية.
ولكن ننصحك بأن يكون لديك مرشد أو شخص تثق به يقدم لك ملاحظات صادقة نابعة من القلب، حتى لا تتطرف كثيرًا في هذه التغييرات.
الشعور بالملل وفقدان الرغبة في النجاح
قد ينتابك الشعور بأنك قد شاهدت هذا الفيلم من قبل، عندما تفكر في مسار حياتك.
ولكن خذ بعض الوقت وقم بتخيل حياتك إذا ما استمرت على مسارها السابق.
حدد أهم 5 مجالات في حياتك وما هي النتائج المحتملة إذا استمرت حياتك على نفس المنوال؟ وكيف ستتغير هذه المجالات إذا قمت ببعض التغييرات في حياتك؟
فالحياة قصيرة، لذلك ليس علينا أن نضيعها دون جدوى.
ولكن، رغم القيمة الإيمانية التي نستلهمها من كلمة أن الحياة قصيرة، إلا أن أولئك الذين يواجهون أزمة منتصف العمر قد يصل بهم الأمر أحيانًا إلى التطرف.
فقد يبتعد الرجل عن مهنة الناجحة والمرموقة ويسعى وراء حلم أو شغف قديم، فهو يشعر أنها فرصته الأخيرة لتحقيق أحلامهم.
ولكن من الممكن أن تنال كلًا من لذة النجاح ولذة الشغف أيضا، جرب التطوع في عمل خيري أو عمل غير هادف للربح.
أو حتى قم بالاشتراك في عمل غير تقليدي تشعر بالشغف نحو تجربته ولكن دون أن تهد حياتك المهنية الناجحة.
كيف تتعامل مع أزمة منتصف العمر؟
قد تساعدك هذه النصائح على التغلب على تخطي هذه المرحلة دون أي ضرر:
- لا تتخذ قرارات متسرعة: قد تدفعك الرغبة في التغيير إلى اتخاذ قرارات متسرعة، ولكن ننصحك بالتوقف قليلا للتفكير بروية.
- كن واقعيًا: من المؤكد أن مشاعرك لها كل الاحترام، ولكن حاول أن تكون أكثر واقعية ومنطقية في تفسير مشاعرك وتحليلها.
- فكر بإيجابية: قد تكون أزمة منتصف العمر هي بداية لمرحلة أفضل من حياتك. كن إيجابيًا في تفكيرك وفكر كيف تتخذ قرارات مفيدة لحياتك القادمة.
- اخرج من منطقة الراحة أو الأمان: قد يساعدك القيام بأنشطة جديدة مختلفة عن المعتاد لديك، أو السفر إلى أماكن جديدة والانفتاح على ثقافات أخرى.
- حافظ على نمط الحياة الصحي: مارس الرياضة بشكل منتظم خاصة تمارين الاسترخاء أو اليوغا، كما ننصحك بتناول الأطعمة الصحية المتوازنة.
- كن لطيفًا: قد تواجه بعض ردود الأفعال المحبطة من الأهل أو المقربين خاصة إذا كنت بصدد اتخاذ تغيير كبير في حياتك. تحلى باللطف معهم فهم حريصون على مصلحتك وتصرفاتهم نابعة من الحب تجاهك.
كما قرأت فيما سبق، قد تتشابه أعراض أزمة منتصف العمر مع أعراض الاكتئاب.
لذلك إذا كنت تشعر أنك غير قادر على التعامل مع الأعراض يمكنك اللجوء لاستشارة الطبيب.
ما هو دور الزوجة في هذه المرحلة؟
النساء أيضًا عرضة لأزمة منتصف العمر، لذلك يجب على الزوجين أن يساعد كل منهما الآخر في هذه المرحلة حتى لا تؤثر على حياتهما الزوجية.
إذا كان زوجك قد تخطى سن الأربعين وبدأت تلاحظين بعض التغييرات في تصرفاته، فعليك أن تتحلي بالصبر والحكمة.
فالرجل في هذه المرحلة قد ينتابه الشعور بالفراغ العاطفي، لذلك عليك أن تكوني له الصديقة والسند وليس الزوجة المتسلطة.
قومي باحتوائه وتقبلي التغيير في مظهره وتصرفاته، وامنحيه بعض الحرية في الأمور التي يرغب في تغييرها.
حاولي أن تجددي من حياتكم وابتعدي عن النمطية والروتين، واستغلي هذه المرحلة فقد تكون فرصة لاستعادة ذكريات الشباب ثانية.
اقرأ أيضا: 6 نصائح للحفاظ على صحتك بعد سن الأربعين