هل أنت من أعضاء نادي الأربعين؟ إذا كنت كذلك، فلا داعي للشعور بالقلق أو بتقدم العمر. مع إتباع بعض النصائح البسيطة، يمكنك الحفاظ على اللياقة البدنية والصحية المطلوبة بعد سن الأربعين.
مع تقدمنا في العر نكتسب بعض العادات الجديدة السيئة أو الجيدة، أو قد نظل محتفظين ببعض عاداتنا القديمة على مر السنين.
ولكن لأن خلايا الجسم لم تعد كالسابق، فنحن بحاجة لإعادة التفكير في الكثير من الأمور المتعلقة بالحياة، وبذل بعض المجهود لضمان الحفاظ على صحتك وشبابك.
كيف تحافظ على اللياقة البدنية بعد الأربعين؟
بعد بلوغ عامك الأربعين، يصبح فقدان الوزن أكثر صعوبة. وذلك بعكس سنوات الشباب والمراهقة.
كما أن اكتساب الوزن يصبح أكثر سهولة، ويميل الجسم إلى تخزين الدهون في محيط الخصر. لذلك، فقد تضيع الكثير من الوقت في تجربة الأنظمة الغذائية المختلفة دون نتيجة تذكر.
هذا بالإضافة إلى أن الكثير من الرجال في هذا السن يبدأ في تغيير نمط ثيابه، مفضلا ارتداء القمصان الواسعة والتي تخفي الوزن الزائد. وبالتالي هذا قد يشجع إلى إهمال جسده أكثر.
إعادة ضبط الجسم في سن الأربعين
فكر في هذه المرحلة باعتبارها بداية جديدة في حياتك. في الغالب أنت قد أسست أسرة ولديك وظيفة وتنعم بنوع من الاستقرار.
لذلك، أنت لست في حاجة إلى القيام بما هو شائع أو رائج، بل هو الوقت المناسب لك للاستماع إلى جسدك ومعرفة ما هو الأفضل لك.
إذا كان النظام الغذائي الذي نصحك به أصدقائك يشعرك بعدم الارتياح، فلا تتبعه.
ولكن اختر نظاما غذائيا صحيا يناسب طبيعتك وتفضيلاتك الخاصة في الطعام، بهدف الحفاظ على الصحة واللياقة البدنية.
إذا كان الذهاب إلى صالات التمرين يسبب لك الألم أو الإرهاق الزائد، لا تفعل ذلك. استبدل التمارين العنيفة بالمشي لمدة نصف ساعة يوميا على الأقل، فهذا كاف للحفاظ على صحة جسدك وقلبك.
لا تندفع لتقليد صيحات الأنظمة الصحية أو التمارين التي تروج لها وسائل التواصل الاجتماعي، فليس بالضرورة أن تناسبك.
ولكن الأهم هو أن تعرف كيف يمكنك ضبط جسمك ومعرفة استجابته للنظام الغذائي المناسب، مع اختيار تمارين رياضية يمكنك الانتظام في أدائها.
الرياضة ضرورة لتحقيق اللياقة البدنية
بعد بلوغ سن الأربعين، لم تعد التمارين الرياضية رفاهية أو من أجل اكتساب العضلات للمباهاة أمام الأقران، بل هي ضرورة للحفاظ على صحتك.
فمع تقدم العمر، يبدأ الرجال في المعاناة من زيادة الوزن في مقابل خسارة الكتلة العضلية.
ولكن هذه الخسارة يمكن إبطاؤها عن طريق الالتزام ببرنامج رياضي يناسبك. فكر في الأمر على أنه مفتاحك لكي تعيش حياة أطول بصحة أفضل.
قم بتحديد التمارين التي تناسبك والأوقات التي يمكنك فيها أداء التمارين بانتظام.
أنت لست بحاجة لقضاء ساعات يوميا في التمرين، بل يكفيك 30 دقيقة يوميا من التمارين المتوسطة للحفاظ على اللياقة البدنية المطلوبة.
هل أنت بحاجة للمكملات الغذائية بعد سن الأربعين؟
تتغير احتياجات جسمك من العناصر الغذائية وفقا للمرحلة العمرية التي تمر بها.
فما تحتاجه أنت كرجل ناضج يختلف عما يحتاجه الطفل الصغير أو الشاب في مرحلة المراهقة.
وإذا كنت تحرص على تنوع نظامك الغذائي واختيار الأكلات الصحية، فمن المحتمل أنك تحصل على كل ما تحتاجه من العناصر الغذائية.
ولكن في بعض الأوقات قد تكون بحاجة إلى تناول المكملات الغذائية لتعويض نقص أي من هذه العناصر الغذائية الهامة.
من أهم العناصر التي تحتاجها للحفاظ على اللياقة البدنية والصحية بعد الأربعين هو معدن الكالسيوم.
فمع التقدم في السن، تبدأ العظام في فقدان كثافتها لتصبح أكثر هشاشة وضعفا. لذلك، فأنت بحاجة إلى كمية كافية من الكالسيوم للحفاظ على صحة العظام.
كما أن فيتامين د هو أحد العناصر الهامة خاصة إذا كانت طبيعة عملك مكتبية، أو لم تكن تتعرض للشمس بقدر كاف.
لذلك، ننصحك باستشارة الطبيب وسؤاله حول المكملات الغذائية اللازمة لك.
النوم الجيد للحفاظ على اللياقة البدنية
إذا كنت ترغب في عقد اجتماعات عملك دون أن تبدو مرهقا أو كما لو كنت مستيقظا طوال الليل، فعليك الحصول على قدر كاف من النوم يوميا.
يساعد النوم في تنظيم إيقاع الجسم وتعزيز المناعة واللياقة البدنية.
كما أنه يحفز إنتاج المركبات التي تقاوم تأثير الشيخوخة خاصة على عقلك وقدراتك المعرفية.
من هذه المركبات مضادات الأكسدة القوية مثلا الميلاتونين، وهي المادة أو الهرمون المسئول عن علاج اضطرابات النوم.
وأيضا الجلوتاثيون وهرمون النمو، وهي مركبات تقاوم تلف الحمض النووي والأمراض المزمنة والسرطان.
كما أن النوم الجيد مفيد لصحة الجلد، فهو يساعدك في التخلص من الانتفاخات حول العين.
وهو يقلل من احتمالية ظهور التجاعيد والتهابات الجلد، وأيضا البثور والطفح الجلدي.
حفز عقلك باستمرار
بدلا من قضاء وقت فراغك بأكمله في مشاهدة التلفاز أو تصفح الهاتف، حاول القيام بأي نشاط ذهني للحفاظ على صحة عقلك وقدراتك الذهنية.
تعد القراءة أو حل الألغاز أو الألعاب التي تعتمد على تشغيل العقل أمثلة لهذه الأنشطة، فهي تساعد في تنمية قدرات العقل ومهاراته المعرفية.
كما أنها تساعد في محاربة مرض الزهايمر، وإبطاء تأثير الشيخوخة على مهاراتك المعرفية والإدراكية.
للحفاظ على اللياقة البدنية عليك إدراك ما هو مهم
جدول الأعمال المزدحم والتنقل السريع من مكان لآخر والوقوع تحت ضغوط العمل المستمرة.
قد يكون هذا هو نمط حياتك وروتينك اليومي.
ولكن كل هذه الضغوطات والتوتر تجعل من الصعب أن تمتلك الطاقة أو الوقت للاسترخاء أو قضاء الوقت مع الأصدقاء أو العائلة.
بالتأكيد النجاح المهني هو أمر هام وحيوي، ولكن كلما تقدمت في العمر كلما أصبحت أكثر وعيا بما هو أكثر أهمية لك.
فبعد سن الأربعين، تجد أنك أكثر حرصا على قضاء الوقت مع أسرتك والجلوس بينهم. أصبح الحفاظ على صحتك واللياقة البدنية محور أساسي من محاور اهتمامك.
أصبحت تشعر أكثر بقيمة الحياة ويزداد وعيك بمدى أهمية الاستمتاع بها. أصبحت ممتنا لما حققت والأشياء الثمينة التي جنيتها، وبالتالي أصبحت قادرا على الشعور بالرضا والسعادة.
هذا الشعور الإيجابي يجعلك أكثر إقبالا على الحياة وتمسك بها، بعد قضاء الكثير من السنوات في السعي الطموح.
فقد أصبح من حقك الآن التمتع بالحياة والتخلص من الكثير من الضغوط النفسية والجسدية.
لذلك، فإن سن الأربعين قد يكون بداية جديدة لحياتك، بداية لمرحلة من الرضا والسلام النفسي الذي يجعلك أكثر قدرة على الشعور بالسعادة الحقيقية.