عندما تسمع كلمة مرض الكرون قد يخطر على بالك أن له علاقة مع فيروس كورونا المستجد. ولكنه في الواقع هو نوع من التهاب الأمعاء المزمن.
داء كرون هو أحد أنواع التهابات الأمعاء (IBD) الذي يسبب أعراض متنوعة تشمل آلام البطن وفقدان الوزن وغيرها من الأعراض.
كما أن هذا الالتهاب قد يمتد ليشمل مناطق مختلفة من الجهاز الهضمي، مما يسبب مجموعة واسعة من الأعراض.
ولأنه من الأمراض المزمنة التي قد تسبب مضاعفات خطيرة، إليك أهم المعلومات عنه وكيف يمكن علاج هذا المرض.
ما هو مرض الكرون؟
داء كرون (Crohn’s Disease) هو أحد النوعين الرئيسيين لأمراض التهاب الجهاز الهضمي.
عادة ما يصيب هذا الداء المعي اللفائفي أو المنطقة التي تقع في نهاية الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة.
ولكن هذا لا يمنع أنه من الممكن أن يصيب أي جزء من أجزار الجهاز الهضمي بداية من الفم وحتى الشرج، وبذلك فهو يختلف عن مرض القولون التقرحي الذي يصيب الأمعاء الغليظة فقط.
غالبا ما تكون الإصابة بالالتهاب في حالة مرض كرون عميقة وليست سطحية، فهي تنتشر بعمق جدار الأمعاء المصابة.
ولذلك، فقد يسبب المرض فقدان الوزن وسوء التغذية، بالإضافة إلى العديد من الأعراض الأخرى.

أعراض داء كرون
عند بعض المصابين بمرض كرون، يقتصر انتشار الالتهاب في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة أو اللفائفي. كما قد يقتصر المرض على القولون بمفرده أو جزء من الأمعاء الدقيقة.
يعد اللفائفي والقولون هما أكثر المناطق التي تتأثر بالمرض. كما تتراوح الأعراض بين الخفيفة والشديدة وفقا لانتشار المرض وتعمق الالتهاب.
في بعض الأحيان تتشابه الأعراض مع أعراض القولون العصبي، مما يجعل التشخيص صعبا إلى حد ما.
عادة ما تتطور الأعراض بشكل تدريجي وتزداد شدة مع إهمال العلاج، ولكن في بعض الأحيان قد تحدث بشكل مفاجئ دون إنذار مسبق.
يتميز المرض بنوبات من النشاط تتخللها فترات من الخمود تختفي فيها الأعراض المزعجة حيث يسكن الالتهاب أحيانا.
بينما تظهر الأعراض في فترات النشاط وقد تشمل الأعراض التالية:
- الحمى
- الإسهال (قد يعاني المريض من الإمساك أحيانا)
- الإرهاق والوهن
- آلام البطن المزعجة
- تقرحات الفم
- فقدان الشهية
- فقدان الوزن السريع
- ظهور الدم في البراز
- الألم حول فتحة الشرج أو بالقرب منها
كما قد يتزامن مع المرض بعض الأعراض الحادة مثل التهاب المفاصل أو التهاب الكبد والقناة الصفراوية.
ومن العلامات المميزة لهذا المرض أنه قد يصيب الأغشية المخاطية في صورة تقرحات الفم، مع التهاب ملتحمة العين أيضا.
ولأن داء كرون يسبب سوء التغذية، فقد يعاني الأطفال المصابين بهذا المرض من تأخر النمو أو تأخر النضوج الجنسي نتيجة للمرض.

ما هي أسباب الإصابة بمرض الكرون؟
رغم الدراسات المستمرة على مر السنين، إلا أن السبب الدقيق لهذا المرض لا يزال مجهولا حتى الآن.
اعتقد الأطباء لفترة طويلة أن نوعية الغذاء والتعرض للتوتر العصبي أو الإجهاد قد يكون سببا. ولكن أثبتت الدراسات أن هذه العوامل قد تكون محفزة ولكنها ليست السبب الرئيسي لتطور المرض.
بينما هناك بعض العوامل التي قد تلعب دورا في تطور الإصابة مثل:
خلل الجهاز المناعي
يعتقد العلماء أن تطور مرض كرون قد يكون نوع من أمراض المناعة الذاتية أو خلل المناعة.
عندما يهاجم الجسم بواسطة فيروس أو بكتيريا، يحاول الجهاز المناعي محاربة هذا الكائن الدقيق.
ولكن في بعض الأحيان تتطور استجابة مناعية غير طبيعية تدفع الجسم لمهاجمة خلاياه الطبيعية أيضا، وهذا ما يعرف باسم أمراض المناعة الذاتية.
دور الوراثة في تطور مرض الكرون
رغم أن الكثير من المصابين بهذا المرض ليس لديهم تاريخ عائلي مع التهاب الجهاز الهضمي، إلا أن الجينات قد تلعب دورا في الإصابة بالمرض.
كما أن عوامل الخطر قد تؤثر في معدل الإصابة وتطور المرض.
ما هي عوامل الخطر لتطور مرض الكرون؟
هناك بعض العوامل التي قد ترتبط بزيادة معدل الإصابة بالمرض مثل:
التاريخ العائلي
نظرا لأن الجينات تلعب دورا في نشوء المرض، فإن إصابة أحد الأقرباء من الدرجة الأولى مثل الأبوين أو الأخوة أو الأبناء بداء كرون يجعلك أكثر عرضة للإصابة.
تشير الإحصائيات أن واحدا من كل 5 مصابين بالمرض لديه تاريخ عائلي مع داء كرون.
استخدام المسكنات
الأدوية المقصودة هنا هي مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الايبوبروفين أو الفولتارين ومثيلاتها من الأدوية.
تسبب هذه المجموعة من الأدوية التهاب الأمعاء الذي قد يزيد من تفاقم المرض.
التدخين
يؤدي التدخين إلى زيادة حدة المرض وقد يجعلك عرضة للمضاعفات التي تتطلب حلولا جراحية.
لذلك، لا بد لمرضى الكرون من الإقلاع عن التدخين حفاظا على سلامتهم. لحسن الحظ أن هذا العامل من عوامل الخطر هو عامل يمكن السيطرة عليه.
العمر
من الممكن أن تحدث الإصابة في أي مرحلة عمرية، ولكن عادة ما تتطور الحالة في سن الشباب.
لذلك، يتم تشخيص معظم المصابين بداء كرون قبل سن الثلاثين في المعتاد.
مكان المعيشة
يعد مرض الكرون من الأمراض التي ترتبط بالمناطق الحضرية أو الصناعية.
ربما يكون السبب في ذلك هو العوامل البيئية أو النظام الغذائي الذي يحتوي على الدهون بنسب كبيرة والأطعمة المكررة والمعالجة صناعيا.
هل مرض الكرون خطير؟

الإجابة على هذا السؤال قد تكون معقدة قليلا.
داء كرون بشكل عام لا يعد من الأمراض التي تهدد الحياة، ولكن المضاعفات التي قد تنتج عن المرض قد تكون خطيرة في بعض الأحيان.
لذلك، من الضروري الالتزام بالخطة العلاجية والمتابعة الدورية مع الطبيب وإجراء التحاليل والفحوصات المطلوبة بشكل دوري لمتابعة تطور المرض.
ورغم أنه لا يوجد علاج نهائي للمرض حتى الآن، إلا أن العلاج الحالي قد يتمكن من تحقيق فترات هدنة طويلة ويمكن المريض من التعايش بشكل طبيعي إلى حد كبير.
يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض وتقليل حدة المرض والمباعدة بين فترات النشاط. كما أنه يساعد في الوقاية من مضاعفات المرض الخطيرة.
مضاعفات داء كرون
مع تطور المرض وإهمال العلاج قد تتطور أي من المضاعفات التالية:
- انسداد الأمعاء
- النواسير
- قرح المعدة والجهاز الهضمي
- الشق الشرجي
- سوء التغذية
- سرطان القولون
- المشكلات الصحية بسبب الأدوية
تكمن مشكلة هذه المضاعفات في أنها قد تؤثر بشكل جدي على الحالة الصحية للمريض.
ولكن مع المتابعة الدورية والالتزام بالعلاج يتمكن الطبيب من السيطرة على تطور المرض ويستطيع المريض الحصول على هدنة طويلة الأمد.