يتم إنتاج هرمون الحب بشكل طبيعي في منطقة ما تحت المهاد، حيث تُطلقه الغدة النخامية في مجرى الدم، وتقوم أجسامنا بإنتاج الأوكسيتوسين عادة عندما نقع في الحب أو نشعر بزيادة المشاعر الإيجابية مثل الحنان والاحتواء، ولهذا السبب سمي بهذا الاسم.
يساعدنا هذا الهرمون على توثيق الارتباط بأحبائنا، كما يعزز مشاعر الرضا والأمان والثقة تجاه الأشخاص الذين نهتم بهم بالفعل. وفي هذا المقال سوف نتعرف على كل ما يتعلق بهذا الهرمون.
ما هو هرمون الحب ومتى يفرز؟

يرتبط هرمون الأوكسيتوسين بالعاطفة، كونه يطلق في الجسم عند المرور بمواقف عاطفية تزداد فيها طرق التواصل بين الناس. فنجد أن وظيفة الهرمون الأساسية هي زيادة انقباضات الرحم لتسهيل الولادة وخروج الطفل إلى الحياة. وتعد الولادة من المواقف شديدة العاطفة التي تربط الأم وولدها، وهنا نجد الأوكسيتوسين حاضرًا بقوة.
ويؤثر هرمون الأوكسيتوسين على بناء روابط الثقة بين الأفراد، وتقوية العلاقات، والشعور بالتعاطف مع الآخرين، وأيضا تكوين ذكريات إيجابية. كما يساعد في الحد من مشاعر التوتر والإجهاد النفسي، مما يجعله يساهم في علاج القلق والاكتئاب.
ويتم إفراز هرمون الأوكسيتوسين من الغدة النخامية في منطقة ما تحت المهاد بالمخ. ويرتفع معدل إفرازه عند الشعور بالحب تجاه الجنس الآخر، وأيضا أثناء ممارسة العلاقة الحميمة. ويمكن زيادة معدلاته فى حالة التلامس مع الأحبة، أو ممارسة الرياضة، وغيرها من الأنشطة المفضلة كالموسيقى وغيرها.
زيادة هرمون الحب
من أفضل الطرق الطبيعية التى تساعد على زيادة هرمون الأوكسيتوسين لحياة أكثر سعادة وتوافق مع الشريك هي:
1- ممارسة الرياضة
من الطرق الطبيعية لتعزيز الأوكسيتوسين فى الجسم هي ممارسة الرياضة. حيث لاحظت بعض الدراسات قفزة عالية في مستويات الأوكسيتوسين التي يتم قياسها عند المشاركين بعد القيام بتدريب عالي الكثافة على فنون الدفاع عن النفس.

2- اليوجا تساعد على زيادة هرمون الحب
ممارسة اليوجا لها الكثير من الفوائد، بما في ذلك السيطرة على القلق والتوتر. والتخفيف من الاكتئاب وأيضا الحصول على جودة أفضل في النوم. إضافة إلى تحسين نوعية الحياة، كما أثبتت الدراسات أن اليوجا قد تساعد في زيادة إنتاج هرمون الأوكسيتوسين أيضاً.
حاولت بعض الدراسات الصغيرة إلى استكشاف ما إذا كان ممارسة اليوجا يمكن أن يساعد في زيادة هرمون الأوكسيتوسين لدى الأشخاص المصابين بالفصام أم لا. وهي حالة صحية عقلية غالباً ما تؤدي لصعوبة في التعرف على مشاعر الوجه والصعوبات الاجتماعية الأخرى.
وكانت نتائج الدراسة، إنَّ المشاركين الـ15 الذين مارسوا اليوجا لمدة شهر واحد شهدوا تحسناً كبيرًا في قدراتهم على التعرف على المشاعر والأداء الاجتماعي والمهني. وأصبح لديهم أيضاً مستويات أعلى من هرمون الحب.
3- الاستماع إلى الموسيقى
تذوق الموسيقى يمكن أن يختلف من شخص لآخر، إلا أن معظم الناس يستمتعون بالاستماع إلى جميع أنواع الموسيقى. حيث تساعد الموسيقى في تحسين المزاج والتركيز والتحفيز، كما أنها تساهم في تحسين القدرة على إنشاء روابط اجتماعية، مما يؤثر على هرمون الحب.
ولا تزال هناك أبحاث محدودة على هذا الموضوع، ولكن وجدت بعض الدراسات الصغيرة التى تؤكد على أن الموسيقى يمكن أن تساعد في زيادة مستويات الهرمون في الجسم.

4- التدليك يرفع هرمون الحب
إشارة بعض الدراسات عن تأثير التدليك على زيادة هرمون الأوكسيتوسين، حيث وجدت أدلة تشير إلي أن 15 دقيقة من التدليك لا يمكن أن تساعد الأشخاص على الاسترخاء فحسب، بل يمكنها أيضاً زيادة مستويات هرمون الحب بمعدل كبير.
وظهرت أبحاث أخري بعد ذلك تأكد هذه النتيجة وتتوسع فيها. مع ملاحظة أن مستويات الأوكسيتوسين تزداد أيضاً عندي الشخص الذي يقوم بالتدليك وليس فقط الشخص الذي يحصل عليه. وكثيراً ما يُبلغ الأشخاص عن إحساس بألم وتوتر وقلق أقل بعد التدليك، كما يلاحظ الكثيرون أيضاً تحسناً كبيرًا في الحالة المزاجية ومشاعر أكبر بالرفاهية.
5ـ مشاركة المشاعر والعواطف
يمكن أن يساعد مشاركة حبكِ وعاطفتكِ مع الأشخاص الذين يعنون لك كثيراً في زيادة هرمون الحب بعدة طرق. فغالباً ما تؤدي مشاركة المشاعر مع أحد أفراد الأسرة إلى الرد بالمثل. وقد يؤدي إخبار صديق لك أو زوجك أنكِ تحبينه إلى عناق أو قبلة. كما أن السماح لشخص ما بمعرفة مدى تقديركِ له يمكن أن يزيد من هذه المشاعر الاجتماعية الإيجابية لكلا الطرفين.
6ـ التأمل يرفع هرمون الحب
تساعد ممارسة التأمل اليومية في تقليل التوتر والقلق، وتحسين الحالة المزاجية. وأيضا المساعدة على الشعور بمزيد من التعاطف تجاه النفس والآخرين. ويمكن أن تقطع هذه التأثيرات وقتا طويلاً نحو زيادة إحساسك بالتواصل وتعزيز العلاقة مع الآخرين.
كما يساعد التأمل في إنتاج هرمون الأوكسيتوسين من خلال تركيز التأمل على شخص تهتمين لأمره.

7ـ تناول الطعام مع شخص تهتمين لأمره
مشاركة الطعام مع شخص قريب منك طريقة رائعة للتواصل. حيث يمكن أن يوفر تحضير وجبة مع الأصدقاء أو الشريك على الاستمتاع بالإضافة إلى إشباع المعدة. فأنتِ لا تشاركين الوجبة فقط، بل تقضين الوقت مع الأشخاص الذين تحبينهم. ولا تنسي أن تناول الطعام في حد ذاته يمكن أن يشعرك بالمتعة، مما يساعد في تحفيز إفراز هرمون الحب.
8ـ سلوك الكرم
يمكن أن تؤدي سلوكيات الإيثار والكرم إلى القيام بتعزيز إفراز هرمون الحب. فعند تقديم هدية لشخص ما أو القيام بعمل لطيف يدخل السعادة عليه، سوف يجعلك تشعر بالسعادة.
فوائد هرمون الحب للعلاقات
هرمون الحب له العديد من الفوائد المؤثرة في العلاقات البشرية والجنسية، حيث أنه يساعد على زيادة المتعة والترابط بين الشريكين. كما يساعد هذا الهرمون على زيادة تعلق الزوجين ببعضهما وتقوية روابط العلاقة الزوجية.
وأيضا له تأثيرات إيجابية على العلاقات، فهو يساعد على بناء الثقة وزيادة التعاطف والحنان. بالإضافة إلى تعزيز التواصل بين الشريكين وشعور كل منهما بالآخر بشكل أفضل.
هرمون الحب من الهرمونات المسؤولة عن إفراز حليب الأم و المخاض كما أنه يلعب دورا أساسيا في منح المرأة الشعور بالحب والرغبة خلال العلاقة الزوجية. أما عند الرجل يساعد الأوكسيتوسين في تحريك الحيوانات المنوية، ومنحه الشعور بالثقة بالنفس.

4 هرمونات يفرزها المخ تشعرك بالسعادة
الوقوع في الحب يعمل على زيادة إفراز بعض المواد الكيميائية في المخ ويسبب تغير الهرمونات في الجسم. مما يؤدي إلى الشعور بالسعادة وإضفاء المزيد من البهجة والسرور.
وهناك أربع هرمونات يفرزها المخ فى حالة الوقوع في الحب تؤدي إلى سرعة ضربات القلب وفقدان الشهية والحماس، وهي:
هرمون الدوبامين
يؤدي زيادة إفراز هذا الهرمون إلى التغير في السلوك للأفضل والسعي وراء الهدف. وأيضا يشعر الفرد بالرغبة في ملاحقة الطرف الآخر، كما يجعل الشخص يشعر بالنشوة والسعادة.
هرمون النورإيبينفرين
يعمل الهرمون على زيادة الإحساس بالطاقة، وأيضا زيادة سرعة ضربات القلب، كما يؤدي إلى فقدان الشهية، وزيادة الانتباه.

هرمون السعادة أو السيروتونين
هرمون السيروتونين يعرف بهرمون السعادة، فله دور كبير في شعورك بالسعادة والحب والفرح. ويتسبب انخفاض هذا الهرمون باضطراب الوسواس القهري وغيرها من الاضطرابات النفسية. كما أنه يعمل على زيادة معدل ضربات القلب ويمنح الشعور بالبهجة والفرح في بداية العلاقة.
هرمون الحب أو الأوكسيتوسين
يقوم المخ بإفراز هرمون الأوكسيتوسين في حالات التفاعل بين طرفي العلاقة والمشاركة. كما أكدت الأبحاث على أنه يحسن من الإدراك الذاتي في المواقف الاجتماعية، ويحافظ على ولاء الطرفين لبعضهما.