الدوخة هي كلمة عامة تستخدم لوصف مجموعة من الأعراض أو الأحاسيس المتشابهة نسبيا، مثل الشعور بالوهن والضعف أو الشعور بالإغماء أو اختلال التوازن. تختلف اسباب الدوخة وبالتالي تختلف الأعراض والعلاج.
بينما الدوار هو الشعور الزائف بأن المكان المحيط بك يدور أو يتحرك، أو شعورك بأنك أنت شخصيا تتحرك. من الممكن أن يحدث الأمر مرة واحدة أو يتكرر على هيئة نوبات.
ورغم أن الدوخة والدوار هي من أكثر الأسباب شيوعا لزيارة الأطباء، لما لها من تأثير على حياتك الطبيعية، إلا أنها نادرا ما تكون دلالة على مشكلة خطيرة.
ولكن مع ذلك ينبغي معرفة الأسباب حتى تتمكن من الحصول على العلاج المناسب وتجنب تكرار النوبات.
ما هي اسباب الدوخة ؟
هناك الكثير من الأسباب المحتملة لحدوث الدوار. في بعض الأحيان يكون السبب عاما مثل ضعف الدورة الدموية أو الإصابة بالعدوى، بينما قد يكون السبب هو مشكلة في جهاز التوازن مثل اضطرابات الأذن الداخلية أو دوار الحركة.
من المهم معرفة مدة استمرار الدوار والأعراض المصاحبة له لكي يتمكن الطبيب من تحديد السبب.
مشاكل الدورة الدموية
إذا كان قلبك لا يضخ الدم إلى المخ بالقدر الكافي له وبالسرعة المطلوبة، قد تشعر بالإغماء أو عدم التوازن.
من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الدورة الدموية:
ضغط الدم المنخفض
ضغط الدم الانقباضي أو الرقم الأعلى في قراءة الدم، هو المؤشر لقدرة القلب على ضخ الدم إلى الجسم عند الانقباض.
عندما يحدث انخفاض حاد في ضغط الدم الانقباضي، قد تشعر بالدوار أو الدوخة لفترة قصيرة، كما أنه قد يسبب الشعور بالإغماء.
يحدث الانخفاض الحاد في ضغط الدم عندما تقف بسرعة كبيرة أو تتحرك من وضع الرقود، وهو ما يعرف بانخفاض ضغط الدم الانتصابي.

قصور الدورة الدموية
في حالة الإصابة بأمراض القلب المزمنة مثل اعتلال عضلة القلب أو اضطراب نظم القلب، من الممكن أن ينخفض حجم الدم الذي يضخه القلب إلى المخ.
كما أن النوبات القلبية والنوبات الإقفارية العابرة من اسباب الشعور بالدوخة أو الدوار.
مشاكل الأذن الداخلية من اسباب الدوخة
هناك ثلاثة أجزاء في الجسم تتحكم في التوازن وهي العين والأعصاب الحسية والأذن الداخلية التي تعد جهاز استشعار يساعد في التحكم في التوازن والحركة.
عندما تصاب الأذن الداخلية بالاضطراب، فهي ترسل إشارات إلى الدماغ لا تتفق مع الإشارات المرسلة من العين والأعصاب.
هذا التشتت في الإشارات يتسبب في شعورك بأنك تدور أو أن محيطك يدور حولك، بينما يحاول عقلك فك الالتباس.
قد يكون سبب هذا الاضطراب أي من المشكلات الآتية:
الإصابة بالعدوى
تسبب العدوى الفيروسية إصابة العصب الدهليزي والتهابه. كما أن فقدان السمع المفاجئ قد ينتج عن التهاب الأذن.
داء مينيير
يحدث داء مينيير عندما تتراكم السوائل بشكل مفرط في الأذن الداخلية، ويسبب نوبات مفاجئة من الدوار قد تدوم لعدة ساعات.
كما أن داء مينيير قد يكون السبب في شعورك بضعف السمع أو رنين الأذن، كما قد تشعر بأن أذنيك مسدودة.
الصداع النصفي
الصداع النصفي من الأسباب الشائعة للدوار أو الدوخة.
حتى بينما لا تشعر بالصداع الشديد، قد يسبب لك الصداع النصفي الشعور بالدوار. قد تستمر نوبات الدوار لمدة ساعات، كما قد تكون مصحوبة بأعراض الصداع النصفي الآخرى مثل ألم الرأس وحساسية الضوء وعدم تحمل الضوضاء.
دوار الوضعة الانتيابي الحميد
السبب الأشهر والأكثر شيوعا للدوار هو دوار الوضعة الانتيابي الحميد.
ربما يبدو الاسم غريبا، لكنها حالة مرضية حميدة تسبب شعورا قويا بأنك تدور أو تتحرك، والتي تستمر لفترة قصيرة.
من الممكن أن تسبب الحركة السريعة للرأس تحفيز هذه النوبات، كما قد تشعر بهذا الشعور إذا تحركت بشكل مفاجئ من وضعية النوم إلى الجلوس أو تعرضت لضربة في الرأس.

اسباب الدوخة الأخرى
اضطراب القلق أو الهلع
يلاحظ بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق بأنهم يشعرون بالدوخة أو التشوش الذهني أحيانا.
كما قد يحدث هذا الشعور تزامنا مع الإصابة بنوبات الهلع أو الرهاب، مثلا في حالات التعرض للمواقف التي تحفز الشعور بالخوف الشديد مثل البقاء في مكان مغلق.
فقر الدم أو الأنيميا
الدوخة هي واحدة من أعراض فقر الدم خاصة إذا كان السبب هو انخفاض مستوى الحديد. عادة ما يكون الدوار مصحوبا بشحوب الجلد والشعور بالضعف والإرهاق وغيرها من أعراض الأنيميا.
نقص مستوى السكر في الدم
الإصابة بمرض السكري هي واحدة من اسباب الدوخة خاصة لمن يعتمد على الأنسولين كعلاج للسكري.
عندما يحدث انخفاض في مستوى السكر في الدم، يلاحظ المريض شعوره بالدوخة مع التعرق الشديد والشعور بالقلق والتوتر. ينبغي أن يكون مريض السكري ملما بهذه الأعراض وتعلم كيفية التصرف عند الشعور بانخفاض السكر.
الجفاف والصدمة الحرارية
قد تسبب الحرارة المرتفعة الجفاف وفرط السخونة، خاصة إذا كنت تمارس الأنشطة في جو مرتفع الحرارة ودون شرب ما يكفي من السوائل.
الأدوية
بعض الأدوية قد تكون الدوخة من أعراضها الجانبية، مثل الأدوية المضادة للاكتئاب والمسكنات والمهدئات، كذلك الأدوية المضادة للصرع.
كما أن علاجات الضغط المرتفع قد تسبب الدوخة والإغماء خاصة إذا سببت انخفاض ضغط الدم إلى حد كبير أو بسرعة شديدة.

أشعر بالدوخة أحيانا.. هل ينبغي أن أذهب للطبيب؟
بخلاف الفحص الروتيني السنوي، ينبغي عليك زيارة الطبيب إذا شعرت بالدوار أو الدوخة بشكل متكرر.
كما ينبغي عليك زيارة الطبيب إذا كان الدوار شديدا أو استمر لفترة طويلة، كذلك إذا كان يبدو أن الدوخة بدون سبب واضح.
الدوخة في معظم الحالات هي عرض حميد ولا يشكل تهديدا على الحياة. ولكن هناك بعض الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية طارئة مثل:
- إذا شعرت بآلام الصدر أو صعوبة في التنفس
- الصداع الشديد بشكل مفاجئ
- الإغماء
- ازدواج الرؤية
- صعوبة الكلام أو ثقل اللسان
- التعثر أو صعوبة المشي
- التغير المفاجئ في السمع أو فقدان السمع المؤقت
- الشعور بالخدر أو الضعف في الذراعين أو الساقين أو الوجه
إذا شعرت بأي من هذه الأعراض، احصل على الرعاية الصحية على الفور.
أما في حالة تكرار الشعور بالدوخة أو الدوار، ننصحك أيضا بزيارة الطبيب لمعرفة اسباب الدوخة وتلقي العلاج المناسب.
قد تؤدي الدوخة إلى وقوعك أو إيذاء نفسك، أو تعرضك للخطر إذا حدث ذلك أثناء قيادة السيارة أو استخدام آلة حادة. كما أن السبب الرئيسي قد يتطور ويؤدي لحدوث مضاعفات، لذلك عليك عدم إهمال العلاج.