هذه التوابل الصفراء الزاهية هي أحد أفراد عائلة الزنجبيل. انتشر استخدامه بكثرة في المطبخ الهندي، ونسب إليه الكثير من الفوائد. فما هي فوائد الكركم الحقيقية وما تأثير مادة الكركمين على صحتك؟
من الممكن أنك تعرف الكركم كنوع من التوابل المستخدمة في الكثير من الوصفات اللذيذة، كما أنها مكون رئيسي في الكاري ويمنح الطعام مذاق مميز ولون أكثر تميزا.
ولكن هل تعلم أن جذور الكركم تستخدم أيضا في صناعة الأدوية؟ يحتوي الكركم على مادة الكركمين الصفراء اللون والتي تستخدم في تلوين الطعام وصناعة مستحضرات التجميل، بالإضافة إلى علاج بعض المشاكل الصحية.
ما هي فوائد الكركم لصحتك؟
يمتلك الكركمين – العنصر الرئيسي في الكركم- تأثيرا مضادا للالتهاب ومضاد للأكسدة أيضا. ولذلك فإن له تأثيرا إيجابيا على الصحة.
ولكن للأسف، هذه المادة يصعب امتصاصها من الدم. ولكن يساعد الفلفل الأسود على ذوبانها. كما أنها تذوب في الدهون لذلك يكون من الجيد تناول الكركم مع وجبة دسمة.
فوائد الكركم كمضاد للالتهابات
الالتهاب هي عملية دفاعية يقوم بها الجسم لمقاومة البكتيريا والميكروبات. فيتم استنفار الجهاز المناعي والخلايا المقاومة للميكروبات لمحاربة البكتيريا الغازية للجسم والتعامل مع الضرر.
ربما يكون الالتهاب الحاد أو قصير الأمد مفيدا لجسمك، ولكن الالتهاب المزمن يهاجم أنسجة الجسم بشكل غير مرغوب فيه.
يعتقد العلماء أن الالتهاب المزمن هو محرك رئيسي لحدوث أغلب الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان وأمراض الدماغ ومشاكل التمثيل الغذائي. لذلك يتم السعي دوما لإيجاد ما يساعد في مكافحة الالتهاب المزمن للوقاية من هذه الأمراض.
يضاهي الكركمين فعالية الأدوية المضادة للالتهابات، مع ميزة إضافية وهي أنه بدون آثار جانبية طالما يتم استخدامه بالشكل الموصى به.
يقوم الكركمين بإيقاف نشاط الجزيئات المسئولة عن تحفيز الجينات المرتبطة بالالتهاب، فيساعد في الوقاية من الالتهاب المزمن الذي يسبب الكثير من المشكلات الصحية.
كما أنه أيضا مادة مضادة للأكسدة بشكل قوي. فيساعد الجسم في التخلص من الشوارد الحرة وتجنب الإجهاد التأكسدي الذي يزيد من تضرر أعضاء الجسم.
فوائد الكركم لصحة المخ
كان الاعتقاد السائد قديما هو أن الخلايا العصبية غير قادرة على الانقسام أو التجدد، ولكن عرف العلماء الآن أن هذا غير صحيح.
خلاياك العصبية قادرة على التكاثر وزيادة عددها في مناطق معينة من الدماغ، كما أنها قادرة على تكوين روابط جديدة أيضا. يتحكم في هذه العملية نوع من هرمونات النمو التي تؤثر على نمو خلايا الدماغ بشكل خاص.
عندما ينخفض مستوى هذا الهرمون، يتأثر نمو الخلايا العصبية كما يحدث في كثير من اضطرابات الدماغ الشائعة مثل مرض الاكتئاب أو الزهايمر.
لحسن الحظ، يساعد الكركمين على زيادة مستوى هذا الهرمون في الدماغ. هذا قد يكون فعالا في علاج أو تأخير بعض أمراض الدماغ الناتجة عن تأثر وظائف المخ.
كما أن الكركم يساعد على تحسين الذاكرة ويجعلك أكثر ذكاءا. ربما الأمر لا يزال تحت الدراسة ولكن النتائج تعد واعدة.
الكركمين يحميك من أمراض القلب
أمراض القلب هي السبب الأول للوفيات على مستوى العالم، لذلك يهتم الباحثون كثيرا بأسباب حدوثها وطرق علاجها.
ورغم أن أمراض القلب معقدة للغاية، إلا أن الكركمين قد يكون فعالا في عكس العديد من الخطوات التي تسبب حدوث مشكلات القلب.
يحسن الكركمين وظيفة بطانة الأوعية الدموية. تكمن أهمية بطانة الأوعية الدموية أنها المحرك الرئيسي لأمراض القلب، خاصة عندما تتأثر قدرتها على تنظيم ضغط الدم أو حدوث تجلط الدم.
لذلك فإن تأثير الكركمين الإيجابي على وظيفة بطانة الأوعية الدموية يؤثر بشكل إيجابي على صحة القلب. كما أن الدراسات تقول أنه فعال بدرجة مشابهة للتمارين الرياضية والأدوية مثل أتورفاستاتين، العقار الشهير في مجال أمراض القلب.
كما أنه يؤثر أيضا كمادة مضادة للالتهاب والأكسدة، فيحمي من الالتهاب المزمن الذي يسبب حدوث ضربات القلب. بالإضافة إلى ذلك، لاحظ العلماء أن تناول الكركمين قبل وبعد جراحات الشريان التاجي خفض من نسبة الإصابة بنوبة قلبية في المستشفى بنسبة 65%.
فوائد الكركم في علاج السرطان
يحدث السرطان نتيجة نمو الخلايا غير المنضبط، مما يؤثر على الخلايا السليمة ووظيفة الجزء المصاب في الجسم. بعض أنواع السرطان تتأثر بمكملات الكركمين بشكل إيجابي.
يؤثر الكركمين على نمو السرطان وتطوره، كما يؤثر على انتشاره بين الخلايا أيضا. يساعد الكركم على موت الخلايا السرطانية ويقلل نمو الأوعية الدموية الجديدة في منطقة الورم فيساهم في منع انتشار الورم.
كما أن بعض الأدلة تشير إلى أنه قد يمنع حدوث السرطان من الأساس، خاصة أورام الجهاز الهضمي مثل سرطان القولون والمستقيم.
علاج التهابات المفاصل
أمراض المفاصل هي إحدى المشكلات الشائعة في العالم الحديث، ولأن معظم أنواع هذه الأمراض تنطوي على التهاب في المفاصل، فمن المحتمل أن يكون الكركم فعالا في علاجها كمضاد للالتهابات.
يعتقد الباحثون أن الكركمين كان أكثر فعالية من الأدوية المضادة للالتهاب الأخرى، في حالة الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
كما لاحظ العلماء أن الأشخاص الذي تناولوا مكملات الكركمين شهدوا تحسن ملحوظ في أعراض التهاب المفاصل.
هل هناك أي أضرار لمادة الكركمين ؟
كغيره من البهارات الطبيعية، ليس هناك مخاطر من تناول الكركم طالما تستخدمه باعتدال.
ولكن إذا كنت تنوي تناول مكملات الكركمين للحصول على فوائد الكركم الصحية، عليك أن تتبع الإرشادات المذكورة ونصيحة طبيبك الخاص. كما أن هناك بعض الحالات التي قد تمثل فيها مكملات الكركمين بعض الخطورة عليك.
الحمل والرضاعة الطبيعية
إذا كنت حاملا أو تمارسين الرضاعة الطبيعية، تجنبي تناول المكملات. قد يسبب الكركم ميوعة الدم مما يعزز من النزيف الرحمي ويعرض الحمل للخطر، كما أنه غير آمن للاستخدام بجرعات طبية في فترة الرضاعة الطبيعية.
مشاكل المرارة
إذا كنت تعاني من مشاكل المرارة، مثل حصوات المرارة أو انسداد القناة الصفراوية، لا تستخدم الكركمين فقد تصبح هذه المشكلات أسوأ.
نزيف الدم
يؤثر الكركمين على سيولة الدم ويبطئ من تخثر الدم. لذلك فقد تلاحظ زيادة الإصابة بالكدمات والنزيف إذا كنت مصابا بأي نوع من اضطرابات تجلط الدم. كما ينبغي عدم تناوله إذا كنت تخطط للخضوع لعملية جراحية.
ارتجاع المرئ
رغم فوائد الكركم للجهاز الهضمي إلا أنه قد لا يناسب جميع الأشخاص. إذا لاحظت تفاقم أعراض اضطراب المعدة أو ارتجاع المريء مع تناول الكركم، توقف عن تناوله.
بعض الحالات التي يصاحبها اضطراب الهرمونات
مثل سرطان الرحم أو المبيض أو سرطان الثدي، كذلك حالات بطانة الرحم المهاجرة و الأورام الليفية الرحمية. يشبه الكركمين هرمون الإستروجين نظريا، فلذلك قد يكون له تأثير سلبي في هذه الحالات، رغم أن بعض الدراسات تقول بأنه قد يكون مفيدا في تقليل آثار هرمون الإستروجين.
تأخر الحمل
يؤثر الكركم على الخصوبة لدى الرجال، لأنه يقلل من مستوى هرمون التستوستيرون كما يقلل من حركة الحيوانات المنوية. لذلك استخدمه بحذر إذا كنت تخطط للإنجاب.