متلازمة القولون العصبي هي أكثر أمراض الجهاز الهضمي الوظيفية شيوعا، يعاني الكثير من الناس من أعراض القولون بشكل مزمن.
الأمراض الوظيفية هي أمراض ليس لها سبب عضوي. عندما يخضع الشخص للتحاليل أو فحوصات الجهاز الهضمي تأتي النتائج سليمة، بينما لا يزال المريض يعاني من الأعراض.
القولون العصبي هو اضطراب شائع يشمل الأمعاء الغليظة. تتنوع أعراض القولون بين التشنج والانتفاخ وآلام البطن بالإضافة لاضطراب حركة الأمعاء.
يمكن التحكم في الأعراض عن طريق النظام الغذائي وتغيير نمط الحياة والعلاج الدوائي، بينما يسبب الاكتئاب أو التوتر تفاقم الأعراض.
أعراض القولون العصبي
آلام البطن من أشهر أعراض القولون
أكثر أعراض القولون العصبي شيوعا هو الألم خاصة أسفل البطن. وهي عامل رئيسي في التشخيص.
تعمل الأمعاء والجهاز العصبي معا للتحكم في الهضم عن طريق الهرمونات والأعصاب والبكتيريا النافعة التي تعيش في الأمعاء.
بينما في حالة القولون العصبي، لا يتمكن الجسم من تنسيق هذه الإشارات، مما يؤدي إلى حدوث تشنج عضلات الجهاز الهضمي.
عادة ما يكون الألم مركزا في أسفل البطن، ويقل بعد حدوث حركة الأمعاء.

القولون العصبي يسبب اضطراب حركة الأمعاء
تشتمل متلازمة القولون العصبي على ثلاثة أنواع رئيسية لاضطراب حركة الأمعاء.
القولون العصبي المصحوب بالإسهال
يعاني ثلث مرضى القولون من الإسهال المزمن. كما قد يعاني البعض من الرغبة المفاجئة والفورية في الذهاب إلى الحمام.
يؤدي هذا الشعور إلى التوتر وربما يجعل الشخص يتجنب المواقف الاجتماعية. وهذا بدوره يسبب المزيد من الاضطراب الوظيفي.
القولون العصبي المصحوب بالإمساك
يعد هذا النوع هو الأكثر شيوعا، حيث يعاني أكثر من 50% من المصابين بالقولون العصبي من الإمساك المزمن.
يؤدي اضطراب التواصل بين الدماغ والجهاز الهضمي إلى تغير وقت هضم الطعام ومروره من الأمعاء. عندما يتباطأ وقت المرور، يصاب الشخص بالإمساك ويعاني صعوبة من الإخراج.
كما يشمل الإمساك في هذه الحالة آلام البطن التي تخف مع حدوث حركة الأمعاء. كما تعاني الأمعاء من الإجهاد نتيجة الحركات غير المكتملة.
تساعد التمارين الرياضية وشرب الماء على علاج الإمساك. كما أن النظام الغذائي المحتوي على الألياف والبروبيوتيك يعمل على تقليل الإمساك.
في حال فشلت هذه العلاجات، يمكن أن يقوم الطبيب بوصف الملينات بشكل محدود بالإضافة للعلاجات المعتادة للقولون.
تناوب الإسهال والإمساك من أعراض القولون
يعاني 20% من المرضى من نوبات الإمساك والإسهال بشكل متناوب.
يصاحب النوبة آلام مزمنة متكررة في البطن. لا ترتبط هذه الآلام بالنظام الغذائي أو عدوى الجهاز الهضمي.
كما يميل هذا النوع من القولون العصبي إلى أن يكون أكثر حدة يصاحبه أعراض أكثر شدة.
القولون العصبي يسبب الغازات والانتفاخ
يؤدي اضطراب الهضم إلى زيادة إنتاج الغازات في الأمعاء. وهذا ما يسبب الانتفاخ وعدم الشعور بالراحة.
الانتفاخ هو أحد أكثر أعراض القولون استمرارا وإزعاجا للكثير من الأشخاص. كما قد يكون مصحوبا بتشنج البطن والآلام.
هناك بعض الأطعمة التي تسبب زيادة الغازات والانتفاخ، مثل البقوليات ومنتجات الألبان المحتوية على اللاكتوز. يساعد تجنب هذه الأطعمة على تقليل الانتفاخ.
عدم تحمل الطعام من أعراض القولون
وجد 70% من المصابين بالقولون العصبي أن هناك أطعمة معينة تحفز ظهور الأعراض لديهم.
يتجنب الكثير من المصابين بمتلازمة القولون العصبي تناول أطعمة معينة أو يستبعدونها من نظامهم الغذائي. رغم عدم وضوح سبب عدم تحمل الطعام، وكونها ليست نوعا من حساسية الطعام.
تختلف الأطعمة المحفزة للأعراض من شخص إلى آخر. هناك بعض الأطعمة التي تنتج الكثير من الغازات مثل النشويات البسيطة واللاكتوز والغلوتين. كما أن بعض الأشخاص لاحظوا زيادة الأعراض بعد تناول الكافيين.

صعوبة النوم والشعور بالإرهاق من أعراض القولون
يعاني نصف الأشخاص من عدم القدرة على تحمل الإجهاد البدني الناتج عن العمل أو الترفيه أو التفاعل الاجتماعي.
من الممكن أن يسبب الإرهاق البدني تفاقم أعراض القولون. كما يرتبط القولون العصبي بالأرق وصعوبة النوم، أو تكرار الاستيقاظ أثناء الليل مما يسبب الشعور بعدم الراحة في الصباح.
ورغم الحصول على كفايتهم من النوم أو ساعات نوم إضافية، أفاد الكثير من الأشخاص بالشعور بقلة الانتعاش بعد الاستيقاظ من النوم.
عادة ما تعني قلة النوم أن هناك أعراض معوية أكثر حدة في اليوم التالي، خاصة إذا تزامنت مع الاكتئاب أو التوتر العصبي.
علاقة القولون العصبي بالتوتر والاكتئاب
هناك علاقة وطيدة بين أعراض القولون والتوتر والاكتئاب.
من غير الواضح ما إذا كان التوتر هو نتيجة اضطراب القولون، أم أن أعراض القولون تنتج عن التوتر أو الإجهاد العقلي. هذه حلقة مفرغة، ولكن الحقيقة أن كلاهما يعززان بعضهما البعض.
يسبب اضطراب القولون تغيرات في هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون الذي يفرزه الجسم نتيجة القلق أو التوتر.
كما لاحظ الخبراء أن علاج القلق أدى إلى تقليل أعراض القولون العصبي بشكل كبير، لذلك ينبغي معالجة أسباب التوتر.
هل تعتقد أنك تعاني من القولون العصبي؟ إليك هذه النصائح
إذا كنت تعاني من أعراض اضطراب الجهاز الهضمي والتي تؤثر على نمط حياتك، قم بزيارة الطبيب لاستبعاد الأمراض العضوية أولا.
سيقوم الطبيب بتشخيص متلازمة القولون إذا كنت تعاني من ألم متكرر في البطن لمدة 6 أشهر على الأقل، مع تغير في حركة الأمعاء.
هناك بعض التغيرات التي تساعدك على التحكم في المرض مثل:
تعديل النظام الغذائي
إتباع نظام غذائي منخفض النشويات البسيطة أو قصيرة السلسلة، مع تحديد الأطعمة التي تسبب تحفيز الأعراض وتجنبها.
تأكد من شرب الكثير من الماء خلال اليوم، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان.
تساعد مكملات البروبيوتيك في تقليل الأعراض أيضا، كما يمكنك تناول الملينات التي لا تستلزم وصفة طبية عند الحاجة.

ممارسة الرياضة
تساعد الرياضة على تحسين حركة الأمعاء، كما أنها تحسن الحالة النفسية وتساعد في تقليل التوتر.
تجنب الكافيين والمشروبات السكرية
إذا كنت تلاحظ أن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو المشروبات السكرية يحفز الأعراض لديك، يمكنك استبدال هذه المشروبات بالعصائر الخالية من السكر أو القهوة منزوعة الكافيين.
معالجة أسباب التوتر
إذا كنت تعاني من القلق أو الاكتئاب، سيفيد علاج الاكتئاب في تقليل أعراض القولون.
يمكنك تجربة تمارين التمدد والاسترخاء، تقليل ضغوط العمل بقدر الإمكان والتعامل مع مسببات القلق.
إذا وجدت أن الأعراض لا تستجيب لتغييرات نمط الحياة، سيقوم الطبيب بوصف الأدوية المناسبة في هذه الحالة لمعالجة المشكلة.